ننشر نص كلمة الرئيس السيسي بالمؤتمر المشترك مع نظيره الفرنسي بباريس

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم إنه اتفق والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية لمعالجة أوجه القصور في مكافحة الإرهاب.

وأضاف السيسي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الفرنسي في باريس :"لقد تناقشت اليوم مع الرئيس ماكرون حول سبل مكافحة الإرهاب الآثم الذي عانت مصر وفرنسا من شروره وأصبح يهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية ويعد التحدي الأكبر لجهودنا في تحقيق التنمية".

وتابع:"تناولنا أيضا تطورات الأوضاع في ليبيا والتي يمثل تحقيق الاستقرار والأمن بها أهمية خاصة لكلتا الدولتين في ظل تأثيره المباشر على الأمن القومي المصري والفرنسي ومنطقة البحر المتوسط".

وقال: "كما تناولنا الجهود المصرية الناجحة في تحقيق المصالحة الفلسطينية وأهمية استعادة الزخم لاستئناف عملية السلام، وكذلك تطورات الأوضاع في سوريا والعراق ومنطقة الساحل والصحراء بالقارة الإفريقية ، وتبادلنا الرؤى حول سبل المعالجة الشاملة لظاهرة الهجرة غير الشرعية فضلا عن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي عقب توقيع وثيقة أولويات المشاركة لتعزيز التعاون بين الجانبين في يوليو الماضي".

وتابع قائلاُ: "أنني لعلى ثقة بأن لقاءنا اليوم سيكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة لتعزيز التعاون والشراكة بين بلدينا، كما أؤكد لكم حرصنا على الاستمرار في التنسيق والتشاور من أجل متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وترجمته على أرض الواقع بما يساهم في تطوير علاقاتنا المشتركة على كافة الأصعدة.

وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن شكره وتقديره لحسن الاستقبال الذي لاقاه منذ الوصول إلى فرنسا التي تربطها ومصر علاقات تاريخية ممتدة وشراكة قوية في شتي المجالات ما يعكس حالة الزخم التي تشهدها العلاقات الثنائية والمستوى الرفيع من التنسيق إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وقال السيسي:"إننا تباحثنا اليوم مع الرئيس الفرنسي حول سبل تعزيز أوجه التعاون بين البلدين على مختلف الصعد السياسية والإستراتيجية والاقتصادية والثقافية، حيث اتفقنا علي تكثيف التشاور والتنسيق إزاء القضايا ذات الأولوية لبلدينا".

وأضاف: إن محادثتنا اليوم أكدت الأساس القوي الذي نستند إليه في العمل على مواصلة الارتقاء في شتى مجالات التعاون إلى أفاق أرحب بما يحقق المصالح المتبادلة لشعبينا.

وتابع السيسي: إن العلاقات الثنائية في شقها الاقتصادي حازت بأولوية كبرى خلال مباحثاتنا اليوم حيث تعرضت مع الرئيس ماكرون إلى ما تم تنفيذه من برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري وما حققه من نتائج إيجابية في استعادة معدلات النمو المرتفعة والزيادة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة ، وإجراءات تدعيم شبكة الحماية الاجتماعية للطبقات الأكثر احتياجا فضلا عن توفير العديد من الفرص الاستثمارية خاصة في إطار المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها مصر وتحظي باهتمام من دوائر الأعمال الفرنسية.

وقال: "إننا شهدنا مراسم التوقيع علي مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وإعلانات النوايا بخدمة تبلغ حوالي 400 مليون يورو في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والبنية الأساسية والحماية الاجتماعية والنقل بمختلف فروعه البحرية والبرية ومترو الأنفاق".

وأشار السيسي إلى أن الملف الثقافي والتعاون في المجالات السياحية والتعليمية كان حاضرا في محادثات اليوم حيث تم الاتفاق على إعلان عام 2019 "عاما للثقافة والسياحة المصرية الفرنسية" ليعكس عمق الروابط الثقافية والحضارية المشتركة خاصة في دور الاهتمام الفرنسي الكبير الذي نقدره ونعتز به من حضارات مصرية في مختلف مراحلها التاريخية لاسيما الفرعونية ، فضلا عن تزامن هذا العام مع الذكرى الـ150 لافتتاح قناة السويس والتي تحظي تنمية محورها بأهمية كبري في خطط الحكومة المصرية منذ ازدواج الممر الملاحي للقناة عام 2015 ليكون هذا المحور أكبر منطقة للخدمات اللوجيستية المتكاملة في الشرق الأوسط.

واختتم الرئيس كلمته قائلا: "في الختام يطيب لي أن أجدد لكم فخامة الرئيس الدعوة لزيارة مصر في أقرب فرصة لمواصلة التنسيق المشترك بما يسهم في تحقيق ما نصبو إليه من تطوير مجالات التعاون المختلفة ويحقق مصالح الشعبين الصديقين .. وشكرا لكم فخامة الرئيس".