صور| «الأخبار» فى العراق بعد هزيمة «داعش» .. حكايات عن الفن والأمل بشارع المتنبى

قارئ المقام العراقي خالد السمامرائي
قارئ المقام العراقي خالد السمامرائي

حفلات غنائية وبيع وتبادل الكتب وحلقات موسيقية وشعرية على نهر دجلة

 «كل العراق هنا» هذا ماقاله لنا أحد المرافقين لنا.. فالكبار والصغار العائلات والأصدقاء، القضاة والأطباء والضباط والمهندسون والمحامون والاعلاميون والوزراء، والنواب والمواطنون العاديون يجتمعون هنا، فتجد من يريد التنزه ومن يريد القراءة ومن يريد العلم أيضا.. من يرد أن يرى العراق بعيداً عما نسمعه فى نشرات الأخبار والتوجهات السياسية فليأت إلى هنا حيث شارع المتنبى الذى يقع فى وسط العاصمة العراقية بغداد بالقرب من شارع الرشيد، فترى العراق التاريخ والحضارة والثقافة.

عودة الروح.. والرواد والأدباء يلتقون بمقهى «الشابندر»
هنا الماضى والحاضر والمستقبل، الراحلون ومن الباقون على قيد الحياة ، فعلى أرصفة «المتنبى» تجد طه حسين والعقاد ود. مصطفى محمود وعبدالحميد جودة السحار ونجيب محفوظ حاضرين بأعمالهم.. فالأدب مع الثقافة والفن، فشارع المتنبى هو السوق الثقافى لأهالى بغداد ففيه المكتبات، والكتب النادرة والقديمة والحديثة، تستطيع أن تقول إنها بورصة للثقافة والمثقفين، فمن لديه كتب يريد تبديلها أو بيعها أو من يؤلف كتاباً جديداً ويريد عرضه، فالكل يأتى  إلى هذا الشارع يوم الجمعة كل حسب غايته.. الكتب بمختلف أنواعها، المكتبات تضم كتبا ومخطوطات نادرة، ما أن تعبر الحاجز الأمنى وتطأ قدماك أول الشارع تشعر وأن الاجساد تلاحمت من الزحام فالآلاف من البشر فى شارع، ولم لا والبعض يصفه بأنه المتنفس الوحيد فى بغداد.
المركز الثقافى 
بمجرد دخولك الشارع وتمشى قليلا تجد طابوراً طويلاً مصطفاً فى انتظار الدخول إلى مبنى «القشلة» هذا المبنى المكتوب عليه من الخارج «ديوان الحكومة القديم من عام1851-1989»، ثم تمر لتجد على يمينك ويسارك كثير من المكتبات التى تضع الكتب أمامها فى وضع منخفض حتى تميل لتأخذه كنوع من التقدير والاحترام لقيمة القراءة والثقافة.
تمشى قليلا لتصل إلى المركز الثقافى البغدادى الذى كان- بحسب لافت موضوعة عليه- مقرا للمدرسة الراشدية عام 1871 م ومقرا للاعدادية العسكرية عام 1893 والمحاكم المدنية 1921، حتى تم تأهيله وأعيد ترميمه عام 2011، ليكون أحد الروافد الثقافية للمتنبى.
تجارة أخرى راجت فى هذا اليوم غير الكتب هى القهوة العربية والحمص اللبلابى والزبيب والمكسرات التى يقبل عليها مرتادو الشارع كنوع من الطقوس التى يحافظون عليها، فيقف بائعوها على سيارات خشبية تحمل بضاعتهم التى يقبل عليها الزوار،أو من أرادوا قسطا من الراحة بعد عناء التجول فى الشارع.
ومن موقع متميز يطل مقهى الشابندر التراثى القديم، الذى أتم مائة عام منذ تأسيسه عام 1917، والذى لقب بمقهى الشهداء، بعد استشهاد خمسة من أبناء صاحب المقهى عقب تعرض الشارع إلى تفجير بسيارة مفخخة فى مارس عام 2007 تسببت فى تدمير الشارع بشكل كامل واحترقت آلاف الكتب وعشرات المطابع وقتل العشرات، لتظل ذكرى حزينة عالقة فى أذهان المثقفين العراقيين، تدخلت بعد ذلك وزارة الثقافة وقامت بإعادة إعمار وتأهيل للشارع وافتتح من جديد عام 2008.
