أسرار تركها المصري القديم لنا نحن أحفاده، منذ آلاف السنين، طوّرها بإمكانيات ضعيفة، وبإرادة قوية، تاركا إرثاً كبيراً، في الأرض والماء وحتى الجبال، ففي الأقصر، توجد أحجار تحيط بمقابر الفراعنة، تحفظ سرهم، ولا تبوح به إلا لأحفادهم.


أحجار «الألباستر، التي لا يعرف أسرار صناعتها إلا أهل الأقصر، حيث يجلبون الحجر، ويهذبونه، وينحتونه، ليتحول إلى تحفة فنية، حيث تتواجد ورشهم في البر الغربي بالأقصر.

تحتكر مصر صناعة الألباستر، حيث لا توجد تلك الأحجار في مكان آخر، والألباستر هو نوع من المعادن الخام البيضاء كما يوجد عدة ألوان، ناعم الملمس ويتميز بصلابته وشدة بياضه عند وجوده طبيعيا، بالإضافة إلى سهولة تطويعه وتشكيله، واستخدمه المصريون القدماء في نحت التماثيل وصنع أدوات الزينة.
وتعني الألباستر باللغة المصرية القديمة الوعاء أو المزهرية الخاصة للآلهة «باستيت».

يقول "محمد" أحد العاملين بصناعة الألباستر: «نقوم بإحضار بلوكات الألباستر من جبال وعرة تبعد 80 كيلو متر عن وادي الملوك، ولا تُنقل إلا بالجمال والحمير».


داخل المصنع تجد عمالا يفترشون الأرض، يقومون بتفريغ الأحجار وتهذيبها، وإجراء عمليات التنعيم اللازمة، وهذا «الشغل اليدوي» الذي يحتاج عدة أيام.






أدوات بدائية للعمل ولكنها تفي بالغرض، رغم وجود ماكينات تشكل حديث لتلك الأحجار.

معروضات يمينا ويسارا مختلف ألوانها، الأبيض والرمادي والأخضر، والأصفر، و«نور الصباح».




حجر «نور الصباح»، هو الأكثر تميزا بين الألباستر، حيث يبعث ضوءاً طبيعياً في الظلام، ولا يحتاج لإنارة لإظهار جماله كباقي الألباستر.



ويشهد هذا الحجر إقبالا كبيرا من المصريين والسياح، بسبب نوره الأخضر في الظلام.