قراءة في المحاضرة السرية "5"

مصطفى بكري يكتب: ناصر 67 ..هزيمة الهزيمة 

مصطفى بكري
مصطفى بكري

تفاصيل الأزمة بين عبدالناصر وعبدالحكيم 
عبد الناصر يقول: يوم 5 يونيو رفضت طلبًا لعبد الحكيم عامر بالقول: إن أمريكا تهاجمنا
عامر رفض منصب نائب أول الرئيس وصمم على العودة لقيادة الجيش فعينت الفريق فوزى قائدًا عامًا
يوم 10 يونيو اتصل بي شمس بدران وقال استقلت أنا وعبد الحكيم ونطلب إذاعة الاستقالة فورًا
عبد الحكيم استعان بالصعايدة وحول منزله لترسانة عسكرية
جلال هريدى حرض عبدالحكيم وتمسك به حتى اللحظة الأخيرة
أنصار عبدالحكيم حاولوا التمرد فأصدرت أوامرى بالقبض عليهم

 فى الحلقة الخامسة من كتاب «ناصر 67.. هزيمة الهزيمة» الذى سيصدر قريبًا عن المكتبة الأكاديمية، يتناول الكاتب الصحفى مصطفى بكرى قضية الأزمة بين الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر، حيث تكشف المحاضر السرية لاجتماعات مجلس الوزراء بعد النكسة عن رواية عبدالناصر لأبعاد هذه الأزمة وتداعياتها على الأوضاع فى مصر خلال هذه الفترة.

كان الحديث يدور بينى وبين الدكتورة هدى عبدالناصر حول مرحلة ما بعد 67، امتد الحديث إلى المؤامرة التى عاشتها مصر فى مرحلة ما بعد النكسة، وكان أحد وجوهها هومحاولة الانقلاب العسكرى المدبر الذى كان يقوده المشير عبدالحكيم عامر. لقد بادرتنى د. هدى على الفور، قائلة: لقد انتهيت منذ قليل من مراجعة ثلاثة من أهم محاضر مجلس الوزراء فى تلك الفترة والتى تناول فيها المجلس الذى كان يترأسه عبدالناصر تفاصيل وأبعاد هذه المؤامرة. وعلى الفور أرسلت إلىَّ د. هدى بالمحاضر الثلاثة التى تناولت حقائق ما جرى فى هذه الفترة والتى تضمنتها محاضر اجتماعات مجلس الوزراء فى 27 أغسطس و3 سبتمبر و17 سبتمبر 1967، بالإضافة إلى محضر اجتماعات اللجنة التنفيذية العليا والذى تناول نفس القضية فى 2 أغسطس 1967. إن أبرز ما تمخض عن هذه الاجتماعات، التى خُصّصت لتطورات هذا الحدث فى هذه الفترة، وهى محاضر تنشر للمرة الأولى منذ عام 1967، أنها قد أعطت صورة كاملة لأبعاد وتفاصيل المؤامرة التى استهدفت نظام حكم الرئيس جمال عبدالناصر فى هذه الفترة التاريخية المهمة من تاريخ مصر. (1) محضر اجتـماع مجلس الوزراء برئاسة الرئيس جمال عبدالناصر 27 أغسطس 1967 فى بداية الاجتماع تحدث عبد الناصر قائلًا: هوفى كلامنا بعد العدوان اتكلمت معاكم فى كل المواضيع، ماعدا موضوع واحد الحقيقة ماكنتش أحب إنى أتكلم فيه لكن مضطر النهارده إن أنا أتكلم فيه.. هوموضوع عبد الحكيم. يجب برضه من الواجب إنكم تاخدوا صورة ولومختصرة عن الأحداث اللى حصلت بعد العدوان.. بعد يوم 9 و10. وقال: أولًا: هوكان عبد الحكيم هوالوحيد اللى أنا قلت له: هاتكلم يوم 9، وإن أنا هامشى، وعلى أساس يعنى اللى حصل. وفى الحقيقة يمكن إحنا ما اتفقناش يوم 5 يونيو، وأنا ما رحتش القيادة يوم 6 ولا يوم 7 ولا يوم 8. ولكن هواتكلم معايا بالتليفون يوم 6 وقال: إن الوضع انتهى! وإن الجيش مش قادر يصمد، وطلب الانسحاب إلى غرب القنال، وأنا وافقته، ولكن قلت له: أولًا: نستطيع إن إحنا نصمد فى الممرات - ممر متلا والممرات