يبدأ الشارع الذى يمتد طوله لأقل من ألف متر، بتمثال لأبى الطيب المتنبى مطل على نهر دجلة،منقوش على قاعدته بيت الشعر الذى يتحدث عن الثقافة «أنا الذى نظر الأعمى إلى أدبى وأسمعت كلماتى من به صمم» ومثبت على التمثال لوحة نحاسية تتحدث عن صاحب التمثال وتعرفه بأنه أحد أعظم الشعراء العرب فى العصر العباسى.. تاريخ هذا الشارع يرجع إلى العصر العباسى حينما كان يسمى بسوق «الوراقين»، لبيع الكتب ومستلزماتها،ومنذ هذا الوقت وهو مقصد لطلاب العلم والثقافة.
الشارع يستقبل ضيوفه صباح الجمعة فقط فهو اليوم الذى يوافق الأجازة الأسبوعية، فبعد جولة فى الشارع تتوجه الأسر لالتقاط الصور مع تمثال المتنبى، ثم يتوجهون إلى المراكب فى نزهة بنهر دجلة لينتهى بهم المطاف بأكلة عراقية شهيرة هى سمك المسكوف الذى يشوى على الحطب.
“الأخبار» حرصت على الذهاب إلى هذا المكان لتنقل بالصورة والكلمة والحكاية على لسان زواره ومرتاديه مايدور فيه.
الشرطة الاتحادية 
كان ممسكا ببعض الكتب فى يده، ماشياً وسط الزحام فى شارع المتنبى مع صديقه يهمس إلينا أحد مرافقينا بشخصية الرجل قائلا إنه الفريق ركن حسين العوادى كان قائد الشرطة الاتحادية بالعراق قبل تقاعده، نستوقفه وبالطبع كان أول تساؤل عن الوضع الأمنى باعتباره كان متخصصا فى هذا الشأن فيرد بالتأكيد الإرهاب كان صفحة مظلمة فى 2004 و2005، وفى عامى 2011 و 2012 صار شكلا من أشكال الاستقرار، إلا أن هذه الصفحة عادت مرة أخرى بظهور هذه القوة الظالمة «داعش»، لكن الحمد لله تمكنت القوات الأمنية بمساندة العراقيين جميعا من القضاء على الإرهاب فى هذه المرحلة، بدأ الأمان فى العودة للشارع العراقى.
وعن سر تواجده فى هذا الشارع قال : أنا من هواة جمع التاريخ وما يكتب من تاريخ، وأنا أن أجمع معلومات من مصادر تاريخية، فلدى هوايات الكتابة البسيطة عن الماضى وعن التاريخ، باعتبار أن الماضى هو بوابة المستقبل، فنقوم بتنوير الأجيال القادمة ليقرأوا من التاريخ ماهى النقاط المظلمة، والنقاط النيرة التى يجب أن يتوقف الجيل القادم أمامها ليستفاد منها لبناء المستقبل.
قارئ المقام
«أتواجد كل أسبوع فى شارع المتنبى أحيى فيه ثلاث حفلات الأولى فى قاعة الشناشيل، والثانية بالقشلة والثالثة بالمتحف البغدادى» بهذه الكلمات بدأ الفنان خالد السامرائى قارئ المقام الأول فى العراق - كما يلقب هناك- حديثه لـ«الأخبار»:
استوقفناه فى قلب الشارع العتيق، عقب أدائه فى احدى الحفلات، فكان مرتديا بدلة وبها ساعة فى جيبه تتدلى منها سلسلة، وفوق رأسة طاقية «فاروقية» ونظارة شمس سوداء، ممسكا بيده مسبحة، فهو يعتبر من التراث يقول إن شارع المتنبى يمثل الراحة للفنان يوم الجمعة، لذلك عندما تأتى باقى الأيام لا تجد أحداً، لكن يوم الجمعة تجد الاقبال كبيراً، فهو المتنفس الوحيد  عندهم.. يضيف أن من يريد الاستماع للمقام العراقى يحضر إلى قاعة «الشناشيل»، فهى مثل الدور الثقافية فى مصر.
ويسترجع ذكرياته مع الفنانين المصريين فيقول الأستاذ محمد عبدالوهاب سألنى أنت منين؟ قلت له: من العراق فقال لى بتعمل أيه؟ قلت له : أنا فنان
قال لى: فنان تشكيلى ولا نحات ؟ قلت له : 
أنا قارئ مقام فرد الله أنتوا عندكم كنز.
