رغبة جامحة عصفت بالمحامية وصديق شقيقها، بحثًا عن المال بأي طريقة ولو كان سبيله الخيانة والغدر، ذهب عقلهما وتحجر قلبهما، وعقدا صفقة على شرف شقيقتها الصغيرة.
سطرا جريمتهما بعقل هائم، ومداد قاتم، دماء تراق وأجساد إلى الموت تساق، وما عاد ينفع الندم، ولا العقاب يشفي الصدور.
أسدل الليل ستائره، وتلألأت النجوم في السماء وغمر الظلام الأرض الزراعية بينما يجلس الصديق الشيطان وشقيق المحامية يتبادلان أطراف الحديث وسط الزراعات التي تعانقت أغصانها، وامتداد اخضرارها على مدى البصر، ولم يكن يعلم الشقيق ماذا يخبئ له القدر؛ حيث انتفض الصديق الشيطان وسدد له عدة ضربات متتالية فوق رأسه بقطعة من الحجر أسقطته جثة هامدة انفجرت منها الدماء تجري فوق الحصى الطينية بهدوء وتعرجات.
لم يرحم تأوهاته وأنين آلامه، وبدا وكأنه يحمل بين جنبيه قلب من صخر، ولم يكتف بذلك بل أشعل النيران في جثته، والتي بدا زفيرها وأجيجها ينطلق غضبًا، وبسرعة شديدة، هرول مسرعًا، بين الأشجار وتركه يلاقي مصيره.
وفي صبيحة اليوم التالي، أشرقت الشمس فاردة أشرعة نورها، اكتشف أحد الفلاحين الجثة المتفحمة، وتجمع أهل القرية على مشهد تقشعر له الأبدان، وجاء دور رجال المباحث الذين دأبوا على حل اللغز والقبض على الجاني، قبل أن تظهر المفاجأة على رأس الجميع كالصاعقة بعدما تم القبض على الصديق الشيطان الذي تبين أنه اتفق مع شقيقة المجني عليه التي تعمل محامية على التخلص من شقيقها، ووعدته بزواجه من شقيقتها الصغرى التي يعشقها، ولوجود خلافات بينها وبين الشقيق المجني عليه بسبب الميراث.
تم تحرير المحضر اللازم بمركز شرطة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، وأحيل الصديق المتهم إلى النيابة التي تولت التحقيقات.
