«جمعة مباركة وكراهية إيران» فخ إسرائيل على الفيسبوك للتطبيع مع الشباب العربى

افيخاي أدرعي
افيخاي أدرعي

«إسرائيل هي العدو» ، «القدس أرضٌ عربيةٌ وعاصمة فلسطين» هكذا تربى شباب الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، وهكذا نشئوا في مهدهم وصباهم، تعلموا تلك الكلمات في براعم طفولتهم مثل عُلّموا الانتماء لأوطانهم.

تلك المفاهيم أرادت إسرائيل أن تكسرها، وتحاول مع مضي الزمن أن تجعلها محل شكٍ في النفوس، بحيث تجعل من إسرائيل دولة صديقة لشعوب العالم العربي، وليست عدوًا مثلما تعلم الشباب في باكورة حياتهم.

مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا "الفيسبوك" كانت أرضًا خصبةً للسلطات الإسرائيلية لكي تشيع هذا الفكر وتسعى للتطبيع بينها وبين الشعوب العربية، وإن بدا الأمر منفرًا في البداية، لكنه مع مرور الوقت بات أمرًا واقعًا مفروضًا عليك أن تتابع صفحاتهم الرسمية التي تتحدث اللغة العربية، مثلما فرضوا الوضعية الحالية في القدس والضفة الغربية على العرب والمسلمين.

افيخاي أدرعي والهجوم على إيران

ومن خلال متابعة أبرز الصفحات الرسمية الإسرائيلية عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" خلال الأيام القليلة الماضية، تكشف الخدعة بقيام تلك الصفحات بمهاجمة الدول والكيانات السياسية التي تحظى بخلافاتٍ سياسيةٍ مع أبرز الدول الكبرى في الوطن العربي ومنها إيران، متبنيةً وجهة نظر تتماشى مع تلك الدول.

الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ،افيخاي أدرعي، نشرتمنذ يومين  منشورًا عن إطلاق قذائف صاروخية من غزه، مدعيًا أن الأمر يخالف تمامًا معايير الأخلاق والإنسانية، وزاعمًا أن تلك العملية جاءت باستخدام أسلحة إيرانية.

ووجه أدرعي حديثه لسكان غزه قائلًا "الإيرانيّون يستمرون باللعب بأمنكم وبتعريضكم للخطر. تذكروا أنه أينما يعمل أو يتدخل الإيرانيّون هم فقط يزرعون الدمار والخراب، من المؤسف أن تكونوا أنتم من يدفع الثمن" .

مواقف زعماء العرب المعادية لإيران ، أرادت إسرائيل أن تستغله لإبراز أنها تتبنى قضية تتماشى مع دول كبرى في المنطقة أبرزها السعودية.

"جمعة مباركة" معتادة من أدرعي

وبالعودة لافيخاي أدرعي فلم يفوت الجمعة الأخيرة من العام  2017 بدون أن ينشر منشورًا كعادته بجمعة مباركة قائلًا "الجمعة الأخيرة من هذا العام  تلقي  بأنوارها علينا مذكّرةً إيّانا بقدسيّة هذا اليوم المبارك الّذي تُفتح به أبواب السّماء مستجيبةً الدّعوات والصّلوات".

المنشور الذي نشره أدرعي حاز على تفاعل نحو 928 شخصًا، من بينهم نحو خمسين شخصًا اختاروا أن يتفاعلوا مع منشوره بتفاعل "أحببته" أغلبيتهم يحملون أسماءً عربيةً.

أما معظم التعليقات فكانت تحمل طابع التهكم على المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، حيث كتب شابٌ فلسطينيٌ يُدعى علاء أبو رياب تعليقًا، قال خلاله "المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي شخص خبيث وشديد الذكاء، تلقى دورات مكثفة ليتحمل الشتائم العربية بهدوء وتكمن خطورته في أن وتيرة العداء تخف شيئاً فشيئاً علي المدى الطويل، للوهلة الأولى تظنه عربي يتحدث بطلاقة، ويسخر كما يسخر العرب ويردد الأدعية الإسلامية والآيات القرآنية، نجح فيما فشل فيه كثيرون في إسرائيل".

وتمنى مغربيٌ يُسمى حبيب سعيدي زوال دولة إسرائيل التي وصفها بالعدو الوحيد الذي تربى على عدائه، وكتب ذلك بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية بالإضافة إلى العبرية.

ظاهرة افيخاي أدرعي التي توغلت في الوطن العربي عبر موقع الفيسبوك، وإن أضحت في البداية مصدر سخرية، إلا أنه بات مع مرور الزمن شخصيةً حاضرةً وفاعلةً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي، فيما بدت أنها خطة ممنهجة من قبل السلطات الإسرائيلية للتغلغل  داخل صفوف شباب الوطن العربي الذين يستخدمون تلك المواقع بكثافةٍ شديدةٍ.