التانية- وفيه إيقاف القتال. شمس بدران وقال: إن الخلاف اللى حصل يوم 5 يونيو؛ إن هوكان فى حالة عصبية، وطلب منى إن أنا أطَّلع بيان عن إن أمريكا هى اللى بتهاجمنا.. هى وإنجلترا! وأنا قلت له: إن أمريكا وإنجلترا مابيهاجموناش، ولا يمكن إن إحنا نطَّلع بيان بهذا الشكل إلا على أساس إنك تجيبلى يعنى طيارة أمريكانى، ولكن العملية هى اليهود. وسألته فى هذا اليوم، قلت له: يعنى أنا شايف إنه يعنى يبقى فيه نظام جديد، وسألته عن رأيه بيرشح مين لرئاسة الجمهورية؛ علشان أنا هأعلن إن أنا عينت فلان.. فهورشح شمس بدران! وقال: وعلى هذا الأساس وأنا قلت له: طيب. وقال: يعنى نمشى. ولكن طبعًا تفكيرى فى هذا الموضوع لم يكن معقولًا إن شمس بدران يتولى العملية؛ على أساس إن شمس ماعندوش خبرة، ولا يمكن بأى حال من الأحوال إنه يقوم بهذا الوضع. ولهذا استقر الوضع على زكريا، وماقلتش لزكريا وماقلتش لحد خالص. ولكن أنا قلت لعبد الحكيم إنه حتى ما يجيبش سيرة بهذا الموضوع لأى حد، ولكن اللى عرفته بعد كدا إنه اتكلم مع شمس فى هذا الموضوع بعد أنا ما مشيت! بيان الإذاعة وقال عبدالناصر: تانى يوم بعد الظهر - اللى هويوم 9 - فأنا قلت له: إن موضوع شمس ده موضوع غير عملى، وإن أنا استقر رأيى على زكريا. وبعد هذا اتكلمت فى الإذاعة، وفى منتصف الكلام جاتلى رسالة منه - جابها لى محمد أحمد - وأنا باتكلم، وطلب منى إن أنا أوقف البيان ما اكملوش! طبعًا كان لا يمكن.. وحصل ما حصل. الاستقالات وقال: الحقيقة أنا فوجئت فعلًا باللى حصل يوم 9 ويوم 10، كانت العودة يوم 10 بالليل، اتصل بى شمس بدران.. هووشمس بدران أعلنوا استقالاتهم - وده كان باين يومها - وصمموا أن تعلن هذه الاستقالة فى الراديو، وأُعلنت فى الراديو. واتصل بى شمس وقال لى: إن المشير بيطلب إنك تبت فى موقفه دلوقتى، وإنه عنده 500 ضابط فى البيت بيطالبوه بالعودة! فأنا قلت له: إن الوضع يعنى الواحد ماهوش فى وضع دلوقتى يبت فى هذا الموضوع، ونتكلم بكره، ومافيش داعى تانى إن انت تكلمنى فى هذا الموضوع! هذا الموضوع يتكلم فيه المشير شخصيًا. قال لى: يعنى هومشغول وكلام بهذا الشكل! وأنا قلت له: إنك بتطلب إنك تعرف رأيى فى الموضوع، ده موضوع هأقول لكم عليه بعدين. «المشير نائبًا للرئيس» وقال: بالنسبة للجيش، وأنا كان لى رأى بالنسبة للجيش من مدة.. بالنسبة للقوات المسلحة؛ على أساس إنه بيبقى فيه قائد عام للقوات المسلحة بيبقى يتغير كل فترة، وبالنسبة للمشير فهوبيقعد كنائب أول لرئيس الجمهورية، أما بالنسبة للجيش فالرأى اللى انتم عارفينه أنا هانفذه. وقلت له: يعنى حتى الكلام كنت قلته يوم 8 لما كان طلبنى علشان أروح القيادة، قلت له: he is not fit to command، كان وضعه صعب يعنى! وقلت له: ماتقولش هذا الكلام لعبد الحكيم، وإن أنا هاجيبه الصبح، وأقول له. البحث عن عبدالحكيم وقال: تانى يوم الصبح طلبته ما لقيتوش، وطلبت شمس ما لقيتش شمس، وما تصورتش إن شمس بلَّغه هذا الكلام! ولكن اللى عرفته بعدين إن شمس بلَّغه هذا الكلام، وطلبت من المخابرات إنها تبحث عنه ويدوروا عليه، وتعرف هوموجود فين! قعدوا فترة لغاية الساعة واحدة وبلغونى إن هوموجود فى