إعدام ذئب!

صورة موضوعية
صورة موضوعية
انتفض المتقاضون من فوق مقاعدهم داخل محكمة جنايات الجيزة وسط صمت خيم على القاعة بعدما أعلن الحاجب بصوت جهوري عن قدوم هيئة المحكمة.

بينما وقف المتهم الذئب خلف القضبان، يراقب بنظرات خوف وكأن المكان لم يعد يسعه، ذهب بخياله إلى أخطر الاحتمالات لكنه في كل مرة يحاول طردها، انطلقت كلمات ممثل النيابة ترج أرجاء القاعة حيث طالب بعدم الرحمة في الحكم على هذا الذئب وصديقيه، الذين لم يرأفوا بحال الفتاة التي قاموا باغتصابها وبمساعدة صديقتها الشيطانة فهم لا يستحقون الرأفة فحق عليهم أن يذوقوا وبال أمرهم ليكونوا عبرة لكل آثم.

وجاء حكم المستشار عبد الشافي السيد عثمان، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين محمد رشدي أبو النجا، ومحمد ثروت عبد الخالق، وأمانة سر عماد شرف، وأشرف صلاح، عادلا وفاروقا يفرق بين الظلم والنور بإعدام المتهم الأول، والسجن المؤبد لصديقيه، و5 سنوات لصديقة الفتاة المجني عليها.

تعود أحداث الواقعة عندما كانت الفتاة "طالبة" تحاول العثور على وسيلة مواصلات بعدما انتهت من الدرس الخصوصي، ولم تكن تعلم بأن هناك من يترقبها عن كثب، وما إن استقلت سيارة الميكروباص يقودها المتهم الأول، تلاحظ لديها بأنه قام بتغيير خط السير المعتاد، وانطلق بالسيارة التي تنهب عجلاته الطريق نهبا.

وقبل أن تنطق بكلمة واحدة فوجئت بشخصين يقتحمان عليها الميكروباص ممسكا أحدهم بمطواة، وتوجهوا بها إلى منطقة متطرفة بالجيزة، اصطكت أسنانها بسرعة شديدة من هول المشهد، وما إن وقعت عيناها على صديقتها معتقدة بأنها طوق النجاة بالنسبة لها، ولم تكن تعلم بأنها الشيطانة التي نسجت خيوطها حولها وأرادت الانتقام منها لما تكنه لها من حقد وغيرة غير مسبوقين، لم يرحموا دموعها وتوسلاتها، بينما تشل حركتها الصديقة الشيطانة وتقيدها، بينما يقوم الذئاب من تجريدها من ملابسها والاعتداء عليها وسط صرخات اليأس المصروع وانهمرت في بكاء مر حتى تورمت عيناه حزنا لشدة ضعفها.

بينما تقف الصديقة تترقرق على شفتيها الكالحتين الابتسامة كما تترقرق الدمعة في العين المهمومة،خرجت من الفتاة المجني عليها صرخة مزقت أحشاء السكون من حولها ولم تعد ساقيها قادرتين على الوقوف أو السير، ومر العمر أمامها في لحظات حتى استعادت شيئا من قوتها، وتوجهت وبمصاحبة عائلتها إلى قسم الشرطة، وتم القبض على المتهمين الأربعة، وأصدرت المحكمة قرارها المتقدم.