خامنئي.. «شاه» الجمهورية الإيرانية «الزاهد» جامع المليارات

خامنئي
خامنئي

في فبراير عام 1979 اسقط الشعب الإيراني نظام الشاه محمد رضا بهلوي الذي ظل يحكم البلاد لسنوات طويلة، كان خلالها هو المالك الوحيد للثروات تاركا الشعب الفقير يواجه مصيره، إلا أن الإيرانيين أنفسهم لم يتوقعوا أنهم سيأتون بنظام آخر سيمتلك ثروة أكبر من ثروة الشاه المعزول نفسه.


«الموت لخامنئي» شعار رفعه الإيرانيون الذين خرجوا إلى الشوارع بعد قرابة الـ39 عامًا على ثورتهم الأولى، مطالبين بإسقاط الرجل الأقوى في البلاد وصاحب أعلى سلطة دينية ليثبتوا أن الفقر لا يعرف الخطوط الحمراء.


آية الله علي خامنئي الرجل الذي يُظهره أنصاره بمظهر الرجل الزاهد الذي يعيش بمنزل لا يحتوي إلا على القليل من الأثاث الخشبي وبعض الملابس الرخيصة أصبح مالكُا لثورة تفوق ما كان يملكه الشاه الذي أطاحت الثورة الإسلامية به. 


المرشد أغنى من الشاه


95 مليار دولار هو حجم ثروة المرشد الأعلى للثورة الإيراني علي خامنئي، فرجل الدين صاحب السلطة الروحية الأكبر في إيران أصبح أغنى من الشاه، وذلك بحسب التحقيق الذي أجرته وكالة رويترز في 2013.


وأشارت التحقيقات إلى أن مؤسسة « سيتاد» التي يديرها خامنئي في الخفاء أصبح رأس مالها في عام 2013 يقترب من 95 مليار دولار أمريكي، مضيفة أن المؤسسة الاستثمارية التي كانت تقوم على دعم الفقراء أصبحت هي من تستولي على أملاكهم.


ولفتت إلى أن «سيتاد» اعتمدت على الاستيلاء المُمنهج على آلاف الممتلكات التي يملكها الإيرانيين العاديين، وبالأخص أفراد الأقليات الدينية مثل البهائيين، ورجال الأعمال الإيرانيين الذين يعيشون في الخارج.


وتابعت رويترز أن «سيتاد» عملت على الدخول في منازعات قضائية مع أفراد الشعب الإيراني من أجل الحصول على ممتلكاتهم بإدعاء أنها مهجورة، لافتة إلى أن خامنئي نفسه أشرف على وضع مجموعة من القوانين التي تمكن «سيتاد» من الاحتفاظ بأصول الممتلكات التي ملكتها وأصبحت لا يمكن أن يشكك أحدًا فيها. 


وأشارت التحقيقات الخاصة بـ«رويترز» إلى أن خامنئي أصبح يمتلك بفضل «سيتاد» عدد من الموارد المالية التي تزيد قيمتها ممتلكات الشاه محمد رضا بهلوي وقت عزله.


وترجع فكرة إنشاء مؤسسة سيتاد إلى المرشد الأول للثورة الإيرانية آية الله الخميني وكانت من المفترض وقتها أن تدير وتبيع العقارات التي بلا مُلاك، وتوجه أغلب عائداتها إلى الأعمال الخيرية، بالإضافة إلى استخدام الأموال لمساعدة المحاربين القدامى وأرامل الحرب، وكانت ستعمل لمدة لا تزيد عن عامين.


ثروة الأبناء
وبخلاف ثروة الخميني نفسه فإن عائلته أيضا تمتلك تحت يديها أموالا طائلة حصلت عليها بفعل السلطة التي يملكها الخميني والتي مكنتهم من الاستفادة بعدد من المميزات التي لا يحصل عليها الجميع.


وبحسب حزب « المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» ومقره باريس فإن ثروة خامنئي الشخصية في أيدي أبنائه وبناته، وأن كميات كبيرة من تلك الأموال في بنوك المملكة المتحدة وسوريا وفنزويلا.


واضاف أن الابن الأكبر للمرشد الأعلى مجتبي خامنئي، لديه أكثر من 3 مليارات دولار، ومعظم ثروته محتفظ بها في بنوك في الإمارات وسوريا وفنزويلا، والعديد من البلدان الأفريقية.


وأضاف الحزب أن ثروة مجتبى تقدر بـ300 مليون دولار من أصول الذهب والماس الذي يمتلكه، بالإضافة إلى مليار دولار حصل عليها من الضرائب الخاصة بمبيعات النفط، حيث يحصل على دولار واحد لكل برميل يباع إلى الصين والهند، ومن بين 5 دولارات إلى 15 دولارًا لكل برميل من مبيعات النفط عمومًا في إيران.


كما استولى مجتبي على مساحات واسعة من الأراضي بالقرب من مدينة مشهد، شمال شرق إيران، وتحويلها إلى ممتلكاته شخصية له، كما يمتلك أكبر مركز للتسوق في إيران، بالإضافة إلى عدد من السيارات الفارهة والخيول.


الابن الثالث لخامنئي ويدعى مسعود هو المكلف بإدارة معظم ممتلكات والده، ويمتلك مسعود وحده 400 مليون دولار في بنوك فرنسا والمملكة المتحدة و 100 مليون دولار أخرى في البنوك في طهران، كما سيطر مسعود على مبيعات شركة السيارات الفرنسية رينو في إيران.


وابن خامنئي الأصغر ميسم متزوج من ابنة أحد تجار البازار الأكثر شهرة في إيران، كما أن له دورا رئيسيا في العديد من مؤسسات خامنئي، وهو شريك لشقيقه مسعود في شركة رينو كما يمتلك أكثر من 200 مليون دولار، وسيولة تقدر بحوالي 10 ملايين دولار تستخدم في التجارة في سوق البلد.


أما ابنة خامنئي بوشرا فهي متزوجة من ابن محمد غولبايغاني، رئيس أركان خامنئي، وتقدر ثروتها بحوالي 100 مليون دولار.


وابنته هدى متزوجة من عائلة دينية معروفة، ولديها اهتمام كبير في الأزياء والمجوهرات، وتقدر ثروتها بـ100 مليون دولار.


وعم خامنئي الأشهر هو حسن المسئول عن شراء الكاميرات والمعدات الكهربائية وهو أيضا ممثل سوني في إيران، وتقدر مبيعات سوني في إيران بنحو 600 مليون دولار سنويا، و7٪ من عائدات مبيعاتها تذهب إلى عم المرشد الأعلى.