بيت فى الزمالك - اللى هوبيت عصام خليل - وطلبت إنهم يجيبوه فمرضيش! وأنا ماكنتش برضه متصور إن شمس قال له الموضوع؛ لأنى كنت برضه مستغرب إيه الحكاية! وقال: الساعة واحدة بلغونى إن فيه عدد من الضباط موجود فى القيادة -الكلام دا كان يوم الأحد- قالوا لى: حوالى 700 ضابط بيطالبوا بعودة عبد الحكيم إلى الجيش! ثم بلغونى إن هؤلاء الضباط راحوا إلى القيادة بناء على إشارات تليفونية، وعرفت مين اللى بعتوا هذه الإشارات. وطلبت فوزى قال لى: إن هويعنى حاول حتى يصرف الضباط ولم ينصرفوا! وفى الوقت ده الحقيقة بالنسبة للحرس الجمهورى وبالنسبة لأى حاجة.. ماكانش فيه حاجة! الحرس الجمهورى أنا كنت بَعَتُه للإسماعيلية، لأن ماكانش فيه جيش خالص، كان فيه زكريا باعتباره المقاومة الشعبية هواللى استلم الموضوع، وكان عنده 5 آلاف بندقية. وأضاف: وبعد كدا جه وإدالى أربعة ضباط ممثلين عن الضباط، وجايبين عريضة وماضيين عليها الضباط، ومطالبين: عودة عبد الحكيم عامر إلى القوات المسلحة! وقال: طبيعة الضباط الموجودين هناك، هم الضباط اللى موجودين يعنى هنا فى القاهرة، إما فى المكاتب أوفى نواحى متفرقة؛ لأن الضباط اللى كانوا فى المعركة كانوا مش فى حالة تمكنهم إنهم يسيروا فى هذا الوضع! «فوزى قائدًا عامًا» وقال: لما لقيت إن الوضع وصل إلى هذا الحال اتصلت الساعة 2 بالفريق فوزى، وعينته قائد عام للقوات المسلحة، وقلت له: إن الفرقاء كلهم الأوائل الموجودين كلهم أنا قبلت استقالتهم، والناس اللى جابوا العريضة أنا حولتهم إلى المعاش! وإن الكلام دا هيطلع فى نشرة 2.30، وأذيع هذا الكلام فى نشرة 2.30. وطلبت الحرس الجمهورى من الإسماعيلية، واتصلت هنا بالمدرعات، ولقيت قوة من الدبابات جبتها، واتصلت بالشرطة العسكرية، واتصلت بعدد من الضباط اللى أنا أعرفهم. وقلت لفوزى: إن الضباط اللى عندك أى واحد هايفضل، أنا هابعت أعتقل كل الضباط الموجودين، وتقفل الأبواب، وكل الضباط بعد إذاعة تعيين فوزى قائد عام مشيوا. مظاهرة الصاعقة وقال: وبعد كدا طلعت قوة من الصاعقة بالسلاح، وكان بيقود هذه القوة حسن خليل كانت بتهتف للمشير.. طلعت من الحلمية، جم عندى فى البيت، وبعدين راحوا على القيادة؛ يعنى جم عدوا من قدام شارع الخليفة المأمون! وأصدرت أوامر بإحالة حسن خليل إلى المعاش واعتقاله، واعتقلوا حسن خليل والقوة رجعت واعتصمت بالحلمية! وأضاف: بعد كده بعض ناس من الطيران -اللى هوإسماعيل لبيب- قالوا: إنه اعتصم والجيوشى، وأحلته إلى المعاش، وعينت مدكور فى هذا الوقت قائدًا للقوات الجوية وبَعَتْ جبته من أسوان. على بالليل كان كل الموضوع ده انتهى، وجبت المسئولين، شفت مين المسئولين ومين الناس.. إلى آخره، وبالليل طلعت عدد من الضباط إلى المعاش! «حوار عاصف مع عبدالحكيم» وقال: وبعدين جالى عبد الحكيم؛ جانى يمكن بعد المغرب بشوية، وقلت له: إيه اللى انت عملته؟ وإزاى الكلام دا يتعمل؟! وقال لى: طب ليه عملت كده فى الناس؟ وإيه الفرق؟ ما فيش فرق! يعنى هم بيعتبروا إنهم هيقولوا لك طلب يعنى مقبول منك، وماكانوش بيتصوروا إنهم بيعملوا عمل عدائى! قلت له: ياعبد الحكيم هوييجى يعنى 4 ضباط اللى هم يعنى أنا مااستعناش إنى كنت أكلمهم -وهم عثمان نصار، عبد الرحمن فهمى، حمزة البسيونى، عبدالحليم عبد العال- هم دول بييجوا يقدموا لى عريضة! هوأنا الخديوى توفيق بييجى الضباط يقدموا لى عريضة؟! وإن أنا هذا الكلام -تعرف- لا أقبل هذا الكلام. وأضاف: وعلى كل حال بصرف النظر عما حصل، أنا باقول لك: بتقعد برضه معانا، وهاتشتغل نائب أول لرئيس الجمهورية، ونلم الدنيا ونلم الحال كله، وإن اليهود اتلموا على بعض؛ موسى ديان على أشكول على كل الناس. لكن هورفض، وقال: إن هولا يقبل إلا أن يعود للقوات المسلحة! هورفض رفض بات جدًا، وقال لى: إن هوعلشان يعنى يسيب لى الجوهيروح المنيا. قلت له: مافيش داعى يعنى تروح المنيا، لأنه بالنسبة للقوات المسلحة الحقيقة مانيش أعرف فيها أمور كتيرة، والواحد اتصالاته بيها كانت بسيطة؛ يعنى حتى بالنسبة للمعرفة بالناس.. إلى آخره. قلت له: يعنى دلوقتى هتاخد بعضك وتروح المنيا؟! قال لى: أنا رايح المنيا! وراح المنيا. الانقلاب وقال: وبعدين اتصل بى شمس بدران؛ وبعدين هوواضح إن شمس بدران هواللى كان مسئول عن الأمن بالنسبة للقوات المسلحة.. السكة اللى مشى فيها بالنسبة للسنين اللى فاتت. هوقال لى: إن فيه ناس بيراقبوه واتكلم يعنى قال: إن هولوكان عاوز يعمل انقلاب يقدر يعمل انقلاب من البيت! وأنا رديت عليه الرد المناسب، ومشى. راح شمس بدران قعد فى المنيا مع المشير وقعدوا فترة، وطلبنى شمس مرة من المنيا قلت له: هل المشير يعرف إنك طالبنى؟ قال لى: لأ. قلت له: طب روح ناديه خليه يكلمنى، وكلمته. وأضاف: والحقيقة أنا فى هذا كنت بأحاول إن أنا أحافظ على علاقة قديمة، وأيضًا ما اخليهوش يقع تحت سيطرة بعض الناس اللى ممكن كانوا بيستفيدوا من الأوضاع الموجودة، وشافوا إن الفايدة دلوقتى قد انقطعت. جلال هريدى وقال: ثم عادوا من المنيا.. رجعوا من المنيا. عرفت أنا إن هوفى يوم كان متضايق جدًا، وراحوا بعض الناس كسروه، هوكان معاه واحد كان بالذات بيعتز به اسمه جلال هريدى، وكان قائد قوات الصاعقة. هوأنا رأيى فى جلال هريدى كان وحش من أيام سوريا، أظن كلكم تعرفوا قال إيه فى سوريا، واتكلم قال إيه فى الراديو؟! اتكلم عليَّ واتكلم عليه هوأيضًا! فأنا قلت لهم: لما ييجى جلال هريدى -هوكان فى الأردن- فيتعين ملحق عسكرى. ما رضيتش حتى أرفده علشانه، وبيروح إن شاء الله يروح طوكيوأويروح أى حته؛ لأن جلال هريدى بالذات هيكون سبب مشاكل كتير، ولكن جلال هريدى رفض! وقال: إن الجيش من غير المشير أنا ما شتغلش فيه! وقال: إن أنا مستقيل. وقلت لهم: يتحال للمعاش.. واتحال للمعاش. فيظهر أنا سمعت رواية إن الشخص ده راح قال له: إنهم حققوا معاه وسألوه، وإن كانت حالته يومها تعبانة جدًا. لقاء مشترك وقال عبدالناصر: فأنا بالليل رحت له، وقلت له: يعنى إن هؤلاء الناس هايقعدوا يثيروك، وكل واحد هيقول كلمة، والأمور مش ممكن يعنى بهذا الشكل إلا أنها تتطور من سيئ إلى أسوأ! وأحسن طريقة برضه إنك تيجى تشتغل وتريحنا من الحاجات دى كلها، وتعود إلى القوات المسلحة! وقال لى: إن الفرقاء دول ليه طلعتهم والضباط ليه طلعتهم؟ الوضع برضه فى هذا الوقت يعنى كان الواحد بيحاول على أساس تصليح الأمور بقدر الإمكان، وقعدت معاه مدة طويلة، واتكلمت معاه، ولكن مافيش أبدًا أمل لأى شىء! وأضاف: بعد كدا بدأت بقى تحركات فى مجالات متعددة، وأول عملية حصلت اجتماعاته مع عدد كبير من الضباط اللى خرجوا، وأنا يعنى سبت هذا الموضوع، برضه الناس اللى خرجوا كان ممكن يبقى لهم نشاط. وفى الحقيقة أنا فى هذا الوقت كله كنت عاوز أعرف أول الجيش إيه وآخره إيه، والواحد بيمسك العملية بالنسبة للقوات المسلحة 100٪، وبيعيد تنظيم الأمور للقوات المسلحة. وقال: بعد كده جلال هريدى وكان معاه ناس طبعًا، راحوا قعدوا فى بيت عبد الحكيم وأقاموا إقامة دايمة. كان معاه ناس من ضباط الصاعقة، وبعدين زارهم فى البيت عدد من ضباط الصاعقة، واجتمعوا مع جلال هريدى، وأنا عرفت بهذا الموضوع.. فكان العمل إن أنا طلعتهم للمعاش واعتقلتهم. وأضاف: بعد كدا بدأ كلام بقى مع ناس مدنيين، وبدأ كلام من نواب المنيا، وبدأ كلام من إخواته بالذات. وبدأ نواب المنيا ياخدوا عدد من أعضاء مجلس الأمة ويروحوا يقابلوا عبد الحكيم، وكان هوبيتكلم معاهم عن الحريات والديمقراطية! يمكن سمعتوا صور من هذا الموضوع. والحقيقة إن أنا خدت خط إن أنا مش هتكلم عليه أبدًا، وقلت: إن احنا مش ممكن يوصل بينا الحال إننا نقعد نتكلم على بعض! وأنا ماقابلتش حد ومارضيتش أجيب حد ولا أكلم حد، واتسع الموضوع فى الاتصالات وفى الكلام! «استقالة 67» وقال: وكان هوفى سنة 62 قدم استقالة، وهذه الاستقالة أنا حتى دورت على صورتها، ومااعرفش يعنى هذه الاستقالة إيه اللى اتعمل فيها؟ لكن طُبعت استقالة باسمه سنة 62؛ هوفعلا كان قدم استقالة فى ديسمبر سنة 62. وأضاف: وهاقول لكم موضوعها، ووُزِّعت وعُرضت على جميع النواب، وكان حسن عامر بيوريها للناس، ومصطفى عامر، وعامر عامر، وسعد عامر -اللى بيشتغل فى مجلس الأمة- وبعد كدا بياخدوا النواب.. بياخدوا عدد من النواب بيقول لهم: تعالوا قابلوا المشير، وبيروحوا للمشير! وقال: بعد كده تطورت الأمور على شكل آخر، وكان عنده قوة حراسة فى الحلمية، وأسلحة فى البيت اللى هوفيه فى الحلمية، فنقلت قوات الحراسة دى إلى الجيزة ونقلت كميات من الأسلحة إلى الجيزة! وعدد من الضباط اللى كانوا معاه تقريبًا كلهم -عدد كبير- أقام فى الجيزة، وابتدأوا يعملوا دشم ومواقع دفاعية، وخدوا أسلحة ضد الدبابات وأسلحة أخرى مختلفة! وحصل هذا الموضوع. وقال: أنا أصدرت أوامرى بسحب قوة الحراسة؛ هم بعتوا قوة الحراسة ماعدا حوالى 40 واحد وعدد من السواقين وناس تانيين.. إلى آخره. بالنسبة لكل الحاجات اللى كانت معاه وهونائب رئيس الجمهورية، فضلت معاه، وأنا قلت: إن دى مواضيع بسيطة ماحدش يتعرض لها؛ على أساس برضه إمكان تسوية كل هذه الأمور. «تنظيم داخل الجيش» وقال عبدالناصر: وبعدين جابوا هم من البلد عدد من الناس الصعايدة، وقعَّدهم فى البيت مع قوة الحراسة الموجودة. وبعدين شفت شمس بدران فى يوم من الأيام بعد كده، وسألته الحال إيه؟ ويعنى قعدنا نتكلم وقال: يعنى إن هذا الخلاف يعنى له آثار بعيدة جدًا وإن البلد ماهياش معاك.. البلد ضدك! والجيش ضدك! والبلد مع المشير! والجيش مع المشير! وإن الحل الوحيد لهذا إن المشير يرجع إلى الجيش!