بحضور كوكبة من السفراء والمثقفين والمفكرين

الصالون الثقافي العربي يناقش «الدولة الوطنية والدولة المدنية» 

خلال الندوة
خلال الندوة

أقام المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع، ندوة الصالون الثقافي العربي بعنوان "الدولة الوطنية والدولة المدنية"، بحضور كوكبة من السفراء والمثقفين والمفكرين والأدباء ورجال الصحافة والإعلام، وذلك بقاعة المؤتمرات بمقر المجلس بدار الأوبرا.

بدأ د.عصام شرف بإلقاء محاضرة حول الدولة الوطنية والدولة المدنية مؤكدا أهمية تعزيز الهوية الوطنية، مشيرًا إلى أن هناك صراعًا مع تجار الدين الذين يخرجون صكوك التكفير وتجار الوطن الذين يخرجون صكوك التخوين، والاثنان يحظيان برعاية المتلاعبون بالعقول.

وقال إن إدارة هذا الصراع مشروع تنويري بالامتياز، مشيرًا إلى أن المفكر العربي ابن رشد يقول إن التجارة بالأديان تجارة رائجة في كل زمان، مضيفا أن الجماعات الإرهابية جماعات تم إنشاؤها وتعمل حسب الطلب.

وأوضح أن الدولة تحتاج لإطار صلب مادي هو جيش فائق القوة، وإطار صلب معنوي هو سيادة القانون والبشر والمجتمع هو المحتوى الناعم، مشيرا إلى أن الدخل القوي يتحقق عندما تكون الهوية الوطنية هي السائدة ويتم ذلك من خلال انتشار ثقافة قبول الآخر، مشيرًا إلى أن الوطن هو عناق الثقافات والأيديولوجيات.

وحذر من خطورة الاستهتار بالأمن القومي، موضحًا "يجب أن نؤمن بوجود تحدي من أجل بناء مشروع وطن" وقال إنه لا يمكن أن يكون هناك عدالة اجتماعية أو رأسمالية وطنية بدون الإيمان بالآخر.

وتحدث الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة السابق، حول فكرة الوطن، ومتى بدأت في مصر، وقال إن هذه الفكرة جاءت دائما في مواجهة الاستعمار، تاريخيا في مصر منذ الاستعمار التركي، وأنه يبدو أيضا أننا أخذنا فكرة الوطن من الغرب في القرن الـ 19، وأضاف أن أول مفكر مصري استخدم كلمة وطن كان رفاعة الطهطاوي.

وأكد عصفور، أن مفهوم الوطن يقوم على أساس المواطنة، وأن تقبل الدولة الجنسيات المتعددة وأن يكون كل منها متساو في الحقوق والواجبات، فالوطن هو الأرض التي تجتمع حولها الناس الذين تربطهم مصالح مشتركة لا ترتبط هذه المصالح بجنس أو دين أو عرق، وأضاف لم يحاول أن يكسر هذه الفكرة غير الإخوان في السبعينيات، وأكد أننا سعداء الحظ بالعيش فى دولة يؤكد رئيسها أنها دولة مدنية ديمقراطية حديثة.

وأشاد د. مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، بالمحاضرة التي قدمها «شرف»، واصفا إياها بالمبهرة، كما أشاد بالمزج والتزاوج بين الدراسات النظرية والتطبيقية، وأكد أهمية هذا التزاوج في العصر الحديث.

وقال إن ما سرده «د. جابر» يعد رائعا وأضيف عليه أن فكرة المواطنة تتعلق بفكرة المساواة، المساواة بين قاطنة بقعة أرض على اختلافهم غنى وفقير رجل وامرأة ...إلى آخره، وأكد أن الإسلام نفسه رسخ لقيمة الاختلاف واستشهد بالآية "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ".

وفى مداخلة من السفير أحمد التازي سفير المغرب بالقاهرة، أكد أن هناك من الناس من يظن أن الانتماء يجب أن يكون للدولة القوية، بمعنى كلما شعر الإنسان بقوة الوطن يتعاظم عنده الشعور بالمواطنة، وكلما كان الوطن ضعيفا، يبحث عن التميز والقوة، ثم ضرب مثلا بمواطن مكسيكي هاجر إلى أمريكا، حينما تسأله عن وطنه يقول لك أنا أمريكى، لأنها الدولة الأقوى 

وأكد السفير حبيب الصدر سفير العراق بالقاهرة، في مداخلته على أهمية التنوع والأهم هو كيفية إدارة هذا التنوع، وضرب مثلا بما واجهته العراق خلال ثلاث سنوات عجاف، أتحدت بكل طوائفها في وجه الإرهاب الشرس من الدواعش، وانتصروا .