يستكمل السامرائى: المصريون يحيون 7 أنغام بينما العراقيون 54 نغما، عبدالوهاب قال لى: أنا سرقت من محمد القبانجى - وهو فنان ومطرب من العراق من الرواد والمبدعين فى مجال المقام العراقى، ويعتبر من أشهر مغنى المقام فى العراق ولد عام 1889- مقام اللامى..فقال لى ممكن تسمعنى اللامى فأديت “ ويلاه..ويل ياويل ياويلى..آآآآآآه يايا.. فأمسك بالعود وغنى « ياللى زرعتوا البرتقان يالا اجمعوا آن الأوان يلا يلا”.
وفى عام 63حضرت احتفالية كانت لنجاة الصغيرة وعبدالحليم حافظ ومحمود شكوكو وهدى سلطان وثريا حلمى كانوا موجودين وكان معهم الموسيقار بليغ حمدى..فقمت بغناء مقام الكرد، فسمعها فدندن فى الفندق «يالييييييييل يالا يا اه ياليل» بعدها بثلاثة شهور «ترام رللم ترللم تيررالم تيرا لا لا..يااا يامالك القلب ياااا يااسراً قلبى البحر ظمآن لثغرك العذب أه آه يامالك القلب » فسرق منى اللحن وجهزه لعبدالحليم حافظ فى يامالكاً قلبى.يستكمل حديثه عن مدى اقبال المواطنين على هذا النوع من الفن فيقول : الحمد لله فى الوطن العربى عامة صار صخب بالغناء وكلام غير مفهوم وكلام بذئ، فالكلام واللحن مش حلو.. فيبقى التراث الأصيل محافظا على طرازه، فكل الفئات تأتى لسماع الأغانى التراثية فعادوا إلى الوراء « إنى كنت ناسى أفكرك» فحتى الآن هذه الأغنية لهدى سلطان باقية، فعبدالحليم حافظ ومحمد قنديل وكارم محمود مايتنسوش، فكل طعم الغناء الأولانى أفضل من غناء هذا الوقت.
أول «كتبية»
سنها الصغير يلفت الأنظار أمامها مجموعة كبيرة من الكتب فعلى سبيل المثال لا الحصر«الرجال من المريخ والنساء من الزهرة ،وحين يجمعنا القدر، انثى الكتب، الأسود يليق بك، ظننته حبا، فتاة من ورق» وكأن الكتب التى تبيعها اختارتها بعناية لتتحدث عنها فتجدها جالسة على كرسى، مرتدية ملابس وطاقية سوداء، مسدلة شعرها على كتفيها، والأطفال والكبار يأتون لأخذ الصور معها، نلاحظها من بعيد ونتقدم لنتحدث معها فتقول اسمى «براء البياتى» خريجة كلية الهندسة جامعة المستنصرية قسم هندسة المواد ويعتبرونى أول كاتبة بشارع المتنبى وأعتبر أول صاحبة دار نشر بالعراق، تقول أيضا إنها لا تعرف الرابط بين دراسة الهندسة وهذه المهنة، لكن حلمها منذ الطفولة أن تصبح كاتبة، فالجانب الأدبى موجود فى حياتها منذ الطفولة، فبعد أن تخرجت قررت أن تحقق حلم الطفولة والطموح الذى كنت تسعى إليه، تضيف الحمد لله أصبحت صاحبة دار نشر وعندى منشورات ومطبوعات باسم هذه الدار.
وعن الاقبال تقول إن الشارع الثقافى العراقى رغم كل الظروف التى تمر هناك اقبال من مختلف الأعمار.. وعن مدى تقبل الشارع تقول كان مقسوماً إلى قسمين ما بين متقبل ورافض لهذه الفكرة، لكن الأكثرية والأغلبية كان متقبلا لهذه الفكرة بدليل أنه صار لى الآن خمس سنوات بشارع المتنبى، فحققت نجاحاً على المستوى العربى والعالمى فأصبحت معروفة ولى جمهور وذلك بعد فترة بسيطة والقادم أفضل إن شاء الله.. المشاكل الأخيرة التى صارت بالنسبة لداعش، فدخولهم للعراق أثر على مبيعاتنا، وعلى الوضع الاقتصادى بصورة عامة، لكن هذه الفترة بعد القضاء على داعش نوعا ما صار تحسن.
