الصحة العالمية تطالب الحكومات باتخاذ تدابير لمكافحة صناعة وتجارة التبغ

جددت منظمة الصحة العالمية دعوتها للحكومات في جميع أنحاء العالم لتنفيذ اتفاقيتها الإطارية بشأن مكافحة التبغ من خلال تسريع الإجراءات المتعلقة بسياسات مكافحة التبغ "MPOWEک" .

أكدت المنظمة أن تنفيذ الاتفاقيات والإجراءات بشأن مكافحة التبغ على المستوى القطري، تمثل أقوى دفاع ضد صناعة التبغ، مطالبة الحكومات بتأييد بروتوكول مكافحة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ، الذي يهدف إلى منع الاتجار غير المشروع، مثل التهريب، لافتة إلى أنه رغم توقيع الاتحاد الأوروبي و33 دولة أخرى على هذا البروتوكول، فإنه يحتاج إلى دعم سبع حكومات أخرى قبل أن يدخل حيز التنفيذ.

جنيف - نعرف جميعا مدى خطورة التبغ على صحة الإنسان، فهو يودي بحياة الملايين من الناس كل عام، ويلحق ضررا كبيرا بالكثيرين. كما نعلم أيضا أنه لطالما تلاعبت شركات التبغ بمدى الضرر الذي تسببه منتجاتها للصحة.

أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن شركات التبغ الكبرى قد أجبرت على التصريح بالحقائق علنا، بعد أن خسرت العديد من دعاوى الاستئناف وبعد صدور حكم محكمة فيدرالية أمريكية عام 2006، بإجبار أربع شركات على الكشف عن الحقيقة وراء سنوات من التسويق المخادع، وذلك بنشر إعلانات تحتوي على "تصريحات تصحيحية" في الصحف الأمريكية وعلى شاشات التلفزيون، حيث تعترف هذه التصريحات العامة بأن شركات "فيليب موريس الأمريكية ورينولدز توباكو ولوريلارد وألتريا" علمت بالضرر الذي تسببه منتجاتها ولكنها ظلت تبيعها على أي حال.

وأشادت منظمة الصحة العالمية بالقرار الذي اتخذه البنك الفرنسي "بي إن بي باريبا" مؤخرا بوقف التمويل والاستثمار في شركات التبغ - بما في ذلك المنتجون وتجار الجملة والتجار الصغار - والذي يمثل أحدث مؤشر على إعطاء الأولوية للصحة العامة بدلا من المصالح التجارية.

واستبعدت المنظمة أن تأخذ هذه الاعترافات المتأخرة بعين الاعتبار مصلحة الناس؛ لأنها جاءت نتيجة الضغط المشترك للقضاء الأمريكي، ومناهضي التبغ، والكم الهائل من الأدلة ضد التسويق المضلل لمنتجات التبغ الخفيفة.

وشددت منظمة الصحة العالمية على أنه لا ينبغي الوثوق في قيام صناعة التبغ بشيء صحيح في المستقبل، حيث أن شركات التبغ نفسها تقوم حاليا بتسويق منتجات جديدة تدعي أنها أقل ضررا - مثل أجهزة تعمل على "تسخين التبغ بدلا من حرقه" والتي تبخر التبغ لإنتاج الأيروسول المحتوي على النيكوتين - وتمول مجموعات أساسية تدعي أنها تعمل من أجل عالم خال من التدخين، لافتة إلى أن العالم شهد تكتيكات مماثلة في أماكن أخرى، من أوروجواي إلى أستراليا، حيث تطلق شركات التبغ تحديات قانونية مكلفة ضد التنظيم المشروع لمنتجاتها القاتلة، وعلى الرغم من هذه الخسائر، ستستمر هذه الشركات دون شك في البحث عن طرق جديدة لمعارضة القيود المفروضة على التبغ.

ونوهت المنظمة إلى إقرار منتجو السجائر بأن منتجاتهم تسهم في 1200 حالة وفاة في الولايات المتحدة كل يوم. وفي جميع أنحاء العالم، يودي تعاطي التبغ بحياة أكثر من سبعة ملايين شخص سنويا.

وتواجه الحكومات حتمية أخلاقية وقانونية لاستخدام أقوى التدابير الممكنة لحماية مواطنيها من التبغ، وعلى كل الحكومات تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقية الإطار لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ، حيث توفر اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطار بشأن مكافحة التبغ توجيهات بشأن موضوعات مثل فرض الضرائب على التبغ، والتوعية العامة والتعليم، والتحذيرات الجماعية، وقد ساعدت هذه التدابير على إنقاذ ملايين الأرواح في العقد الماضي، بخلاف توفير مئات المليارات من الدولارات في التكاليف الصحية.

وأخيرا، ونظرا لاجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن الأمراض غير المعدية في عام 2018، يجب على قادة الحكومات الاستعداد لإثبات التزامهم بحماية الناس من أمراض القلب والرئة والسرطان والسكري من خلال دعم ضوابط أقوى للتبغ.