إنذار صاروخي خاطئ يصيب المواطنين بالهلع في جزيرة هواي الأمريكية

صورة لجزيرة هاواي
صورة لجزيرة هاواي

بعد أربعين دقيقة من تلقي المقيمين في مدينة هواي الأمريكية رسائل تحذيرية عبر هواتفهم الجوالة من اقتراب صاروخ باليستي من المدينة ومطالبتهم بالبقاء في منازلهم أو البحث عن مكان أمن للبقاء فيه، جاءت الرسالة الثانية لتؤكد أنه لا يوجد أي تهديد ولا توجد صواريخ تقترب من المدينة وأن الإنذار الذي تم إرساله كان خاطئا وغير حقيقي.

لم يتسبب فقط الإنذار الخاطيء في إحداث حالة من الهلع والخوف والارتباك بين أهالي الجزيرة الواقعة شمال المحيط الأطلنطي، ولكنه أيضًا أظهر خلل نظام الطوارئ الذي يعتمد عليه المقيمين في المدينة لتحذيرهم من أي هجوم محتمل خاصة في ظل حالة التوتر الشديدة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وتهديد الأخيرة بشن هجوم نووي علي  الأراضي الأمريكية.

وأدي الإنذار الخاطئ الذي تلقاه المواطنين في الساعة الثامنة صباحًا إلي تكدس بعض الطرق السريعة حيث تسارع المواطنين لترك سياراتهم علي الطرق والبحث عن أمكان يحتموا بها، ولَم يخرج عدد كبير من العمال إلي أشغالهم وظلوا يحتمون بمنازلهم في انتظار خطرا أصبح لا مفر منه.

وبرغم من أن رسالة التكذيب تم إرسالها بعد عشر دقائق فقط من رسالة الإنذار الكاذب إلا أنها استغرقت أربعين دقيقة حتى تصل إلي المواطنين وهو ما أظهر خللًا آخر في آلية استقبال الرسائل من إدارة الطوارئ.

وكما تشير التقديرات فإن أي هجوم محتمل من كوريا الشمالية قد يستغرق ١٥ دقيقة حتى يصل إلي جزيرة هواي، ومعني وجود خلل في نظام الطوارئ وخلل آخر في إرسال رسائل التحذير إلي المواطنين، فإن ذلك قد يتسبب في زيادة الخسائر بشكل كبير في حالة إلي حدث هجوم حقيقي علي الجزيرة.

ومع زيادة التواترات مع بيونج يانج وارتفاع نبرة التهديد من الزعيم الكوري الشمالي باستخدام السلاح النووي ضد الولايات المتحدة الأمريكية، قامت السلطات في ديسمبر الماضي باختبار نظام الإنذار الصوتي الذي كان مستخدمًا خلال فترة الحرب الباردة بين واشنطن والاتحاد السوفيتي، إلا أن نتائج الاختبارات أظهرت مشاكل في نظام الإنذار وأصبح الاعتماد بشكل كبير علي رسائل التحذير التي يتلقاها المواطنين من وكالة الطوارئ لتحذيرهم من أي هجوم وشيك.

وقال كيرستجين نيلسين، وزير الأمن العام، إن ما حدث خطأ سيّء وعلي المواطنين الالتزام برسائل الإنذار.

وخلال مؤتمر صحافي أمس، قال فيرن مياجي، رئيس وكالة إدارة الطوارئ بمدينة هواي، إن ما حدث ناتج عن خطأ من أحد العاملين بالوكالة حيث قام بالضغط علي الزر الخاطئ وهو ما أدي إلي إرسال رسالة التحذير للمواطنين، مؤكدا أنه يتحمل مسؤولية ما حدث وأن سيتم مراجعة نظام الطوارئ بالمدينة لضمان عدم تكرار ما حدث مرة أخري.

وقال أجيت باي، رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، أنه اللجنة ستقوم بالتحقيق في ذلك الأمر وتحديد المسؤول عن ذلك الخطأ وأسباب وقوعه. كما أعلن أعضاء البرلمان بالمدنية أنه سيتم عقد جلسة استماع حول هذا الأمر نهاية الأسبوع الجاري لمعرفة أسباب ذلك التقصير وضمان عدم تكراره مرة أخري.

وقال سكوت سايكي، رئيس البرلمان الهواوي، إن نظام الإنذار الذي يعتمد عليه المواطنين لتحذيرهم من أي هجوم محتمل فشل بشكلٍ مزرٍ، مضيفا أنه من الواضح أن المؤسسات الحكومية غير مستعدة للتعامل مع حالات الطوارئ في حالة الخطر الحقيقي وليس لديها القدرة علي ذلك.