للحوامل .. اجتنبي تلوث الهواء لضمان اكتمال الجنين


صرح الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، استشاري طب الأطفال، زميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن تلوث الهواء الذي يزيد بصفة عامة خلال فصل الشتاء، يؤثر على الأجنة في أرحام أمهاتهن في أربعة مناطق غاية في الحساسية والخطورة على حياتهم وهي الجهاز التنفسي، والدورة الدموية، ونمو المخ، وضعف مناعة المواليد، وقد يؤدى إلى الإصابة بعيوب خلقية في الجهازين الدوري والتناسلي.

وقال بدران - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط الثلاثاء - إنه تأكد علميا أن تلوث الهواء يعوق اكتمال نمو رئتي الأجنة داخل أرحام أمهاتهن، وينقص من كفاءتهما الوظيفية فيما بعد، ويصيب 40 نوعا من الخلايا في الجهاز التنفسي بالضرر، الأمر الذي يترتب عليه زيادة معدلات الأزمات الربوية والالتهابات التنفسية في المواليد خاصة الالتهاب الرئوي، والإصابة المبكرة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد بدءا من السنة الأولى في العمر.

وأضاف أن تلوث الهواء قد يتسبب أيضا في موت الأجنة، أو إصابتهم بالقصور في الدورة الدموية، ونقص محيط الرأس عند الولادة، والذي أفادت العديد من الدراسات الحديثة أن نقصه عند الولادة، أو خلال السنة الأولى من العمر يرتبط بالإصابة بالخلف العقلي، والارتباط سلبا بالوظائف الإدراكية والأداء المدرسي للطفل في مرحلة الطفولة، والتأخر الدراسي وصعوبات تعلم مادة الرياضيات واللغات. 

وذكر بدران أن تأثر مناعة المواليد سلبا بالملوثات الجوية، خاصة التلوث بأكاسيد النيتروجين والجسيمات العالقة في الهواء، يزيد من معدلات إصابتهم بالسرطان فيما بعد، وتغيير الشفرات الوراثية والمناعة، مشيرا إلى أن تدخين الحامل أو تعرضها لدخان السجائر يعنى تدخين الجنين، حيث يلتقط هيموجلوبين الجنين غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن الدخان بسهولة أسرع من الكبار، وبالتالي يعاني الجنين المدخن من نقص الأوكسجين مما يضر نموه وتطوره، ويعرض شفراته الوراثية لتغيير قد يمتد تأثيره للأحفاد فيما بعد.

ولفت بدران إلى أن التدخين يؤدى أيضا إلى تزايد معدلات وفيات المواليد والرضع والموت المفاجئ في الأطفال لدى أطفال المدخنات، وأن هناك أخطارا إضافية تهدد الأجنة الإناث دون الذكور، حيث يؤثر التدخين خلال فترة الحمل على نمو وتطور وكفاءة قناة فالوب في الجنين الأنثى، مما يهدد بتحولها لأنثى عقيمة بعد عشرات السنين، منوها إلى ما يصيب المشيمة من مشاكل، تتمثل في قلة تدفق الدم إليها وإلى الحبل السرى، وبالتالي نقص تغذية الجنين، وزيادة تكلسها وقلة قدرتها على تجديد الخلايا، والانتحار المبرمج لخلاياها وشيخوختها وقلة وزنها وصغر حجمها.

وأشار زميل معهد الطفولة إلى أن قلة وزن مواليد الأمهات المدخنات يزداد مع متوسط عدد السجائر المدخنة بواسطة الأم، حيث تخفض كل سيجاره في المتوسط اليومي وزن المولود بمعدل 20 جراما، وتقلل التدفق الدموي في المشيمة لمدة‏ 15‏ دقيقة، مما يتسبب في زيادة معدل ضربات قلب الجنين، وقلة وصول الأكسجين إليه بنسبة‏ 40 في المائة، وذلك يؤثر بالتالي على نموه فيصبح وزنه أقل‏.‏