الحريري يتراجع عن استقالته بعد 18 يوماً

صورة من رويترز
صورة من رويترز
تراجع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، عن استقالته بعد مرور 18 يوماً، أثارت الجدل حول أسباب الاستقالة داخل لبنان وخارجها.

أعلن الحريري الأربعاء 22 نوفمبر، تريثه في المضي بتقديم استقالته رسميا بعد مرور 3 أسابيع على إعلانها.

وقال رئيس الوزراء اللبناني إن القرار جاء نتيجة مشاورات مع الرئيس ميشال عون.

وأضاف الحريري «عرضت اليوم استقالتي على الرئيس عون وطلب التريث والاحتفاظ بها لمزيد من التشاور فأبديت تجاوبا»، واستكمل «أتطلع إلى شراكة حقيقية من كل القوى السياسية في لبنان لتقديم مصلحة البلاد العليا على أي مصالح أخرى».

وكان الحريري أعلن في فيديو مسجل من الرياض استقالته، في ظهيرة الرابع من نوفمبر، أورد خلال زعيم تيار المستقبل خلال كلمته العديد من الأسباب بعضها تلميحاً والآخر تصريحاً، فإيران والتي أشار إليها بوصف «أيادي تعبث بأمن المنطقة» لديها رغبة جامحة في تدمير العالم العربي، وأكد رفضه استخدام سلاح «حزب الله» ضد اللبنانيين والسوريين، مشيرًا إلى أن «تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربي».

أما تصريحاً؛ فجاء في خوفه من التعرض إلى الاغتيال، مثل والده رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 فبراير 2005، قائلا:«لن نقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة»، واستشهد الحريري بمحاولة فاشلة لاغتياله، الأمر الذي نفاه الأمن اللبناني جملة وتفصيلاً.

فبعد أن أعلن سعد الحريري، بدأت حروب التصريحات المتواترة من الجبهتين، الاتهام الأول: المملكة أجبرت الحريري على الاستقالة، أما الاتهام الثاني فهو أن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل وزعيم تيار المستقبل محتجز في الرياض، ونفت الرياض الاتهامين في أكثر من مناسبة.

قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، في أكثر من تصريح له عقب استقالة رئيس وزرائه إن الحريري محتجز في السعودية، الأمر الذي أكده بعدها بأيام في تغريدة على موقع تويتر.


أضاف عون «إننا نعتبر ذلك عملاً عدائياً ضد لبنان مضيفا أن الحكومة غير مستقيلة وعودة الحريري لها علاقة بالسيادة الوطني». 

في محاولة منه لإطفاء النار التي اندلعت في الأوساط السياسية ليس في لبنان وحدها، لكن أيضاً في دول عربية أخرى، أجرى الحريري لقاء تليفزيونياً على الهواء مباشرة، مع قناة تليفزيونية تتبع تياره السياسي، قال إن الملك سلمان بن عبدالعزيز، يعامله مثل ابنه، وأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يكن له كل التقدير والاحترام، وأضاف أن هناك أمور كثيرة لا يعلمها الكثير.

وأضاف الحريري أن له مهمة أساسية هي الحفاظ على لبنان، وتابع الحريري «لا يهمني حياتي، وسعد الحريرى يضحى بحياته، وإذا مت لا يهمنى، ويهمنى البلد، رفيق الحريرى مات وكان همه البلد، وسعد الحريرى لو حدث له شيء لا يهم، والمهم إن البلد يظل بخير».

وبعد أن أعلن الحريري موافقته على دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة فرنسا، اعتبرت الأوساط اللبنانية وخاصة الرئيس اللبناني ميشال عون، موافقة الحريري بداية لحل الأزمة وتهدئة الأوضاع.

وبالفعل كما وعد الحريري، فبعد أن أنهى زيارته لفرنسا، قام بزيارة قصيرة لم تستغرق الساعات لمصر، ثم عاد لبلده الأصلي لبنان، واستجاب لطلب الرئيس ميشال عون بالتريث في الاستقالة والاحتفاظ بها».