وتشدد على أن القراءة والثقافة هما السلاح فى مواجهة الجماعات الإرهابية، فوجودنا فى شارع المتنبى كان أكبر نوع من التحدى لهم، فمحاربة الفكر الرجعى والجاهلى تحارب بالقراءة والثقافة بحضور هواة القراءة كل يوم جمعة لشارع المتنبى من مختلف محافظات العراق ومن خارج العراق أيضا، فهذا كان أكبر رد لهم.
النجدة ببغداد
كان مرتديا زيا مدنيا، يكسو رأسه الشعر الأبيض وشارباً كبيراً ومصطحباً فى يديه طفلتين يتمشى معهما فى قلب الشارع التاريخى، فتعرفنا عليه ليقول إنه العميد حسين جدوع مديرية شرطة نجدة بغداد، ثم يتحدث عن الشارع التاريخى، قائلا شارع المتنبى هو مرجع لكل المثقفين وجميع من يحتاجون إلى الكتب حتى الطلبة والطالبات للدراسة أو حتى للمعرفة الثقافية.. ويضيف «جدوع» تلاحظ أن المواطنين يتوجهون لهذا الشارع وليس هذا الشارع فقط بل إلى شارع الجمهورية أيضا حيث سوق الغزل الذى ينعقد صباح يوم الجمعة والذى يعرض فيه الباعة بضاعتهم من طيور وافاع وديكة وببغاوات ناطقة، وغالبية مرتادى السوق من المشاهدين الدائمين، وتعقد فيه حلقة لمصارعة الديوك.. ويرجع العميد حسين الاقبال على مثل هذه الأسواق للتقدم الأمنى الموجود فى البلد.
القهوة العربية
أمام عربة خشبية عليها دوارق معدنية عربية تزينها الرسومات وتحتها فحم مشتعل لتسوية القهوة على الطريقة العربية، وأمامه عدد من الزبائن شباباً وكباراً يقف حسين الطالب بكلية اللغات جامعة بغداد بجوار الرصيف فى منتصف الشارع
يقول إن العراقيين يحبون القهوة العربية ويقبلون عليها لذلك قمت بعمل هذا المشروع، وعن الأنواع التى يقدمها يقول توجد قهوة عربية سادة «المروة» وقهوة بطعم الشيكولاتة «الحلوة»، وقهوة وسط بين الحلوة والمرة.
يقول أيضا أن الاقبال على القهوة العربية السادة يكون من الكبار، ويستكمل مبتسما أما القهوة الحلوة فالاقبال عليها من الشباب.
مكتبة المحاكم
كشك صغير فى القلب، ممتلئة رفوفه بكتب القانون، مكتوب على اللافتة الخاصة به «مكتبة المحاكم القانونية تأسست عام 1950 لصاحبها المرحوم الحاج ساهى»، يقف بداخلها جمال نجل صاحبها المؤسس الذى ورث المهنة عن والده.
يقول لـ«الاخبار» عن مكتبة المحاكم إنها متخصصة فى بيع الكتب والصحف القانونية، فهنا سكن وزارة الماليةالسابقة ووزارة التربية ووزارة العدل، وهنا فى المكتبة نمتلك القوانين العراقية منذ عام 1918حتى عام 2017، ونبيعها للدوائر والوزارات والمحامين والقضاة.
متنفس للثقافة
جزء لا يتجزأ من الشارع التاريخى بل هو جزء من تاريخ هذا البلد وشاهد عليه إنه «مقهى الشابندر» الذى اتم مئويته هذا العام فلا يمكن أن تدخل إلى المتنبى دون المرور عليه ليس لموقعه الفريد ولا لكونه المقهى الوحيد، لكن لارتباطه بالتاريخ والثقافة والمثقفين، فهومنتدى وملتقى صفوة الأدباء العراقيين وقبلة الزائرين إلى هذا المكان.
زحام شديد، أمامه فالدخول إليه والخروج منه صعب، والأصعب هو أن تجد لك مقعدا فارغا بالداخل، فعلى الطريقة المصرية تستطيع أن تقول «كامل العدد»، وما إن تدخله تأخذك للوهلة الأولى الصور المحيطة بكل المكان، فهو أشبه بمتحف يرصد التاريخ، فتجد صورا كثيرة للشخصيات البارزة والحكومات المتعاقبة فى فترة الملكية.
أما الصورة الأصعب، فهى لأبناء صاحب المقهى الخمسة الذين استشهدوا فى تفجير سيارة مفخخة استهدف الشارع عام 2007، مكتوب فوقها « الشابندر » مقهى الشهداء».
