29 عاما من الفن والإبداع.. الأوبرا الخديوية والمصرية بتوقيع 13 رئيسا

تعتبر دار الأوبرا المصرية هذا الصرح الثقافي الكبير التي تحتفل بمرور 29 عاما على إنشاءها، حيث افتتحت في 10 أكتوبر عام 1988، هي البديل عن دار الأوبرا الخديوية التي بناها الخديوي إسماعيل عام 1869 واحترقت في 28 أكتوبر عام 1971.
بعد الحريق تقرر بناء الأوبرا من جديد في أرض الجزيرة بالقاهرة، وكان المبنى الجديد هو منحة من الحكومة اليابانية لنظيرتها المصرية، وتقرر أن يكون التصميم على الطراز الإسلامي، واستغرق تصميم دار الأوبرا المصرية، بعد حريق الأوبرا الخديوية التي كانت تقع في منطقة العتبة بوسط القاهرة، عاما ونصف حتى تم الانتهاء منه، بينما استغرق التنفيذ والانتهاء منه 34 شهرا.
تلك المؤسسة الفنية التي شهدت تقديم أرقى الفنون، واحتضنت أهم الفرق العالمية، وعلى خشبتها حلم أهم نجوم الطرب بتقديم حفلاتهم، بينما جابت فرقها محافظات مصر المختلفة، ومن هنا تجلى تأثيرها اللافت على الثقافة المصرية، بعد أن صار الشباب أكثر مرتاديها.
تضم دار الأوبرا المصرية العديد من المباني المختلفة منها: الكبير 1200 مقعد، والصغير500 مقعد، والمكشوف 600 مقعد، قصر الفنون، مركز الهناجر، نقابة الفنانين التشكيليين، مكتبة الأوبرا الموسيقية، مركز الإبداع الفني، متحف الفن المصري الحديث.
كما تضم الأوبرا 12 فرقة فنية محلية، وهي فرقة باليه أوبرا القاهرة، أوركسترا القاهرة السيمفوني، كورال أوبرا القاهرة، فرقة أوبرا القاهرة، أوركسترا أوبرا القاهرة، كورال أكابيللا، فرقة الرقص المسرحي الحديث المصرية، فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية، الفرقة القومية للموسيقى العربية، فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى العربية، فرقة الموسيقى العربية للتراث، فرقة الإنشاد الديني.
وتقيم الأوبرا صالونات ثقافية ومعارض فن تشكيلي ومهرجانات موسيقية صيفية لفرق الهواة، كما تعرض أعمال كبار الفنانين والفرق العالمية باتجاهاتها المختلفة.
توالى على رئاسة دار الأوبرا الكثير من الشخصيات الهامة، حيث أسندت مهمة رئاسة الأوبرا الخديوية القديمة، للفنان اليونانى بافلوس، الذي يعتبر أول من تولى الإشراف على بنائها وإدارتها وتقديم أوبرا عايدة، ثم تولاها أيضا المؤلف الموسيقى بسكوالى كلمنته، ثم تلاه جنارو فورنارنو، وقد توقف الموسم في هذه الفترة بسبب الحرب العالمية الأولى، ثم تولى رئاستها بعدها معلم الأميرات نورتاتوتو كانتونى.
ثم أسندت رئاسة الأوبرا بعد ذلك لمنصور غانم الذي يعد أول مصري يترأس الأوبرا، ولم يستمر أكثر من عام، حتى تولى رئاستها بعده الفنان سليمان نجيب باشا، ثم تولاها الشاعر عبد الرحمن صدقي، ثم المهندس محمود النحاس، وتعتبر فترة رئاسته من أزخر الفترات بالبالية الروسي، ثم كانت فترة صالح عبدون، وهو من هواة الموسيقى، الذي شهدت فترة رئاسته حريق الأوبرا في فجر 28 من أكتوبر 1971.
أما الفنانة الكبيرة رتيبة الحفني كانت أول رئيس للأوبرا المصرية الحديثة بعد افتتاحها عام 1988، وخلفها ناصر الأنصاري، ثم جاء بعده اللواء سمير فرج، د. عبدالمنعم كامل، ومن بعده تولت المنصب الرئيس الحالي د. إيناس عبد الدايم.