«بشائر الخير في بركة غليون».. مصر تنفذ أكبر مشروع للاستزراع السمكي بالشرق الأوسط

منتجات بركة غليون
منتجات بركة غليون
حرصت الدولة علي وضع إستراتيجية قومية لتحقيق الأمن الغذائي من خلال التوسع في إنشاء مشروعات الإنتاج الزراعي والحيواني والأسماك لسد الفجوة الغذائية ودعم الاقتصاد القومي.

وتحتل مصر المركز السابع عالمياً في الاستزراع السمكي طبقاً لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة «FAO» كما تحتل المركز الأول إفريقيا في إنتاج الأسماك، وبلغ إنتاج جمهورية مصر العربية من الأسماك «1.5» مليون طبقاً لأخر كتاب إحصائي 2016 صادر عن الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، كما بلغ حجم الواردات من الأسماك 236 ألف طن تقريباً بنسبة 16% من الإنتاج العام.

ويعد المشروع القومي للاستزراع السمكي بـ «بركة غليون» بكفر الشيخ، واحداً من أهم المشروعات الطموحة التي خطت بها الدولة بخطي واسعة في هذا المجال، حيث يعد الأول من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، وقد تم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للنهو من المشروع بعد عقد سلسلة اجتماعات مع ممثلي الشركات القائمة على المشروع وعددها 52 شركة وطنية خالصة، لتذليل كافة العقبات من أجل إنجاز المشروع القومى العملاق، الذي سيضع محافظة كفر الشيخ على الخريطة الاستثمارية.

كما أن المشروع يؤدي إلى زيادة الثروة السمكية في مصر إلى 75% بما يمكن من توفير احتياجات السوق المحلى وتصدير الفائض لتوفير العملة الصعبة، وتم إقامة المشروع في مرحلته الأولى على مساحة 3500 فدان، وذلك خلال عام ونصف، كما أن المرحلة الثانية تبلغ 3500 فدان، كذالك المرحلة الثالثة 3500 فدان.

وتم إنشاء المشروع على أعلى مستوى وفقاً لمعايير الاتحاد الأوروبى، بعد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية وعمل دراسات الجدوى اللازمة للمشروع، ومراعاة كافة الاشتراطات البيئية للحفاظ على البيئة، والانتهاء من كافة أعمال الربط لشبكات البنية التحتية من المياه والصرف الصحى والكهرباء.
 
الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية

تعد الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية أحد أبرز الشركات الوطنية التي أنشئت حديثا بهدف تنمية الثروة السمكية في مصر وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك من خلال تنفيذ العديد من مشروعات الإستزراع السمكي، من أهمها مشروع إنشاء المدينة السمكية الصناعية «غليون» بمحافظة كفر الشيخ، كأحد المشروعات التنموية المتكاملة والطموحة.

تفاصيل مشروع المزارع السمكية بـ «بركة غليون» بكفر الشيخ

تم إقامة المشروع القومي للاستزراع السمكي بـ «بركة غليون» بكفر الشيخ علي مساحة 4000 فدان تقريباً ويبلغ عدد العمالة اليومية خلال فترة إنشاء المرحلة الاولي للمشروع 5000 عامل وفني ومهندس، كما بلغت عدد المعدات والآلات 1700 مُعدة ثقيلة / اليوم، وبلغت إجمالي كميات الحفر والردم حوالي 16 مليون م3، وهو يساوي 6 أهرامات من «الهرم الاكبر»، كما بلغ إجمال وزن كميات الحديد حوالي 13 ألف طن وهو مايزيد عن وزن الحديد ببرج «إيفل» بفرنسا.

يتكون المشروع من مفرخ «أسماك – جمبري» علي مساحة 17 فدان بطاقة 20 مليون «أصبعية» أسماك بحرية / 2 مليار «يرقة» جمبري، ومزرعة إنتاج الأسماك البحرية بإجمالي 453 حوض تربية.

