توفي زوجها ونجلهما عمره عامان .. ولحق به الإبن قبل أيام من زفافه

الحاجة فاطمة تتبرع بـ11 مليون جنيه لإنشاء مستشفي للسرطان

 الحاجة فاطمة تتبرع بكل ماتملكه
الحاجة فاطمة تتبرع بكل ماتملكه

 لازال نهر الخير والعطاء متدفقًا في ربوع مصر  ..البسطاء لا يبخلون بكل ما يملكون لأنهم تشربوا حب الوطن منذ نعومة أظفارهم ثم شبوا وشابوا علي هعا الحب .. مشاعرهم لم تتغير لحظة وقناعاتهم لم تتبدل .

جائزتهم الكبري أن ينعم الوطن بالأمن والاستقرار والرخاء ، وأن يتركوه لأبنائهم وأحفادهم أفضل مما تركه لهم الآباء والأجحداد .

 نموذج جديد للعطاء .. سيدة  تجاوزت  الخامسة والستين  من عمرها  ، صاحبة رحلة كفاح مشرفة حفرت بأظافرها في الصخر وتحملت مايعجز عنه  الكثير من الرجال ، توفي زوجها إثر عملية جراحية تاركا لها طفلها الرضيع .

تركت كل مافي الدنيا وراء ظهرها  وهي في ريعان شبابها  ،وتفرغت تفرغًا تامًا لتربية ابنها حتي صار أستاذا بهيئة الطاقة الذرية ثم توفي  بسكتة قلبية وهو في الأربعين من عمره  قبيل زواجه ؛ فقررت التبرع بكل ماتملك وهو منزلها و7 قراريط بقريتها منية سندوب مركز المنصورة .. نفس قرية الحاجة زينب التي تبرعت بقرطها وهو كل ماتملكه لصالح صندوق تحيا مصر .

الحاجة فاطمة حسين عطية والي تسرد " لبوابة أخبار اليوم "رحلة كفاحها وقصة تبرعها قائلة :

 حصلت علي  كلية الفنون الجميلة  وتم تعييني  معيدة بالكلية ثم تزوجت من  المهندس السعيد السعيد محمد شلبي  بمصنع الراتنجات ،وكان زوجا مثاليا لكن القدر لم يمهلنا حيث توفي أثناء اجرائه عملية جراحية وترك طفلنا الوحيد خالد وكان عمره عامين وقتها.

وتستطرد : استقلت كمعيدة من كلية الفنون الجميلة بعد وفاة زوجي وكان عمري وقتها 25 عاما.. قررت التفرغ التام لتربية ابننا خالد ورفضت كل عروض الزواج  رفضا تاما وتفوق خالد في دراسته  بتوفيق من الله ورعايتي الدائمة له ، والتحق بكلية العلوم بناءا علي رغبته  وبعدها واصل مسيرته العلمية  بنجاح ليحصل علي الماجستير بتفوق ، والتحق بعدها بهيئة الطاقة الذرية ثم حصل علي الدكتوراه  .. بعدها بدأ يفكر في الزواج وارتبط بالفعل بباحثة محترمة حاصلة علي الدكتوراه في الزراعة وسافر لأمريكا لمدة شهرين وعاد بعدها لأداء عمله المتميز وقبل زواجه بأسابيع معدودة توفي اثر أزمة قلبية .

وتنهمر الدموع من عينيها وهي تتذكر اللحظات التي صعدت فيها روح ابنها العالم الشاب لبارئها قائلة :

كنا نستعد للخروج لتغيير رابطات عنق اشتريتها له وفجأة ونحن نهم بالخروج  ، وهو يتعجلني وجدته يسقط علي كتفي فاعتقدت في بادئ الأمر انه مجهد لأنه كان يحب عمله ويخلص فيه لدرجة كبيرة .. لكن وجدت أن روحه الطاهرة صعدت لبارئها وتحملت لوعة فراقه متمسكة بالصبر الجميل وبالإيمان بقدر الله وقضائه وعشت أيام حالكة السواد .

وتضيف :

لكني لم أترك نفسي فريسة لهذا الكابوس وقررت أن ألبي لابني خالد أكبر أمانيه وهو في قبره حيث كان يحلم بإنشاء مستشفي خيري لعلاج مرضي السرطان ، ودائما كان يتحدث معي في أن مانملكه سنخصصه لإنشاء هذا المشروع واتخذت قراري عن قناعة تامة بالتبرع بكل ما أملك لصالح هذا المشروع وما أملكه يقدر بحوالي 11 مليون جنيه فممتلكاتي منزل مكون من 3 طوابق مقام علي مساحة 200 متر .. وتم تقديره بحوالي 4 مليون جنيه وقطعة أرض فضاء يقدر ثمنها بحوالي 7 مليون جنيه .

وأثق في أن د. أحمد الشعراوي  محافظ الدقهلية سيحقق لي تلك الأمنية خاصة أنه أحد أساتذة الطب الكبار ، وهذا سيسهل علينا جميعا فكرة إقامة المستشفي وإذا لم يكن المبلغ الذي يمثل قيمة الأرض والبناء كافيًا .. فإن المحافظة في تلك الحالة ستكون قادرة علي تدبير باقي تكاليف إنشاء المستشفي حتي تهدأ روح خالد في قبره ، وأطمئن قبل أن ألاقي ربي خاصة وأن مصر تنتظر منا جميعا العطاء فمصر كانت ولا تزال  أعظم وطن في الكون .