بالصور.. تعرف علي أهم معالم طريق قفط القصير الاثرية

طريق الآلهة والذهب والحج

 الدكتور مجدى شاكر كبير أثاريين وزارة الآثار
الدكتور مجدى شاكر كبير أثاريين وزارة الآثار

هنا في قنا , وعلى طريق قفط القصير , يوجد أقدم طريق فى مصر , شيده الفراعنة, وأسموه "رهانوا" أى طريق الإلهه,  وذلك لاعتقادهم أن أجدادهم جاءوا عبر هذا الطريق لوادى النيل من بلاد بونت وسمى كذلك بطريق الحمامات وطريق الينابيع وطريق الحج ومثلث الذهب لوجود أغلب مناجم الذهب القديمة داخل حدوده حيث كانت قاعدته سفاجا القصير ورأسه مدنية قنا .

يقول د. مجدى شاكر كبير الأثاريين بوزارة الآثار، لبوابة أخبار اليوم،ان " رهانوا" يعد أقدم الطرق التجارية فى مصر، استمر وجوده من العصر الفرعونى حتى الأسلامى , مرورا بالبطلمى والرومانى ،وكان طريقا سلكه كثير من الفراعنة وحملات التحجير والتعدين , وذلك لجلب الأحجار لبناء المعابد والمقابر وجلب الذهب , وصفته بردين تورين بإيطاليا المعروفة بخريطة الذهب.

ويضيف شاكر ، إنها أقدم خريطة فى العالم والتى ترجع لعصر الملك سيتى الأول، من حوالى القرن ١٣ق. م ، حيث وصفت مناجم الذهب فى وادى الحمامات الذى يربط مركز قفط فى قنا بالقصير على البحر الاحمر ،وقد رسمها آمون نخت بن آبوى، من عمال دير المدنية الذين كانوا مسؤولين عن بناء مقابر وادى الملوك ،وذكرت شركة أنجليزية أن بالوادى ١٧منجما للذهب عرفهم الفراعنة , منها منجم الفواخير الذى ظل مستخدما حتى عام ١٩٥٨ ،وقد أشتهر وادى الحمامات بجودة احجارة خاصةً حجر البرشتا ، وبلغت شهرة هذا الطريق فى العصر البطلمى ذروتها ،حيث سلكته القوافل التجارية لبلاد الهند وقام البطالمة بإنشاء آبار ومخازن بضائع به، وأقاموا مدنية برانيس على ساحل البحر الأحمر وتم العثور فيه على بقايا آثار , اكتشف من خلالها أقدم تعريفة للبضائع فى العصر البطلمى ،واستمر فى العصر الروماني,  حينما سيطر الأنباط العرب, الذين أستخدمهم الرومان لحماية قوافلهم التجارية , حيث من الملاحظ وجود العديد من  نقاط الحراسة فوق قمم الجبال ، وباعتباره الطريق الذى يربط مصر بأفريقيا ببلاد الحجاز , فكانت قوافل التجارة والحج تسلك طريق قوص، ومنها لقفط ثم يعبرون الصحراء لميناء عيذاب , حيث كان يسلكه حجاج المغرب العربى لبلاد الحجاز.

وأوضح شاكر، عندما أتت الحملة الفرنسية لمصر أرادت احتلال هذا الطريق لأهمية التجارية، وقد جاء ذكره فى كتاب "وصف مصر" وتم الحديث عن معالمه , كما ذكره المؤرخون العرب مثل بن جبير وياقوت الحموى ،وبه آبار كثيرة مثل بئر عنبر , الذى شيده كمال الدين الأخميمى فى القرن الحادي عشر الهجرى وجدده ابراهيم باشا لخدمة قوافل الحج .

يشتهر الطريق بالكثير من المعالم المهمة مثل حمام كليوباترا , ويوجد عند الكليو ٨٠ , وتم تشييده بالحجر دائرى الشكل , بعمق ٥٠ مترا , ويذكر أن الملكة كليوباترا كانت تستحم وتستريح عنده ,على رخام صنع خصيصا لها , وبه سلم , يتم النزول حتى أسفله به فتحات للأضاءة والتهوية وبجواره بقايا توابيت من الجرانيت الأسود .

وعند الكليو ٩٠ وعلى جانبي الطريق ولمسافة حوالى ثلاثة كليومترات يوجد  ٢٣٣٣ نقش فرعونى لرسوم وكتابات هيروغليقية وهيرطيقية قام بحفرها عمال وفنانى حملات التحجير والتعدين أثناء قطعهم لأحجار المعابد والمقابر فى الصعيد والدلتا بجانب كتابات عربية حتى عصر الملك فاروق١٩٤٥، كان يكتبها الحجاج أثناء رحلات الحج.

وايضا وادى الحمامات ووادى الجن حيث نجد كثير من بقايا التوابيت وبعض الألات التى أستخدمت فى قطع الأحجار لوجود أجود الأحجار به وكثير من بقايا بيوت العمال . بالاضافة الى  كثير من قباب أولياء الله الصالحين مثل ضريح سيدى عبدالعال وسيدى عبدالغفار .وبقايا مدنية رومانية كانت عبارة عن بيوت شيدت من قطع أحجار غير منتظمة وهى البيوت التى كانت يسكنها عمال المحاجر والمناجم أثناء وجودهم بالمنطقة .وبقايا منجم الفواخير الذى يمكن مشاهدة الكهوف وعروق الذهب وأحواض التنقية من الشوائب.

وتابع شاكر قائلًا "أتمنى أن يضاف هذا الطريق لمعالم السياحة فى مصر لوجود نقوش أثرية أو ما يسمى بالجرافيتى ومحاجر ومناجم أثرية حيث يمكن رؤية بقايا قطع الأحجار وبقايا توابيت وتماثيل وطبيعية ساحرة وذلك لأن الوان الجبال تتغير بكل الألوان وأزدهار كثير من النباتات مثل الحنظل والشاى الجبلى وغيرها فهذا الطريق هو أقصر طريق يربط الشرق بوادى النيل وهذا الطريق هو كنز سياحى إذا أحسن استغلاله".