عاش سكان منطقة المقطم، وبالتحديد "مساكن الزلزال"، ليلة حزينة فور علمهم بوفاة "محمد عفروتو" الذى أصبح اسمه بين ليلة وضحاها حديث الساعة بعد تداول نبأ وفاته على صفحات التواصل الاجتماعي، بعد إثارة الجدل لأسباب الوفاة الحقيقية.
وانتقلت "بوابة أخبار اليوم" لمكان الحادث وبالتحديد داخل منزل "محمد عفرتو" الشهير بين أصدقائة وجيرانه باسم "عفرتو"، نظرًا لصغر حجمه وخفة دمه "مفيش فى المقطم كلها حد في أخلاق عفرتو" كما قال أحد أصدقائة المقربين.
البداية على لسان "شهود عيان"
تقريبًا الساعة السابعة أثناء مرور دورية من قسم المقطم داخل توك توك، كما أكد شاهد العيان "خالد عبد الرحمن" محاسب" وأحد جيران "عفروتو" ويسرد كان يجلس مع أصدقائه على الناصية المجاورة لمنزله بأحد البلوكات بعد ما رجعنا من فرح واحد صاحبنا في قعدة صفا، دخل علينا "توكتوكين" وجواهم أمناء شرطة وضابط في لبس ملكي، عفروتو شافهم جري بسرعة جريوا وراه ومسكوه، وقع على الرصيف صدره اتخبط فيه محطش منطق، حطوه في التوكتوك وجريوا على القسم".
وأكد أخر بأن المدعو عفروتو"جرى أول مشاف الضابط" وكنا قاعدين بنشرب "سيجارة" ما أثار غضب أمناء الشرطة وتم الإمساك به على بعد 20 مترًا من المنزل، وعثر رجال المباحث بحوزته على كمية من مخدر الإستروكس، وضربوه وركبوه التوكتوك ومشيو بيه".
عفرتو داخل المستشفى
أكد شقيق عفروتو ويدعى محمود "لبوابة أخبار اليوم" عند علمى بحادث القبض على أخويا كنت فى العمل، وبعدها بنص ساعة عرفت أنه راح مستشفى المقطم التخصصي فذهبت للمستشفى ودخلت شوفت أخويا وطلب منى الدكتور معاينة الجثة، لم الاحظ أي علامات أو أثار تعدِ على جسد شقيقه، مشيرَا إلى أن الأطباء بالمستشفى أكدوا له أن الوفاة طبيعية نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية، واكد أنه أخذ جثمان شقيقه إلى المنزل لتكفينه ودفنه بمقابر العائلة "الوفاء والأمل" دون تشريح"، ولكن ضباط المباحث رفضوا هذا الإجراء وأعادوا الجثمان من داخل المنزل مرة أخرى للمشرحة حتى تأذن النيابة بالدفن بشكل رسمي .
مناوشات أمام قسم المقطم
لحظات وتجمع شباب المقطم كلهم عند قسم المقطم، نحو 300 شاب من أعمار مختلفة، رايحين جايين من القسم لمستشفى المقطم التخصصي".. بهذه الكلمات يبدأ صاحب مقهى مقابل القسم، وأحد سكان منطقة الونش، كانت سماء ومحيط القسم وحي الونش مضاءة بنيران إطارات السيارات التي أشعلها أصدقاء عفروتو، ويؤكد بعد دقائق من إشعال النيران بسيارات الشرطة وصلت تعزيزات أمنية من القوات الخاصة والأمن المركزي قامت بحماية المبني والقبض على عدد من الثائرين أمامه الأمر الذي دفع باقي المتجمهرين للانصراف بعيدا عن القسم ، وتقريباً "الساعة كانت 12.30سمعنا ضرب نار جاي من عند المستشفى على القسم، جرينا لمّينا الكراسي وقفلنا رغم إننا بنفتح الـ24 ساعة بس خفنا على نفسنا، ولحظات والشارع كله كان مفيهوش شخص واحد" ، وفوجئنا بأعداد كبيرة تتجاوز الـ300 شخص بدأوا يهتفون ضد القسم والقوات بداخله وقاموا بإلقاء الحجارة على النوافذ والأمن الواقف لحماية القسم.
لحظات الرعب بالمقطم
فيما أوضح سمير قاسم أحد سكان المقطم أن بعد الساعة الثانية عشر أمس فوجئ بتداول العديد من الأخبار والصور عن القبض على "عفروتو" ووفاته بالقسم عبر صفحات "المقطم" ووسائل الإعلام وبعد ذلك تجمهر الكثيرون أمام قسط الشرطة للتنديد بذلك الأمر ثم تم إشعال النيران حوله، وتابع أنه عقب ذلك جرت عدد من المناوشات بين الشرطة والمتجمهرين وبدأت حالة من الكر والفر واستخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم ومنع محاولة اقتحام المبنى وهو ما نشر حالة من الخوف والقلق بين الأهالي قائلا: "إحنا خوفنا نبص من الشباك أو نفتحه حتى"، مشيرًا إلى أن الأوضاع لم تهدأ سوى مع آذان الفجر كما ألقت القبض على عدد ممن أثاروا الشغب صباح اليوم.
النيابة والطب الشرعى
واستمعت النيابة لأكثر من 50 محتجزا داخل قسم شرطة المقطم لمعرفة تفاصيل الواقعة، وقالت إن المناظرة الأولية أوضحت أن جثمان المجنى عليه"محمد عفروتو"، ليس به علامات ظاهرية تدل على الاعتداء عليه، ما ينفى وجود شبه جنائية، ثم صرَّحت بتشريح جثة المتوفي، وإعداد تقرير الصفة التشريحية للوقوف على أسباب الوفاة وملابساتها، وأخذ عينة من دمه لبيان تعاطيه المواد المخدرة من عدمه .
وأشار مصدر بالطب الشرعي، تم أخذ ما يقرب من 25 عينة من جثة المتوفى لإرسالها إلى المعمل الكيماوى لتحليلها لبيان سبب الوفاة، وفور الانتهاء من تحليل العينات سيتم كتابة تقرير نهائي حول الصفة التشريحية، وأسباب الوفاة وتاريخها، وإرساله إلى النيابة العامة المختصة بالتحقيق، موضحا أنه لا يوجد ما يسمى بالتقرير المبدئى، ولا يمكن تحديد سبب الوفاة الا بعد تحليل العينات التي قد تستغرق مدة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وأكد " لبوابة أخبار اليوم " بأن التقرير النهائى لحالة المدعو عفرتو ستكون جاهزة أمام النيابة خلال 15 يوماً لمعرفة أسباب الوفاة الحقيقية.