اللواء محمد مختار قنديل: الهزيمة درس لم أنساه إلا حينما رأيت العلم المصري

تحدث بحماس رغم كبر سنه، روى ذكريات حرب أكتوبر المجيد وكواليسها التى يحفظها عن ظهر قلب، تفوق فى كلية الهندسة وصار من أوائل الدفعة وكان يفضل استكمال حياته الاكاديمية الا أن ظروف الحرب مع العدو والدافع الوطنى لديه جعله يغير تفكيره ويتجه الى الالتحاق بالجيش والانضمام الى سلاح المهندسين ويفتخر بمشاركته فى الحرب.

جلس اللواء مهندس محمد مختار قنديل، أحد أبطال سلاح المهندسين فى حرب أكتوبر، يروى ذكرياته التى يحفظها عن ظهر قلب والسنوات ال 6 التى قضاها فى الملاجئ تحت الارض.. فقد كانت الهزيمة درسا لم ينساه إلا حينما شاهد القوات المصرية تعبر الى الضفة الشرقية من قناة السويس والعلم المصرى يرفرف فوق الضفة الشرقية على أرض سيناء عقب تحريرها، أوضح أن الحرب بدأت فى عيد لليهود وانتهت فى عيد الفطر المبارك.


يقول اللواء قنديل لقد كنت برتبة رائد فى سلاح المهندسين التابع للجيش الثانى الميدانى وبدأنا فى التجهيز للحرب وتدربنا كثيرا على إقامة الكبارى العائمة وعبورها، وكنا فى البداية نتدرب بمفردنا ثم انضمت إلينا الأسلحة المشتركة للتدريب على كيفية عبور الدبابات والمدرعات من فوق الكوبرى العائم.
وأضاف : خسرنا بعض الدبابات نتيجة غرقها أثناء عبور الكبارى ولكن كثرة التدريب جعلتنا ننجح فى العبور فى يوم النصر.. قبل الحرب بأيام كانت كل الشواهد تشير إلى اقتراب الموعدولم نعرف ساعة الصفر.. ويروى لنا اللواء قنديل لحظة العبور قائلا: فى منطقة عبور الفرقة 61 من جنوب الإسماعيلية الدفرسوار عند كوبرى طوسون، رأينا أسراب الطائرات وهى تعبر القناة لاستهداف مواقع العدو، وعقب ذلك قامت المدفعية بعمل تمهيد نيرانى استمر 35 دقيقة، ثم انطلقت أكثر من 7 موجات من القوارب المطاطية المحملة بجنود المشاة والصاعقة إلى الشاطئ الشرقى من القناة، تبعه عبور جنود المشاة عبر 7 موجات بالقوارب المطاطية المحملة بجنود المشاة والصاعقة الى الشاطئ الشرقى من القناة، تبعه عبور جنود المشاة عبر 7 موجات بالقوارب المطاطية، وكانت مهمته مراقبة عبور القوارب التى تحمل طلمبات المياه النفاثة المستخدمة فى فتح ثغرة فى الساتر الترابى، وساهم فى بناء الكبارى بطول قناة السويس فى 6 ساعات حتى تتمكن الدبابات من العبور، وعند المغرب تسابقت طوابير من القوات لعبور الكوبرى وكان دورى إقناعهم بضرورة الالتزام بالتعليمات.

ويتابع اللواء قنديل: «رغم أنه كان يوجد تسلسل معروف للعبور إلى شرق القناة إلا أن معظم الأسلحة كانت تتسابق للقتال ونيل الشهادة ومحاربة العدو الصهيونى، حيث تراصت الطوابير خلف الكبارى، قبل الهجوم كنا قد حددنا بعض أماكن الألغام الإسرائيلية بعد أن حصلنا على بعضها من خلال إرسال أفراد بشكل سرى إلى المناطق المحتلة لمعرفة كيفية إبطال مفعولها، ومع ذلك استشهد عدد كبير من الجنود والضباط بسبب تلك الألغام التى كانت تضعها إسرائيل حول مواقعها الحصينة».