الكنيسة الأثيوبية تعتبر الدير المحرق بأسيوط هو الركن الأعظم في رحلة العائلة المقدسة

الكنيسة الاثيوبية
الكنيسة الاثيوبية
تعتبر أسيوط هي أهم نقطة من النقاط الخمس وعشرين في مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر والتي تم اختصارها في أهم سبعة نقاط.


وترجع أهمية أسيوط لعدة أسباب أولها أنها شهدت نقطة نهاية الرحلة بوصول الوحي للسيدة العذراء بالعودة، ونقطة بداية العودة، وفيها استقرت العائلة المقدسة أطول فترة خلالها رحلتها التي وصلت إلى قرابة ستة أشهر ونصف، وفيها شهدت أول كنيسة دشنها السيدة المسيحي وثان كنيسة بعد كنيسة بيت لحم حيت تعتبر القدس الثاني.


وتوجد في أسيوط نقطتان في مسار الرحلة المقدسة هما الدير المحرق، وهى النقطة الرئيسية حيث أنها نقطة النهاية التي مكثت فيها العائلة المقدسة 190 يوما والثانية دير درنكة وهى النقطة التي أقامت فيها العائلة المقدسة ثلاثة أيام، وهى نقطة بداية العودة.


وقال المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة هو أحد الأحداث السياحية الهامة التي تساهم في جذب العديد من محبي السياحية الدينية، مشيراً إلى أن أسيوط تتميز بوجود أشهر الأديرة التاريخية ومنها الدير المحرق بمركز القوصية والذي يحتوي على أقدم كنيسة دشنت في العالم المسيحي وأول مذبح حجري في العالم ويطلق عليه القدس الثانية.


حيث مكثت فيه العائلة المقدسة أطول فترة زمنية خلال رحلتها والتي تجاوزت 6 أشهر فضلاً عن دير السيدة العذراء بجبل درنكه بمركز أسيوط والذي مرت به العائلة المقدسة ويوجد به كنيسة داخل مغارة أثرية يرجع تاريخها إلى ألاف السنين، لافتاً إلى أن هذه الأديرة تجتذب أعداد كبيرة من السائحين المسيحيين كل عام لزيارة تلك الأماكن الروحية.


وكان اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط السابق قد استقبل في أكتوبر 2015 وفداً من الإعلاميين وممثلي وكالات الأنباء العالمية وممثلي الكنائس من مختلف دول العالم من15 دولة  هي (الهند – كوريا – روسيا- أسبانيا – إيطاليا – فرنسا – أمريكا – كندا – لبنان – الفاتيكان – جنوب أفريقيا – إنجلترا – النمسا – ألمانيا ) والذين زاروا مصر لحضور الاحتفالية الكبرى التي أقامتها وزارة السياحة بالمتحف القبطي بمصر القديمة لإحياء مسار العائلة المقدسة كمنتج سياحي جديد يعمل على تنمية مجتمعات جديدة وخاصة في شمال الصعيد حيث تتضمن رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة تم اختصار البرنامج السياحي إلى 7 نقاط مبدئياً.
 
ويقول أحمد عوض مدير عام الآثار القبطية والإسلامية لوسط الصعيد إن هذا المكان تدبر إلهياً للسيدة العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار أثناء رحلتهم خوفاً من بطش هيرودوس الذي كان يذبح جميع أبناء بيت لحم خوفاً من ظهور السيد المسيح.


وارتاحت الأسرة المقدسة هنا في أول مكان تنزل فيه منذ بدأت رحلتهم من القدس وفلسطين، وأن الكنيسة الأثرية بدير المحرق هي المكان الوحيد في العالم الذي دشنه السيد المسيح بيده، وهى من أقدم الآثار المسيحية في العالم، وبها نفس المغارة التي أقامت فيها العائلة المقدسة، ومذبحها هو نفس الحجر الذي كان بالمغارة، الذي جلس عليه السيد المسيح، وصحن الكنيسة تم ترميمه في القرن 19م، والكنيسة الأثرية لها عدة امتيازات؛ مذبح الكنيسة الأثرية.


