إجازات المصريين «رفاهية ميري».. مصر الخامسة عالميًا في العطلات الرسمية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

«النحاس»: العامل «المستفيد الأكبر».. وإنهاء أسطورة إجازات الأعياد والاحتفالات الرسمية «ضرورة»
«نور الدين»: «الناس مطحونة في القطاع الخاص.. والصيني خرب بيوتنا»

صنفت مصر بأنها خامس أكبر دولة من حيث عدد أيام العطلات على مستوى العالم، فعلى الرغم من حرص القيادة السياسية على النهوض بالاقتصاد وتحقيق ثورة صناعية، وكذلك تفعيل أجندة فعالة لزيادة معدل النمو، وخفض عجز الميزانية والدين العام، إلا أن كثرة العطلات الرسمية تساهم في تراجع الإنتاجية، وتذبذب مؤشراتنا الاقتصادية.

14 يومًا إجازة فى 2017
وكشفت تقارير حكومية، أن الموظفين حصلوا على 14 يوما إجازة خلال عام 2017، هي عيد الميلاد المجيد 7 يناير، وعيد الشرطة 25 يناير، والسبت بداية العام الدراسي 11 فبراير، وعيد شم النسيم 17 ابريل، وعيد تحرير سيناء 25 فبراير، وكذلك عيد العمال 1 مايو، وبداية شهر رمضان 26 مايو، وإجازة عيد الفطر 26 يونيو ولمدة 3 أيام، وإجازة ذكرى ثورة يونيو فى 30 يونيو، و23 يوليو بمناسبة ذكري ثورة الضباط الأحرار، و4 أيام إجازة عيد الأضحى فى 2 سبتمبر، إلى جانب إجازة ذكرى حرب السادس من أكتوبر، وأخيرًا إجازة المولد النبوي الشريف 1 ديسمبر.

إجازات 2018
اما إجازات 2018، فتشمل 15 يومًا، وهي الاثنين 7 يناير بمناسبة عيد الميلاد المجيد، والخميس 25 يناير في الاحتفال بثورة يناير وعيد الشرطة، والاثنين 9 إبريل بمناسبة شم النسيم، والأربعاء 25 إبريل في يوم تحرير سيناء، والثلاثاء 1 مايو بعيد العمال، والخميس 14 يونيو بمناسبة وقفة عيد الفطر المبارك 1439.
وتشمل أيام من الجمعة 15 يونيو إلى الأحد 17 يونيو إجازة بمناسبة عيد الفطر، والاثنين 18 يونيو في عيد الجلاء، والسبت 30 يونيو بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو، والاثنين 23 يوليو للاحتفال بثورة يوليو، والثلاثاء 21 أغسطس وقفة عيد الأضحى المبارك 1439، ومن الأربعاء 22 أغسطس  إلى السبت 25 أغسطس بمناسبة إجازة عيد الأضحى المبارك، والأربعاء 12 سبتمبر في رأس السنة الهجرية 1440، والسبت 6 أكتوبر للاحتفال بنصر أكتوبر، وأخيرا الأربعاء 21 نوفمبر في ذكرى المولد النبوي الشريف.

إجازات الجهاز الإداري
كل هذا بخلاف الإجازات الطويلة للعاملين بالجهاز الإداري للدولة، الذين يحصلون على العطلات «العارضة- والسنوية»، الأمر الذي يعطل المصالح الحكومية أمام المواطنين لفترة كبيرة .
وعن مدى تأثير الإجازات على الإنتاجية، يقول صفوت النحاس، رئيس جهاز التنظيم والإدارة السابق، إن الإجازات الرسمية في العام تتعدى الـ17 يومًا، مؤكدًا أنها كثيرة وتساعد على التراخي في العمل وتراجع الإنتاجية العامة، مشددًا على ضرورة وضع نظام جديد لعدد الإجازات الرسمية المسموح بها، مع مراعاة مواكبة الدول الأجنبية، لتحقيق المعدل المرغوب على مؤشر الاقتصاد العالمي.
وأضاف «النحاس» - في تصريحات لـ«بوابة أخبار اليوم»- قائلا: الإجازات كثيرة، ونحتاج مجهود مضاعف للنهوض مجددًا، ولابد من تقليها، وليس بالضرورة إعطاء إجازة في الاحتفالات والمناسبات الرسمية، متابعًا: الاحتفال بالمناسبة ممكن  يتم دون إجازة.
واستطرد: الإجازات الكثيرة تعطلنا، وتؤكد للعالم عدم اهتمامنا بالعمل، ولابد من نظرة شاملة، وإعادة مراجعة أجندة الإجازات.
وعن إجازات الجهاز الإداري، أوضح رئيس جهاز التنظيم والإدارة السابق، أن العطلات هناك لا تعوض، وتلقي على العاملين بأعباء مضاعفة، لأن العمل لا يتوقف، وينتظر الجميع، كما أن عدم التعمق في العمل يؤثر على إنتاجية، رغم أنها ترفع أجر العامل على مدار السنة، وبالتالي المستفيد الأكبر هو العامل وليس الوحدات الإنتاجية.
وتابع: من 15 سنة، لم يكن الجمعة والسبت إجازة، ولكن كانت يومي الخميس والجمعة، ومن الطبيعي أن يكون السبت إجازة بنوك، والأحد للمحلات التجارة، والزحام في العمل كان يومي الثلاثاء والأربعاء، لذا لابد من إعادة الترتيب لمواكبة المؤسسات الدولية التي تأخذ عطلتها يومي السبت والأحد، وإعادة التواصل معها.
وبالنسبة لطرق تعويض الإجازات، يقول «النحاس»: من الضروري سن قانون يزيد من ساعات العمل لتكون 8 ساعات فى اليوم، وأكثر من 42 ساعة أسبوعيًا للوحدات ذات الضغط الشديد فى العمل، و35 لغير المضغوطين.
وطالب «النحاس» بضرورة أن يراعى هذا القانون الجديد حقوق العامل فى الإجازة وترضيته، مع إنهاء أسطورة إجازة الاحتفالات الرسمية، وذكرى الأحداث، وتقليل عدد أيام إجازات الأعياد.

«الموظف المطحون»
فيما يرى نادر نور الدين، الخبير الاقتصادي، أن مؤشر الإجازات به تحامل على المصريين، مؤكدًا أن إجازات أمريكا والدول المتقدمة مضاعفة عن نظيرتها فى مصر، وأن الكل يقسو على المصريين.
وأضاف «نور الدين» في تصريحات لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الموظف مظلوم دائمًا، ومتهم بأنه السبب في تراجع الإنتاجية، مستطردًا: «الناس مطحونة في القطاع الخاص، بتشتغل 7 أيام في المصانع والشركات دون أجر عادل، وتعويض مناسب، او حتى رعاية صحية جيدة، فهناك يعملون على مدار 24 ساعة، ويجلدون ذاتهم من أجل العمل».
وأوضح أن موظفي المراكز الخدمية الحكومية أكثر المستمعين بالإجازة، إلا أن القطاع الخاص «يطحن» العاملين به، وتابع: «طول عمرنا متميزين، ومشهورين بصناعة الغزل والنسيج، ولكن المصانع تغلق، والصيني أصبح بديلا وخرب بيوتنا، بسبب إهمال الحكومة».
وطالب «نور الدين» في نهاية تصريحاته، الحكومة بضرورة الالتفات أكثر إلى نهضة الصناعة، من خلال إعادة الروح للمصانع المغلقة، وبناء مصانع جديدة، مع زيادة المساحات المنزرعة لتوفير المادة الخام لمناطق الإنتاج.