حمايا «بصاص»

بنبرات صوت هادئة، ووجه تعلوه حمرة الخجل وقفت الزوجة الشابة أمام مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، تروي مأساتها مع والد زوجها الذي وصفته بالمراهق.


استطردت الزوجة، قائلة: «تحول عش الزوجية إلى جحيم، خاصة بعدما خرج حمايا على المعاش، واضطرتني الظروف أن أتزوج في منزل العائلة، وبعد مرور شهر العسل، اكتشفت أشياء كثيرة أصابتني بالفزع والخوف من 
المستقبل؛ حيث زوجي لا يمكنه اتخاذ قرار أو فعل شيء إلا بأمر من والده ليس ذلك فحسب، وبمرور الأيام فوجئت بحمايا يتوسط غرفة نومي وينظر إلي بنظرات تفحص وتمعن أثناء نومي، انتفضت من فوق سريري، وتملكتني 
رعشة شديدة من تصرفه هذا، وتساءلت كيف جاءت بك الجرأة أن تفعل ذلك وتقتحم غرفة نومي، جاءت إجابته ببرود شديد بأنه يمتلك مفتاح للشقة بل يحمل أيضا مفتاحا لكل شقة بالعمارة؟».


واصلت الزوجة حديثها، قائلة: «انتظرت عودة زوجي من عمله معتقدة بأنه سيضع حدًا لتصرفات أبيه؛ لكن وقعت المفاجأة على رأسي كالصاعقة عندما أخبرني بأن والده رجل مسن، وهذا أمر عادي، وعلي أن أتقبل 
ذلك، وأنهم جميعاً يحترمون رغباته، ولا يقدر أن يطلب منه عدم دخول الشقة».


وأكملت: «فما كان مني إلا أن قمت بتركيب (ترباس)، وبعد أن أنجبت طفلي الذي لم يكمل عامه الأول، وفي أحد الأيام وأثناء انشغالي به نسيت أن أغلق الباب، وغلبني النعاس، فوجئت به هذه المرة يقترب مني ويتحسس 
جسدي بيديه، انطلقت مني صرخات لا إرادية هرول على إثرها مسرعًا، وما كان من زوجي إلا أن أهانني واتهمني بتشويه صورة والده، وأنه لم يقف أمامه في يوم من الأيام مهما كان السبب».


واختتمت حديثها: «تركت المنزل، وأخبرت عائلتي بما أعانيه من والد زوجي المراهق، وطلبوا من زوجي أن يقوم بإعداد شقة أخرى للعيش بعيدًا عن منزل العائلة، أو يطلقني، لكنه باعني واشترى أباه المراهق، لذا أتقدم برفع 
دعوى طلاق، مع الاحتفاظ بجميع حقوقي، ورغبتي في العودة إليه بشرط توفير مسكن آخر بعيدًا عن حمايا البصاص».