صورة أخرى نشاهدها عبارة عن قصيدة شعر داخل برواز مكتوبة عن المقهى وصاحبه من تأليف الشيخ جلال الحنفى البغدادى.
عند الدخول على يسارك تجد صاحبه محمد كامل الخشالى وأمامه عدد كبير من الزبائن لدفع الحساب، يجلس على مكتبه الذى يزينه بعدد من العملات العربية، مثل الريال السعودى والعملات العراقية القديمة،بجانب شهادة تجنيس قديمة تعود لأيام الملكية ومراسلات تعود لعامى 19 و22.
يحكى عن الشارع قائلا إنه قديم منذ العباسيين، أما المقهى فأتم هذا العام مئويته فهو أسس منذ عام 1917بعد تأسيس الحكومة العراقية بزمن المرحوم فيصل الأول، وأسس الوزارة بهذه المنطقة الجغرافية بمنطقة القشلة، فكانت خمس وزارات ومجلس الوزراء ومجلس الأمة، وأصبح المقهى من ضمن هذه البقعة الجغرافية. وعن رواد هذا المقهى يقول أن أهم الرواد هم رجال الحكم فى ذلك الوقت، أما فى المساء فيكون رواد الثقافة لوجود المطابع والجرائد التى تصدر فى هذا الشارع، واستمرت حتى يومنا هذه، وكان يمر علينا هنا رئيس الوزراء أثناء الملكية نورى باشا السعيد ليسلم على الناس ويسلمون عليه، ورجال الحكم فى العهد الملكى كانت أماكنهم هنا ويمرون على المقهى ثم ينطلقون إلى مصالحهم.
وعن مسئوليته عن المقهى التاريخى يعود بذهنه إلى الوراء يقول توليت إدارتها عام 1963، ورفعت عنها الضمنة والطاولة والملاهى وأصبحت منتدى أدبياً للثقافة والمثقفين، ولم يتبق فى بغداد من المقاهى سوى الشابندر كمتنفس للثقافة. وبحزن يتحدث عن التفجير الذى حدث فى يوم الثالث من مايو عام 2007بشارع المتنبى أودى بحياة 68شهيدا كان من بينهم خمسة من أبنائه. وعن الصور الكثيرة من مختلف العصور المعلقة على جدران المقهى يؤكد أنه معتز بالتراث، فالصور تخص الحكومات المتعاقبة ورجال السلطة والشخصيات البارزة حتى عام 1958 أى فترة الحكم الملكى. 
«القشلة»
«القشلة»، مبنى تاريخى يطل على نهر دجلة كان مقراً للحكم العثمانى، وثكنة عسكرية للجنود العثمانيين واتخذ المبنى بعد الاحتلال الإنجليزى للعراق عام 1917 مسكنا للضباط الإنجليز وعائلاتهم، كما شهد أيضا تتويج أول ملوك العراق فيصل الأول 1921.
المبنى التاريخى تحولت قاعاته إلى مقرات للحكومات العراقية المتعاقبة وكذلك تأسيس وزارة المعارف والمتحف العراقى الذى اتخذ من إحدى قاعاته مقرا له عام 1923.
المبنى له حديقة كبيرة على نهر دجلة مباشرة، وفى منتصفها برج الساعة بارتفاع 23مترا اعلاه ساعة دقاقة تحول إلى واحة ثقافية، فتجد بداخلها مختلف الفنون الأدبية من إلقاء الشعر وسماع الموسيقى والعزف على الآلات، فتجد لافتات عن المشروع الثقافى استبدل كتابك، هذا المشروع عبارة عن معرض متنقل يضم كتباً فى مختلف المجالات المعرفية، حيث يتم استبدال أى كتاب من المعرض دون أى مقابل مادى، وهدف المشروع توسيع رقعة تداول الكتب الجديدة دون عناء.
وعلى يسارك تجد ندوة شعرية داخل الحديقة وسط الأشجار لرابطة شعراء وأدباء المتنبى، فيقوم الشاعر منهم بالقاء القصائد على منصة مرتفعة قليلا عن الأرض وزملاؤه والمتابعون يجلسون للاستماع أمامه.
 

image

1144

1212

1455

15215

15415

image

212152

image

23121

41402

4154152