لم يتخيل أحد أولياء الأمور يومًا أن عدد السيارات التي يمتلكها أو نوعها ربما تكون عاملا حاسمًا في ضم أحد أطفاله إلى مدرسة خاصة، لتصبح أسئلتها أصعب من مرحلة الثانوية العامة، والجديد أنه يتم إلحاق الأطفال بأكاديمية لتدريبه على أسئلة الإنترفيو الخارقة حتى وإن كان عمره لم يتجاوز 4 سنوات.
وتتزايد الدهشة مع معرفة أن المكان الذي تقضي به الأسرة عطلتها الصيفية، تمثل عنصرًا حاسمًا في قبول المدرسة لطفلها أم لا، ثم بدأت هذه الأسئلة تتطرق إلى أمور مرتبطة بالحياة الشخصية.
تأخر الحمل
«دنيا - ولية أمر» قالت إنها خلال المقابلة الشخصية تم توجيه أسئلة لها عن أسباب تأخرها في الحمل، وهو ما وقع عليها كالصاعقة ولم تجد ردًا مناسبًا لهذا السؤال.
مهزلة كبيرة
فيما أكدت «أسماء عطية - ولية أمر» أن ما يحدث في المقابلات الشخصية بالمدارس، هذه الأيام، «مهزلة» بكل ما تحمل من معاني، مطالبة بسؤال هذه المدارس عما سيقدمونه لهم ولأطفالهم مقابل المبالغ الكبيرة التي سيحصلون عليها.
عدد السيارات
وذكرت علا عادل أنهم أثناء هذه المقابلة سألوا ابنها عن عدد المرات، التي قاموا فيها بقضاء إجازة الصيف خارج مصر، وعن عدد السيارات لديهم ونوعها.
مشوار مهم
بينما لفتت «فيروينا رفعت» إلى أنه تم سؤالها خلال الإنترفيو عن «مشوار» مهم ستقوم به هذا الأسبوع، وسؤال آخر عن أسوأ مطعم تناولت به الطعام.
بيزنس الملايين
وقالت «أمينة سالم - مديرة إحدى المدارس الدولية سابقًا» إنه في السابق كان الهدف من المقابلات الشخصية هو معرفة الطالب الطبيعي من الطالب ذو حالة «الدمج أو التوحد»؛ لكن الموضوع تطور لمجرد بيزنس لأنه كي تجتاز الإنترفيو لابد من ملء «أبليكيشن»، ودفع مبلغ يتراوح ما بين 500 إلى 2000 جنيه، حسب المدرسة.
وأضافت «سالم»: «هذه المبالغ لا ترد في حالة رفض الطفل، وعدد الطلاب الذين تقدموا يتراوح ما بين 1000 إلى 2000 طالب أي أن هذه المدارس تجمع ما بين 500 ألف جنيه و4 ملايين جنيه، خلال التقديم فقط، في حين لا يقبل سوى 50 طالبًا فقط.
وأكدت سالم أنه لابد على الطفل كي يجتاز هذه المقابلة أن يكون على علم بـ«العربي والحساب والنباتات والحيوانات والألوان ولغات»، كل هذا وهو طفل لم يتعد الأربعة أعوام، بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية.
مخالفة قرارات «التعليم»
وقبل فترة، أصدرت وزارة التربية والتعليم قرارًا بأنه في حالة عدم قبول الطالب بالمدرسة، لابد من رد أي مبالغ قام ولي الأمر بدفعها، وفي حالة قبوله لابد أن يحسب هذا المبلغ المدفوع من مصاريف المدرسة، مشددة على تنفيذ هذا وإلا ستوضع المدرسة المخالفة تحت الإشراف المالي والإداري.
ولكن الواضع والواقع أن هذه المدارس ضربت كلام الوزارة عرض الحائط، وأصبح مشروع المدارس الخاصة الآن أكثر المشاريع الرابحة.