إيران.. «طباخ السم بيدوقه»

الاحتجاجات في إيران
الاحتجاجات في إيران

◄| رئيس تنفيذية دولة الأحواز العربية: الفقر والفساد ودعم المليشيات دفع الإيرانيين للتظاهر
◄| أمين سر اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية: ولاية الفقيه راعية للإرهاب في المنطقة والعالم

«طباخ السم بيدوقه» مثل شعبي؛ يُلقيه المصريون للدلالة على أن الجزاء من جنس العمل، وأن كل ما فعلته سيرد لك مرة أخرى.. ينطبق هذا المثل على الحالة الإيرانية، حيث أنه لا يخفى على أحد المشروعات التوسعية وأطماع ولاية الفقية في المنطقة، والتي جعلتها متداخلة في 5 دول عربية؛ أشعلت فيها الحرب على مدار 7 سنوات وأججت فيها الصراع لتحقيق تلك الأطماع.
ولأنه «كما تدين تدان».. خرج آلاف المتظاهرين لليوم الرابع على التوالي في طهران ومدن إيرانية أخرى، احتجاجا على الغلاء وسياسات الحكومة الداخلية والخارجية، فيما تحدث ناشطون عن سقوط قتلى وجرحى خلال تفريق المظاهرات، وتزامن ذلك مع توعد وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي، بالتصدي لمن يحاول إثارة العنف والفوضى في البلاد، مشددا على أن من يتلف الممتلكات العامة خارج عن القانون وينبغي محاسبته على سلوكه كي يدفع ثمن تصرفاته.
تصريحات وزير داخلية إيران، تعكس الأوضاع الديكتاتورية التي تعيشها طهران، والسياسات القمعية التي تنتهجها ولاية الفقيه في تعاملها مع المواطنين الإيرانيين الذين خرجوا للمطالبة بعيش حياة كريمة.
أسباب التظاهرات
عارف الكعبي رئيس تنفيذية دولة الأحواز العربية، أكد في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» من العاصمة البلجيكية بروكسل، أن خروج الشارع الإيراني، جاء نتيجة الفقر والجوع والحاجة بعد أن ذاق الأمرين من نظام طهران، حيث ارتفعت معدﻻت الفقر إلى نسب عالية، بالإضافة إلى زيادة البطالة وتفشي الفساد الإداري والمالي، ونهب وسرق البنوك والممتلكات والودائع، حيث أهدر النظام الإيراني المليارات من الدوﻻرات لدعم وتأسيس المليشيات الطائفة مثل الحوثية وحزب الله وغيرهم من الأجنحة العسكرية لتأجيج وإنشاء الصراعات وزعزعة اﻻمن واﻻستقرار للدول العربية ودول العالم، كما أن الذي يحدث في إيران من حراك شعبي ﻻ يمكن ربطه على شاكلة الربيع العربي كونه  مختلف بطريقة الفكر والتطبيق والممارسات والسياسيات الخارجية.
وقال إنه «بعد السنين العجاف التي عاشها الشعب اﻻيراني والتي أوصلته إلى حافة اﻻنهيار نتيجة السياسات الخاطئة واللا مسؤولة للنظام الإيراني ضد شعبه، والانشغال بتصدير الثورة الخمينية ذو الطابع الشيعي الصفوي إلى الأقطار العربية التي فيها من الطليقة الشيعية، بهدف زعزعة الأمن هناك، تحرك الشارع اﻻيراني، ليندد من جديد بالثورة الخمينية، معبرا عن ندمه لدعمه لهذه الثورة المشئومة التي ادعت اﻻسلام وألبسته الرداء الفارسي المزيف».
طهران تعد العدة
وتابع: «نحن اليوم إذ نقف بموقف المؤيد لهذا الحراك ونطالب المجتمع الدولي بدعم ومساندة هذا الحراك الذي سيزعزع النظام نوعا وﻻ يطيح به أسباب منها أن النظام قد عد العدة لمواجهة هذا الحراك؛ بعسكرة تشكيلات مثل الحرس الثوري وقوات البسيج وفيلق القدس لقمع أي حراك شعبي داخلي؛ وكذلك ادخلوه في باب التحريض وأن هناك أيادي خارجية وراء هذه المظاهرات واﻻحتجاجات، حيث اخرج النظام مظاهرات تؤيده وتثني عليه، كما أن استخدام القوة المفرطة والنار المباشرة هي بمثابة رسالة إلى بقية المدن الإيرانية، وهناك مؤشر يشير على عدم تواصل الحراك بشكل مباشر في الخارج تجاه المجتمع الدولي، وهذا ﻻ يؤسس إلى نظرية تزايد الحراك والتحول إلى ثورة عارمة في المدن الإيرانية، بل هو مؤشر واضح لبداية نهاية النظام».
تقرير المصير
بدوره، قال طاهر أبو نضال الأحوازي، أمين سر اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من العاصمة السويدية ستوكهولم، إن ما يحدث في جغرافية إيران السياسية يختلف عن أي دولة أخرى، خاصة وأنها تتشكل من شعوب متعددة، والذين يشكلون أكثر من 70% من سكانها.
وأكد الأحوازي، أن هذه الشعوب تناضل من أجل حق تقرير المصير، مشيرا إلى أن تلك الشعوب لها قيادات ميدانية أصدرت توجيهاتها لشعوبها بتكوين جبهة موحدة تحت عنوان: «الشعوب غير الفارسية» والتي تتشكل من أبناء الأحواز العربية المحتلة والشعب البلوشي والأذري والتركماني والكردي وغيرهم، مشددا على أنهم جميعا ينادون بالخلاص من النظام الإيراني الدكتاتوري.
السلطة لن تنجو
وأشار إلى أن التظاهرات التي خرجت اليوم، شملت العديد من المدن والمحافظات، وأنها تتوسع يوما بعد يوم، مؤكدا أن هذه المرة لن تنجوا سلطة طهران، لأن تلك التظاهرات تشبه الثورة التي أسقطت الشاه البهلوي عام 1979، والتي عرفت بثورة الشعوب وسرقت على أيدي ملالي طهران وعلى رأسهم خميني الذي شرب كأس السم بعد وقف الحرب الذي فرضه على العراق فيما عرف بحرب الخليج في أوائل الثمانينات.
وتمنى الأحوازي، من العالم الحر وخاصة المؤسسات العربية الرسمية منها والشعبية، أن تساند هذه الثورة، خاصة أن الشعوب العربية هي أكثر من تضرر من هذه السلطة، التي تعد راعية للإرهاب في المنطقة والعالم أجمع. 
ما الذي تحمله الأيام المقبلة لنظام ولاية الفقيه؟ وهل تجتاح التظاهرات جميع المدن والمحافظات الإيرانية وتتوسع رقعتها؟ وهل الأسلوب القمعي للنظام الإيراني سيعمل على تأجيج الاحتجاجات أكثر؟ وهل تعد الأوضاع المشتعلة هناك هي بداية النهاية لهذا النظام؟.. أسئلة مشروعة من المؤكد أن تتضح ملامحها خلال الفترة المقبلة.