كما يوجد 155 حوض تحضين "50*150" بطاقة إنتاجية "3000" طن أسماك / دورة تقريباً، ومزرعة إنتاج الجمبري 655 حوض تربية 50*50م والأحواض ذات صرف مركزي ومبطنة بمشمع بولي ايثيلين علي الكثافة HDPE بطاقةانتاجية 2000 طن جمبري / دورة تقريباً، ومزرعة أنتاج اسماك المياه العذبة بعدد 83 حوض 100م*200م بطاقة إنتاجية 200 طن.

منشآت المشروع

يضم المشروع مركز أبحاث وتطوير وتدريب علي مساحة 700 م ويتكون من «معمل جودة المياه - معمل الغذاء الحي - وحدة الإرشاد والتدريب -معمل بيولوجية الأسماك - معمل صحة وأمراض الأسماك – معمل تركيب وجودة الأعلاف».

كذلك تم إنشاء مصنع إنتاج «أعلاف الأسماك والجمبري» ويضم مصنع أعلاف الأسماك البحرية علي مساحة 1518م2 بطاقة إنتاجية 120 الف طن سنويا، ومصنع أعلاف الجمبري علي مساحة 567م2 بطاقة إنتاجية 60 ألف طن سنوياً، ومصنع عبوات الفوم علي مساحة 1200 م2 لإنتاج عبوات مختلفة الأحجام من «الفوم» لتداول جميع منتجات الأسماك والجمبري للأسواق الداخلية والتصدير بطاقة انتاجيه "900/1500" كجم / يوم، ومصنع الثلج علي مساحة 448 م2، وبطاقة إنتاجية 40 طن ثلج مجروش / يوم، 20 طن ثلج بلوكات / يوم.

وتضم المدينة السمكية الصناعية غليون أكبر مصنع تجهيز الأسماك والجمبري في الشرق الاوسط علي مساحة19695 م2 ويشتمل علي مصنع منتجات الأسماك: «مبردة – مجمدة – فيليه – مطهية – نصف مطهية – مصنع ، مصنع منتجات الجمبري : مبرد – مجمد – مقشر – مصنع – مطهية – نصف مطهية»، وذلك بطاقة إنتاجية "100" طن / يوم .

تبادل الخبرات بين مصر والصين

حرصت الإدارة القائمة على المشروع على إرسال عدد كبير من العاملين بالمشروع للتدريب بالصين لنقل الخبرات والتعرف على آخر الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة فيما توصل إليه الجانب الصينى فى مجال الاستزراع السمكى، ومن المنتظر إنشاء مركز تحكم بالكمبيوتر للمراقبة والتحكم فى العمل بكل المنشآت للمشروع لمتابعة سير العمل بها ولضمان عدم حدوث أية أخطاء بالمشروع القومى.

ويعد المشروع القومى للاستزراع السمكى من أكبر مشروعات الشراكة مع الجانب الصينى والأضخم من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ويضم 1296 حوضاً، بالإضافة إلى 3 محطات رفع، فضلا عن وجود مصارفمكشوفة ومواسير للصرف ومحطات لرفع المياه العذبة بطاقة 20 الف م2، فضلا عن وجود 10 ورش لتربية الجمبرى واليرقات.

الهجرة غير الشرعية

يقام المشروع في مرحلته الأولى بمنطقة "بركة غليون" التى تعد منطقة حدودية كانت منطلقاً للراغبين من الشباب فى الهجرة بطرق غير شرعية عبر البحر المتوسط الى الدول الأوربية، ويهدف المشروع الى استغلالها لتصبح نقطة الانطلاق للتنمية بمنطقة شمال غرب الدلتا، كما أن المشروع يقضى على الهجرة غير الشرعية في المنطقة التي هي محطة عبور نحو أوربا.

