اكد الخبراء العسكريون أن المهلة التي اقترحها الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي للقوى السياسية والدولة للوصول إلى توافق قبل دخول البلاد لنفق مظلم . وقد انتهت دون اى جدوى وهو ما سيزيد المشهد السياسي تعقيدا خلال الأيام القادمة وينذر بشبح ازمة سياسية طاحنة . وطالب الخبراء بضرورة أن تنبذ كل القوى السياسية العنف وتتوقف الجماعة الإسلامية عن حشد أنصارها وشحنها ضد المعارضة. في البداية يقول اللواء سيد هاشم المدعى العسكري الأسبق والخبير الاستراتيجي أن المهلة التي منحتها القوات المسلحة للمعارضة والحكومة للوصول إلى حلول تمنع دخولنا في نفق مظلم قد انتهت دون أن يحدث اى تطور مجد على ارض الواقع مشيرا إلى إننا شهدنا خلال الأيام الماضية المزيد من المشاحنات وأعمال العنف وسقوط ضحايا وشهداء دون أن يتحرك العقلاء في هذا البلد .  وقال إن الدولة تركت الأمور إلى المواجهة المباشرة وحشد الطرفين للدخول في معركة لاستعراض القوى ويفترض كلا الجانبين إنهما الطرف الأكبر والأكثر وهو ما قد يقودنا إلى سيناريوهات دموية سيتم على أثرها تدخل القوات المسلحة لمنع تفكك الدولة وإراقة دماء المواطنين الأبرياء . وأضاف المدعى العسكري الأسبق إن توقع ما سييحدث غدا أو بعد غد هو أمر ليعلمه إلا الله لان غضب الجماهير مثل العواصف قد تكون قوية ومؤثرة أو ضعيفة لا خوف منها وطالب هاشم كل القوى السياسية بنبذ العنف وعدم شحن أنصار الجماعات الإسلامية ضد المتظاهرين المعارضين للرئيس لان ذلك سيقودنا إلى الاقتتال وإسالة بحور من الدماء سيتحمل نتائجها الرئيس وحكومته . ويرى اللواء حسام سويلم المدير الأسبق لمركز البحوث والدراسات الإستراتيجية أن اقتراح القوات المسلحة بالتوافق خلال الأسبوع الماضي لم يلق قبولا لان جماعة الإخوان المسلمين تفتقد إلى الآلية والقدرة على الحوار .  وحول رؤيته لمظاهرات اليوم قال سويلم أن اليوم هو يوم الحشد لكل المصريين لحين إزالة النظام وأعني هنا بالنظام هو نظام الحكم ككل فلن يجدي تغيير الحكومة ولا بديل عن تغيير النظام .. وأضاف أنه لو كان الرئيس يريد التنازل لكان قد قدمها في حواره الأخير مشيراً أن المصريين لن يقبلوا أي تنازل والمطلب الوحيدة هو الرحيل . فيما قال اللواء كمال عامر مدير المخابرات الحربية الأسبق أن اليوم يعد فاصل جديد في حياة المصريين ويتمنى أن يشهد توافقاً وتكاتف وطني.  واما دعوات الحشد والمخاوف من العنف في تظاهرات اليوم أكد عامر أن العنف لم يكن أبداً من شيم المصريين والقوات المسلحة مسئولة عن أمن مصر ككل .. ولا تتدخل مع طرف ضد طرف .. فهي تضع نصب أعينها الأمن القومي المصري فقط . وأشار عامر أن الدعوة للحوار كانت يجب أن تكون من جانب الرئاسة وأن تكون دعوة صادقة لإحتواء الأزمة ولا مانع من تقديم تنازلات من الطرفين حتى نعبر بسفينة الوطن إلى بر الأمان .. مطالباً جميع القوى السياسية بتغليب مصلحة مصر على مصالحهم الخاصة وألا يدعوا الشباب للعنف وهم يجلسون في استوديوهات الفضائيات . ومن جانبه أوضح اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق أن تظاهرات اليوم لن تنتهي قبل رحيل النظام .. مشيراً أن رحيل الرئيس مرسي لن يكون بالأمر السهل .. لأن الرئيس تدعمه جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها ولن تسمح بأن يرحل أحد  أبنائها من السلطة بعد سنوات من محاولة الوصول إليها .. وأكد سعيد أن القوات المسلحة مسئولة عن حماية المنشئات الحيوية والهامة فقط .. وتقف دائما مع الشرعية ولكن الشرعية ليست كما يفسرها أنصار الرئيس بأنها الشرعية الدستورية فقط .. ولكن تعريف الشرعية هي نظام حكم يقبله الشعب ويؤيده .. والكلمة هنا للشعب المصري هل أرتضى بحكم الرئيس مرسي أم لا ؟ وأشار سعيد أنه في حالة استمرار التظاهرات من جانب الرافضين لحكم الرئيس مرسي فإنه لن يرحل في يوم وليلة ولكن إذا ما استمر الاعتصام لفترة طويلة ربما أكبر من فترة الـ18 يوم التي قضاها مبارك في الحكم بعد تظاهرات 25 يناير وحتى رحيله في 11 فبراير . وأشار اللواء حمدي بخيت الخبير الإستراتيجي والعسكري أنه يجب أن يستمع الناس لصوت العقل .. ولكني لا أرى شيء اليوم سوى سيناريو الصدام في ظل حشد كلا الطرفين لأنصاره .. مؤكداً أن القوات المسلحة أعلنت موقفها أنها مع إرادة الشعب ولن تتخلى عن شعبها وتعمل على الحفاظ على أمن واستقرار البلاد .. موضحاً أن العنف من أي طرف لن يقابل إلا بالعنف من الطرف الأخر .