واقعة التسريبات المفبركة تعيد فتح الملف

الخبراء يوضحون كيفية مواجهة أكاذيب الإعلام الغربى عن مصر

د.هويدا مصطفى - د.حسن عماد مكاوي-  د.حنان يوسف
د.هويدا مصطفى - د.حسن عماد مكاوي- د.حنان يوسف

انتاب الوسط الإعلامى والفنى فى مصر ، حالة من السخط الشديد، عقب التسريبات المفبركة التى عرضتها جريدة نيويورك تايمز الأمريكية، منذ يومين لبعض الاعلاميين والفنانين وهم مفيد فوزى ويسرا وعزمى مجاهد وسعيد حساسين والتى أعقبها بيان شديد اللهجة من ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات لنفى كل ما جاء بها.

استمرار الأكاذيب

ولم تكن هذه الواقعة الأولى لنفس الصحيفة حيث سبق وادعت أكاذيب كثيرة حول الأمير محمد بن سلمان ومن قبلها الادعاء، بان الفضائيات المصرية تعتمد على جرسون فى مطعم كمراسل.. وفى عام 2012 أدعت تسريبات كاذبة بين تهانى الجبالى والمجلس العسكرى.. وفى الواقعة الأخيرة كان الملاحظ أن التسريبات لم تذع على موقع الجريدة نفسها ولكن تم بثها على قنوات الإخوان.. فكيف نواجه هذا المخطط وهل يوجد بروتوكول إعلامى للتصدى لهذه الأكاذيب..وما سبل التصدى لمحاولات الإعلام الغربى تشويه صورة مصر؟ هذا ما يجيب عنه الخبراء فى التحقيق التالى.

ترويج شائعات

فى البداية تقول د.هويدا مصطفى أستاذ الإعلام ورئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة ما تم نشره يعد سقطة إعلامية كبيرة لصحيفة دولية من المفترض أن تتحرى الدقة خاصة أن لها مراسل مقيم فى مصر فمن المفترض أن يقدم حقائق وأخبارا صحيحة وهذا الموضوع يثير قضية الإعلام الغربى وما اعتاد عليه فى الفترة الأخيرة من نشر معلومات غير مدققة وترويج شائعات.

وأكدت أنها كانت تعتقد أن وسائل الإعلام الغربية تتحرى المعايير المهنية من الدقة والموضوعية، وهو ما ثبت عدم صحته مع تكرار تجاوزات وسائل الإعلام الغربية حيث سبق لرويترز وبى بى سى وغيرهما نشر معلومات وبيانات غير صحيحة فلابد من مواجهة هذا الأمر بمزيد من الكشف عن هذه التجاوزات والتصدى لها وإبراز الحقائق.

ونبهت إلى ما قامت به هيئة الاستعلامات إجراء صحيح وهذا دور الإعلام الداخلى والخارجى لمواجهة البيانات غير الصحيحة تكون من خلال سرعة الرد من الجهات الرسمية وتكذيب هذه المعلومات بالأسلوب المنطقى وبتداول المعلومات الصحيحة.

توفير المعلومات

ويرى د. عماد حسن مكاوى العميد الأسبق لكلية الاعلام جامعة القاهرة، أن السبيل لمواجهة الأكاذيب، وتقديم إعلام جيد فالالتزام بمعايير الأداء المهنى بالصدق والأمانة وتوفير المعلومات أمور ضرورية، لنكون دائما على استعداد لمواجهة أى تشويه.

وأضاف أنه يجب تحرى دقة الخبر والتصحيح أولا بأول، وهو أمر ضرورى لكبح جماح الإعلام المعادى، فنحن للأسف مازلنا نعانى حجب المعلومات أو تأخرها وإتاحتها فى الوقت غير المناسب، أو تكون مشوهة أو ناقصة أو مغلوطة، وهو جانب متأخرين فيه حتى على المستوى الرسمى فأجهزة العلاقات العامة والإعلام التابعة للوزارات دائما تتأخر فى بياناتها مما يتيح الفرصة للمغالطة والتشويه.

بروتوكول إعلامى
ويؤكد اللواء حسام لاشين الخبير الأمنى ومساعد وزير الداخلية الأسبق أن الاخوان لهم دور كبير فيما يحدث، وأن الاحتياطات يجب أن تبلغ مداها مع الانتخابات الرئاسية.

ويقول "طبعا العلاقات مع أمريكا ليست على ما يرام " ، خاصة بعد أزمة القدس ونشر الشائعات الكاذبة وسيلة عدائية لهدم معنويات الشعوب وتحريضها على قياداتها ولابد من مواجهة هذه الأساليب والتصدى لها من خلال أساليب مشابهة بالاضافة لضرورة وضع بروتوكول إعلامى للتصدى لها وهذا دور المجلس الأعلى للإعلام وذلك مع التوعية الاعلامية للمواطن المصرى والعربى من خلال أجهزة الإعلام المختلفة.

نقص الوعى
وتقول د.حنان يوسف أستاذ الإعلام، هناك قصور شديد فى تناول الإعلام المصرى لقضايانا فى الإعلام الدولى بسبب عدم وعى بعض الإعلاميين، بصورة مصر فى الخارج، رغم أنها تعد من أولويات الأمن القومى المصرى، والحل بضرورة تبنى استراتيجية إعلامية مصرية، تسعى إلى تقديم صورة مصر الخارجية بالشكل والمحتوى المناسب، فى وسائل الإعلام الدولية، المختلفة بالتوازى مع أجندة تواصل مجتمعية مع مراكز القوى المدنية، فى الخارج أصحاب الأصول المصرية واستثمارهم فى هذه الاسترتيجية الإعلامية