وكشف "مكسيموس" عن أن معنى كلمة مذبح هو المكان الذي تقدم فيه القرابين إلى الله، وهى عبارة عن خبز يصلى عليه ويقدم قرباناً إلى الله، ويأكل منه العامة من زوار الدير.


وأوضح عوض أن هذا المكان أقامت به العائلة المقدسة مدة ستة أشهر وعشرة أيام، وفى الدير يوجد مكتبة بها 708 مخطوطات غير بضعة آلاف من الكتب المطبوعة، وتختلف موضوعات هذه الكتب، فمنها ما يتعلق بالكتاب المقدس وأجزائه المختلفة، ومنها ما له علاقة باللاهوت والتاريخ والطقس الكنسي.


ويضيف "عوض" أن الدير من أهم المزارات المسيحية على أرض مصر وأفريقيا، ويأتي إليه الزوار من دول مثل إثيوبيا وجنوب أفريقيا بديلاً عن زيارة القدس، لأنه مكان أقامت به العائلة المقدسة، والدير يحتوى على قصر ضيافة فاخر أقامه الأب المتنيح باخوميوس الأول، أسقف الدير، في عام 1910م، وهو مخصص لاستقبال كبار الزوار، ويبلغ ارتفاعه 16 متراً، ويتكون قصر ضيافة الزوار بدير المحرق من ثلاثة طوابق.
 
أما دير السيدة العذراء فيقول مدير الآثار القبطية انه يقع في حضن جبل أسيوط الغربي بقرية درنكه على ارتفاع يصل إلى 100 متر من سطح الأرض ويطل بمبانيه المترامية الأطراف على الوادي الأخضر ويبعد الدير بمسافة 10 كيلو متر غرب مدينة أسيوط ويضم مغارة أثرية يرجع تاريخها إلى 2500 عام قبل الميلاد ويبلغ عمقها 80 متراً وعرضها 160 متراً وفي داخل المغارة وفي ذات المكان الذي أقامت به العائلة المقدسة توجد "كنيسة" تم إقامتها وبدأت تستقبل الزائرين بعد قرابة مائة عام من الميلاد.


وتعتبر تلك الاحتفالية موسم رواج اقتصادي للتجار والبائعين بمدينة أسيوط في جميع السلع الغذائية وغير الغذائية ومحال الهدايا حيث تزداد وتتضاعف حركة البيع والشراء وتنتعش الأسواق بالرواد والمشترين من القادمين لزيارة دير السيدة العذراء والمشاركين في الاحتفالات بالذكرى في أسيوط.


وتعتبر المغارة التي سكنتها العائلة في جبل درنكة بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من جبل قسقام، واتجهت إلى جبل أسيوط مغارة قديمة منحوتة في الجبل، أقامت فيها بداخل المغارة، ويعتبر دير درنكة، هو آخر المحطات التي التجأت إليها العائلة المقدسة في رحلتها إلى مصر والتي استغرقت ثلاثة سنوات ونصف، باركت فيها أرض مصر وشعبها، لتقرر العودة إلى فلسطين بعد التأكد من خبر وفاة الملك هيرودس.


وأقامت العائلة بجبل درنكة ثلاثة أيام وهي الفترة الزمنية التي مكثتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها في مصر في هذا المكان ويقام كل عام عنها عيد كبير يسمي عيد اللجوء وتجذب بوصفها واحدة من أشهر المناسبات المسيحية أكثر من مليوني زائر من المسيحيين والمسلمين من مختلف الأعمار من جميع محافظات مصر بالإضافة إلى السائحين من مختلف دول العالم في مشهد يدل بصورة كبيرة على معاني الوحدة الوطنية بين كافة طوائف الشعب دير درنكة يضم عدداً كبيراً من الاستراحات المجهزة لمبيت الزائرين والسياح خلال فترة الاحتفالات، حيث تتضمن تلك الاحتفالات رفع الصلوات ونحر الذبائح.