خاص| 11 بحيرة صناعية و19سدًا و4 حواجز لحماية مدن البحر الأحمر من السيول

في ملحمة وطنية تنموية لا تقل أهمية عن جهود الدولة لمواجهة الإرهاب تقف على بعد 600 كليو متر عن القاهرة، ووسط  جبال وصحاري البحر الأحمر، كتيبة من مئات الرجال المصريين المسلحين بالعلم والكفاءة والقدرة من أبناء جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة لتبني بسواعدهم خطوط، وسدود، وحواجز، وبحيرات؛ لحماية مدن وقرى واستثمارات وطنية وأجنبية ومشروعات كبرى حالية تصل إلى أكثر من 700 مليار جنيه بالمحافظة.

397 مليون جنيه لحماية البحر الأحمر من أخطار السيول
 ووسط مشهد لأحد أهم المشروعات الوطنية الذي لا ينقطع العمل فيه على مدار الساعة  يقوم  جهاز الخدمة الوطنية من خلال الشركة الوطنية للمقاولات بتنفيذ أعمال حماية لمدن محافظة البحر الأحمر، بتكلفة 397 مليون جنيه لأعمال المرحلة الحالية لحمايتها من أخطار السيول، والتي من المقرر الانتهاء منها فبراير القادم قبل الموعد المحدد لإتمامها قبل احتفالات سيناء.

11 بحيرة صناعية، وحواجز ترابية و19 سد إعاقة
  وتشمل الخطة أعمال إنشاء 11 بحيرة صناعية، وحواجز ترابية و19 سد إعاقة، وتخزين مياه، بالإضافة إلى 4 حواجز مياه لاستكمال منظومة الحماية التي بدأت وزارة الري تنفيذها بالبحر الأحمر لضمان عدم تكرار كارثة رأس غارب مرة أخرى بجميع مدن المحافظة. 

سعة السدود الثلاث برأس غارب تصل إلى 5 ملايين متر مكعب

ورصدت  "بوابة أخبار اليوم"  خلال جولتها لثلاث مواقع لإنشاء البحيرات الصناعية وسدود حصاد الأمطار وحواجز الحماية من السيول بالوديان والصحارى بمنطقة رأس غارب، والغردقة بمحافظة البحر الأحمر مدى الإنجاز وسرعة الأعمال الحالية للانتهاء من إنشاء البحيرات الصناعية والسدود والتي يقوم بإنشائها جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، والتي تتضمن تنفيذ أعمال حماية البنية التحتية والمنشآت الحيوية واستثمارات  شركات البترول والطريق الدولي الساحلي وتأمين كافة مدن المحافظة ومحطات تحلية المياه ورأس غارب من أخطار السيول، وكذلك تنفيذ أعمال حصاد مياه السيول من خلال تنفيذ مجموعة من البحيرات الصناعية والسدود التخزينية للاستفادة منها في عدد من المجالات حيث أن  إجمالي سعة السدود الثلاث برأس غارب تصل إلى 5 ملايين متر مكعب تساهم في تنفيذ مشروعات تنموية للمناطق البدوية في القرية الريفية المجاورة للبحيرات فضلا عن الحد من مخاطر السيول علي مدينتي رأس غارب، والغردقة بمحافظة البحر الأحمر.

يأتي ذلك ضمن خطة الحكومة التي  تشرف عليها وزارة الموارد المائية و الري لتنفيذ مشروعات لحماية البحر والأحمر وسيناء من إخطار السيول بتكلفة 4 مليارات  جنيه على مرحلتين المرحلة الاولى تكلفتها مليار و350 ألف جنيه، والثانية بـ2 مليار و700 ألف جنيه.



خطة الاستعداد المبكر لمواجهة موسم السيول
وكشف د.سامح صقر رئيس قطاع المياه الجوفية أن هذا البحيرات والسدود الترابية التي يتم تنفيذها بواسطة الشركة الوطنية للمقاولات العامة للتوريدات التابعة للجهاز مشروعات الخدمة الوطنية  برئاسة اللواء اشرف محمود حامد رئيس مجلس الإدارة  تأتي ضمن حرص الوزارة على الاستعداد المبكر لمواجهه موسم السيول وذلك ببدء تنفيذ الأعمال الصناعية المطلوبة لحماية المنشآت، والاستثمارات الوطنية  بالمحافظات. 