إنشاء أسطول للصيد في المياه الإقليمية والدولية


قال اللواء حمدي بدين رئيس مجلس إدارة «الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية»، أن الشركة تتولي تنفيذ العديد من المشروعات الهامة في مجال الاستزراع السمكي بالتعاون مع وزارة الزراعة والعديد من الأجهزة المعنية بالدولة والتي تمثل طاقة إنتاجية جديدة تسهم بعد تشغيلها في زيادة الناتج المحلي.

وذلك عن طريق تطوير وتنمية البحيرات والتوسع في الاستزراع السمكي وإدخال أنظمة جديدة للاستزراع عن طريق الأقفاص البحرية والاستزراع المكثف من خلال مشروع المدينة السمكية الصناعية «غليون» بمحافظة كفر الشيخ ومشروعي المزرعة السمكية والأقفاص السمكية البحرية بمنطقة «شرق التفريعة» ومشروع المزرعة السمكية «مثلث الديبة» بمحافظة بورسعيد، ومشروعي إستزراع التونة بكلا من «مرسي جرجوب» محافظة مرسي مطروح، و«الزعفرانة» بمحافظة البحر الأحمر.

وكشف أنه تم «إنشاء أسطول للصيد في المياه الإقليمية والدولية» والتي من المتوقع أن تساهم إنتاجية مشروعات الشركة في تخفيض وارادت الأسماك بنسبة 27% تقريباً.

محافظ كفر الشيخ

أكد اللواء السيد نصر محافظة كفر الشيخ أن «المدينة السمكية الصناعية» بـ «غليون» ساهمت بشكل كبير من تغير «دموجرافية» منطقة غليون وتحويلها من منطقة أكثر احتياجا وبؤرة لمخالفة للقانون ومنفذ للهجرة غير الشرعية إلي مدينة صناعية متكاملة توفر الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للصيادين وخريجي الجامعات من أبناء كفر الشيخ والمحافظات المجاورة لها.


دكاترة ومتخصصون يتحدثون

أكد الدكتور «محي الدين عبد الفتاح» أستاذ الكيمياء العضوية بجامعة قناة السويس والمشرف علي المنظومة العلمية والبحثية بالمشروع علي أهمية المشروع الذي يعد الأضخم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط ونقطة إنطلاقة رائدة لمستقبل الاستزراع السمكي المبني علي أسس عالمية، مشيدا بما يضمه المشروع من طاقات شبابية ووطنية مبدعة من مختلف التخصصات العلمية والبحثية لدعم وتطوير هذا القطاع الحيوي من المشروعات لتحقيق أعلي إنتاجية لخدمة أبناء الشعب المصري.

ومن جانبها، فسرتا الدكتورة «هبة حسن» والدكتورة «هند كرم»، الباحثتين بمعهد بحوث صحة الحيوان التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، وجودهما بمركز الأبحاث والتطوير، بأنهما يساعدان المتواجدين في المركز للحصول على شهادة "الايزو" التي تؤكد على جودة جميع الاختبارات التي تتم في المعامل سواء للأبحاث أو التطوير بما يضمن أن كل الاختبارات التي تتم على المنتجات صحيحة بجودة تماثل الجودة العالمية أو الدولية.

ومن داخل وحدة الاستزراع المكثف أوضح القائمين عليها وهم من شباب الخرجيين من مختلف الجامعات المصرية أنها تعتمد على تدوير المياه بحيث يمكن استخدام نسبة مياه قليله على مساحة صغيرة وهو أسلوب مستحدث في مصر نتيجة الأماكن التي يوجد بها ندرة في المياه

فيما قالت الدكتورة «سامية علاء» رئيس قسم التغذية بوحدة الإنتاج المكثف، إن هدف الوحدة تقليل عدد الأيام عن الاستزراع العادي بحيث تصل مدة حجم السمكة المثمنة إلى 100 يوم، وأن الوحدة تعمل طوال العام بأقل كمية ماء على عكس الاستزراع العادي.

