رئيس القسم العربي بـ«فرانس 24»: نلتزم بالمهنية.. ويمكن للعالم العربي أن يصبح كيان واحد

نبيل الشوباشي
نبيل الشوباشي

جاء من عائلة لها باع طويل في الصحافة والإعلام، تشرب الاستقلالية والمصداقية في المنزل قبل أن يبدأ مشوار طويل في الإعلام بفضل الفضولية والرغبة في المعرفة.


بدأ في الإذاعة المصرية حيث كان يقدم برامج مختلفة إلى جانب قراءة الناشرات ثم أنتقل إلى قناة النيل الناطقة بالفرنسية والتي قضي فيها أكثر من عشرين عام.


تولي نبيل الشوباشي منذ شهور قليلة القسم العربي لقناة فرانس 24 التي تعمل فيها جنسيات مختلفة لمواكبة الحدث عن قرب.  القناة التي أطلقها شيراك عام 2006 تبث الان بأربعة لغات في 183 بلدًا، ويصل بثها إلى 325 مليون منزل في القارات الخمس، والقناة لديها 160 مكتبا للمراسلين، ويتم استقبال بث القناة عبر الكابل والأقمار الاصطناعية والتلفزيون الرقمي.


يستقبل نبيل الشوباشي "بوابة أخبار اليوم" في مكتبة بقناة فرنس 24 بالضاحية الباريسية "إيسي لو مولينو"، يحدثنا عن البداية في عالم الصحافة والإعلام.


ويقول بدأت أولي الخطوات في المنزل حيث كانت تدور حوارات ونقاشات طويلة وشيقة حول كل ما يدور في العالم وعندما عرفت أن الإذاعة المصرية تطلب صحفيين تقدمت للوظيفة، وقبلت وكنت أقدم برامج ترفيهية وبرامج موسيقية وغيرها رياضية بالإضافة إلي قرأت النشرات.


وأضاف أثراني كثيرا هذا التنوع في العمل، لذلك عندما بدأت قناة النيل التفكير في أطلاق القناة باللغة الفرنسية، طلبوني لرأسة القناة في حين أنني كنت لا أتجاوز الثامنة والعشرون، في القناة أتبعت سياسة أن كل من يعمل معي يجب أن يكون سعيد وهم في طريقه للعمل.


وتابع أن التشجيع يعطي نتائج أفضل من التوبيخ، ولأني مقتنع أن العمل الذي يخرج على الشاشة ما هو إلا نتاج حماس وترابط كل أفرد الفريق العاملين في القناة، اللذين كانوا لا يحصوا ساعات العمل، بل يستمروا في القناة حتى بعد الانتهاء من فترة عملهم، فقط للتأكد أن الفترة التالية ستكون على ما يرام، فقد خرجت قناة النيل الناطقة باللغة الفرنسية بإمكانيات ضئيلة ولكنها استطاعت في سنوات قليلة جذب قطاع كبير من المشاهدين.


وماذا عن فرنس 24، التي توليت رأسه اللغة العربية في قناة تبث بأربعة لغات؟


أعتبر نفسي في مرحلة الاكتشاف لأني جئت من قناة النيل الناطقة بالفرنسية والتي تعتبر قناة عائلية إلى قناة كبيرة تبث بعدة لغات، وهنا أيضا وجدت أن القناة تتضمن عناصر واعدة وتحب العمل ولديهم أفكار للتجديد وحريصين جدا على حريتهم واستقلاليتهم.


 القسم العربي من القناة يتضمن جنسيات مختلفة من العالم العربي فهل ينعكس ما يحدث من صراعات في الدول المختلفة على القناة؟


الآراء الشخصية تماما مثل الدين يتركها الزملاء في المنزل، على عكس التوك شو في بعض القنوات حيث نرى بعض المذيعين يخرج على المشاهدين بآرائه الشخصية وكأنه يلقنهم درسا، هنا الأمر يختلف تماما،  أنا شعرت بعروبتي هنا أكثر من قبل بفضل الجنسيات العربية المختلفة التي تعمل في فرانس 24،  ووجدت أنه يمكن للعالم العربي أن يتفق تماما مثل الاتحاد الأوربي، إذ لدينا نفس اللغة ونفس الثقافة في حين انه لا علاقة لغة أو ثقافة بين يوناني مثلا وسويدي إلا أنهم استطاعوا تكوين كتله كاملة ومتكاملة.


 بما أن قناة فرنس 24 قناة فرنسية وممولة من الحكومة الفرنسية، فهل هناك فروض تجاه الحكومة؟


لا يوجد أي توجهات في هذا الاتجاه كل ما نحرص علية هو تقديم جميع الآراء والالتزام بالحيادية، للأسف في مصر لدينا صورة مغلوطة عن الحرية إذ يري البعض أنه يمكن عمل أي شيء، أو أن تقول أي شيء ولكن الحرية تنتهي عند حدود الآخر، قد لا يتفق الإعلام الفرنسي مثلا مع السياسة الخارجية للحكومة وإذ أعترض الإعلام لا تأتي لنا انتقادات ولكننا نلتزم بالمهنية، بعض القنوات العربية تدخل في الصراعات الواقعة في الشرق الأوسط في حين أن فرانس 24 بالفعل محايدة تماما.


ما هي تطلعاتك لفرانس 24 الناطقة باللغة العربية؟


لدي أفكار كثير ولكن لا أريد أن أفرض أرئي، ولذلك أتحاور مع الزملاء هنا، لدي مشروعات في اتجاه الخليج العربي لأني أعلم أن هناك لدينا عدد كبير من المشاهدين، كما أن الخليج العربي يشهد تطور كبير في شتى المجالات وينفتح أكثر وأكثر على العالم.


كيف كانت ردود الأفعال للحديث التاريخي الذي أدلي به الرئيس للقناة العربية في فرانس 24؟


أصداء الحديث تخطت حدود فرنسا ووصلت إلى كل أنحاء العالم خصوصا أن الرئيس أجاب على كل الأسئلة بوضوح.