حماية البنية التحتية في مدينة رأس غارب
وأشار إلى أن البحيرة الأولى تصل سعتها إلى 450 ألف متر مكعب بينما تصل السعة التخزينية للبحيرة الثانية إلى 570 ألف متر مكعب في حين أن السعة التخزينية للبحيرة الثالثة تصل إلى 825 ألف متر مكعب بإجمالي مليوني متر مكعب للبحيرات الثلاثة، لافتًا إلى أن مشروع البحيرات الثلاثة يستهدف حماية البنية التحتية في مدينة رأس غارب ويتم الاستفادة من المياه في تنفيذ مشروعات لتغذية المجتمعات المحيطة بها من الأسر البدوية بالإضافة إلى شحن الخزان الجوفي بتكلفة تصل إلى 48 مليون جنيه.

وأوضح أنه من المقرر الانتهاء من تنفيذ البحيرات الثلاثة فبراير المقبل على أن يتم افتتاح المشروعات الثلاثة خلال الاحتفال بأعياد سيناء.

وفيما يتعلق بمشروعات حماية مدينة الغردقة أكد صقر، أنه يجري تنفيذ مشروع لحماية المدينة من خلال إنشاء 4 بحيرات و3 سدود إعاقة بسعة تخزينية تصل إلى 3 ملايين متر مكعب من المياه وأن البحيرة الأولى تصل سعتها تصل إلى 900 ألف متر مكعب في وادي فالق الوعر بينما تصل السعة التخزينية للبحيرة الثانية  الواقعة في وادي فالق السهل بسعة تخزينية والثالثة في وادي أم ضلفة، والرابعة في وادي أبو ملك تصل السعة الإجمالية إلى 3 ملايين متر مكعب. 

 3000 عامل يوميًا للانتهاء من المشروعات
وقال صقر، إن برتوكول التعاون الموقع مع الشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة والوزارة كان سبب في تنفيذ هذه النسبة الكبيرة في هذا الوقت القصير حيث تستفيد الوزارة من خبراء أبناء القوات المسلحة في مجال التعامل مع الصحراء ودروبها والجبال المحيطة بها مع ملاحظة أنها تستعين بشركات مقاولات من القطاع الخاص ذات الخبرة في هذا المجال لتنفيذ المشروعات.
 وأضاف أن الشركة الوطنية من خلال مهندسيها ورجالها التنسيق بين أعمال الشركات في المواقع المختلفة وعددها يتخطى 12 شركة بحجم عمالة يومية إلى تصل نحو 3000 عامل لمراقبة الأداء ودقة الأعمال. 



وأوضح  أن أبناء الشركة يستطيعوا أن يتعاملوا مع المناطق التي تقع فيها أعمال الحماية من أخطار السيول والتي غالبا ما تكون بالمناطق الحدودية سواء بالصحراء الشرقية أو الغربية، وبالتالي تستطيع التنسيق الكامل لإنهاء الإجراءات المطلوبة للعمل في تلك المناطق سواء مع حرس الحدود أو الجهات المعنية. 
حماية مدينة الشيخ الشاذلي كمزار ديني  
ويقول العميد تامر عباس مشرف المشروعات من الخدمة الوطنية إن مشروعات حماية مدينة الشيخ الشاذلي هامة لأنها مزار ديني يرتاده حوالي 2 ملايين زائر سنوياً في كافة المناسبات الدينية بالإضافة عن القرى السياحية، والاستثمارات، ومطار الغردقة الدولي والطريق الرئيسي الذي يربط بين مرسى علم وشلاتين.
وأوضح  تامر عباس أن مشروعات الحماية في شلاتين تساعد على حماية المدينة والمجتمعات المحلية ومشروع الصوب الزراعية التي تقوم المحافظة بتنفيذها على مساحة 15 ألف متر مسطح، وأيضا محطة الكهرباء وعلى مدخل وادي حوضين وكذلك حماية طريق حلايب شلاتين بالإضافة إلى الاستثمارات العربية والوطنية والأجنبية وبعض الأنشطة التعدينية.