بدروها، شرحت الدكتورة «مها محمد حامد» رئيس قسم التربية بوحدة المكثف، كيفية التحاقها بالمشروع، حيث قالت أنها جاءت بعد علمها بأن المشروع يطلب عاملين للعمل به، حيث قمت بالفعل بتقديم الأوراق المطلوبة وبعد فترة تلقيت تليفون للحضور لإجراء الاختبارات المتعلقة في مجال تخصصي، وتجاوزت كل هذا وتم تعييني بالمشروع.

قالت «رانيا عصام»، طبيبه بيطرية، أنها التحقت بالعمل بمشروع الاستزراع السمكي فى «وحد المكثف للإنتاج »،وما تقوم به من عمليات مختلفه للوصول لأقصى معايير الجودة للإنتاج، مؤكدة علي أن الشركة الوطنية للاستزراع السمكي والتنمية المائية ترتقي لأعلى موصفات الإنتاج لتوفير كل وسائل الجودة للمستهلك وسلامه جميع المراحل حتى تصل للمواطنين.

وقدم مدير مصنع السمك والجمبري شرحا توضيحيا للمراحل التي يمر بها تصنيع السمك بداية من الفرز وصولا إلى عملية التغليف ووضعه في ثلاجات، مشيرا إلى أن القوى الإجمالية للمصنع 1200عامل.

الصيادين وشباب الجامعات العاملين في المشروع يتحدثون

استعرض عدد من الصيادين وشباب الجامعات العاملين في المشروع كيفية التقدم والالتحاق بهذا المشروع الطموح وتجربة البعض في محاولة الهجرة غير شرعية ، معبرين عن سعادتهم بهذا المشروع الذي يوفر فرص العمل الثابتة وتحقيق الاستقرار المادي والاجتماعي .

«محمد مسعد»، شاب لم يتجاوز من عمره الثمانيه عشر عام، حاول أكثر من مرتين السفر عن طريق «الهجرة غير الشرعية» من خلال أحد أصحاب القوارب التى كانت تمر بـ «رشيد»، وتحمل أبناءنا لطريق الموت، واجتاز الطريق فى إحدى المحاولات، إلا أن السلطات الإيطالية تمكنت من ضبط مجموعه من الشباب، وقامت بترحيلهم إلى مصر مرة أخرى.

تحدث «مسعد» عن سابقيه من مشاهد الهجرة وما كان يتم فى «بركة غليون»، حيث قال: «كانت صحراء، لا أحد يستطيع المرور بها، أما الآن ، أنا أعمل بأحد منشآت المنطقة الصناعية للشركة الوطنية لتمنية الثروة السمكية والموارد المائية، ولا أحد يستطيع الحلم بأن تعمر هذا المنطقة، وأننى حاولت الهجرة سعيا وراء الرزق، إلا أاننى الآن عامل وأستطيع الكسب دون مخاطرة الموت، ويعمل معي أصدقاء لي من كفر الشيخ ومن البحيرة والإسكندرية».

من جهة خري، أشار «السيد سالم»، من قرية «مطوبس»، ومشرف بمصانع «غليون» للأسماك بكفر الشيخ، أنه يعمل مشرف عام بإحدى مصانع أكبر منطقه صناعية للاستزراع السمكي بالشرق الأوسط فى وأكد على أهميه المشروع لأهالي كفر الشيخ ومصر موضحا: «مشروع مصري ناجح وهيكبر وسيعم الخير على مصر كلها، ولا يستطيع أحد قول أنها بركة غليون الآن، خاصه بعد ما تم من تغير فى البنية التحية وتعميرها وتأثير ذلك على كفر الشيخ».

وفي ذات السياق، أوضح «كريم محمد» عامل من الاسكندرية، أنه قدم ورقه للعمل في المزارع المسكية التي بنيت في بركة غليون وقدم ورقع للشركة الوطنية للاستزراع السمكى، والتحق فعليا فى أقل من 48 ساعة، مضيفا: «المنطقه منذ عام كانت طريق الموت لأنها معبر للهجرة غير الشرعية والتى اختلفت الآن بأنها خليه نحل للعمل والإنتاج».