"أم تقتل ابنها لتنام" "أم تقتل ابنها بتجويعه" "أم تقتل رضيعها وتعيش مع جثته" "أم تقتل رضيعها بسبب بكائه"، عناوين تصدرت الأخبار، هل هو انعدام للرحمة والإنسانية؟..هل هناك سبب قهري يسيطر على الأم ويجعلها تسفك دماء ابنها بعدما حملته وهنا على وهن؟.. ما الذي يتسبب في تخلي الأم عن جنتها على الأرض وجنتها في السماء..هل تسائلتي يوما عن هذه الأسباب؟؟.ّهل توقعتي أن يأتي يوم تتحولي فيه إلى أم قاتلة؟.ّ.
ما هي الأسباب التي تتسبب في قتل الأم لأبنها؟، هل يمكن أن تؤدي العصبية على أبنائنا إلى قتلهم؟، هل تشكل الأم العصبية خطرا على أطفالها؟، كيف نتجنب العصبية ونحجمها؟ متى تعرف الأم أنها تحتاج لعلاج نفسي؟، هل كل الأمهات معرضة للوصول لهذه الحالة؟، كيف تتجاوز الأم همومها وتفصل بين مشاكلها وتربية أولادها؟
بوابة أخبار اليوم حاورت المختصين للإجابة على هذه التساؤلات
اضطرابات نفسية
وأكدت د.إيناس أن الأم العصبية تشكل خطرا على أطفالها لأنها تجعل جسم الطفل مشحونا بالغضب، وتسبب له عدة أمراض، مثل "التهتهة" أو "التبول اللا إرادي" أو التأخر الدراسي أو عنف مع زملاءه أو يسرق أو يضربها هي شخصيا.
وأشارت الاستشارية التربوية أنه يجب على الأم أن تعرف أنها تحتاج لعلاج نفسي، عندما تشعر أن لديها عجز في إدارة شئون حياتها وأبنائها، وعندما تجد أن تعاملها مع طفلها يسبب له أمراض، لأن هذه دلائل على أنها ليست في أمان هي وابنها وأن تعاملها معه خاطئ، وهنا يجب أن تقف مع نفسها وتذهب لطبيب نفسي لعلاجها من الاضطرابات النفسية التي تعوق عملية التربية وتجعل العلاقة بينها وبين أبنائها مضطربة، وتعديل سلوكها هي الأخرى.
وأضافت أن هناك أعراض تظهر على الأم ويجب بعدها أن تذهب للطبيب فورا، وهي أن تكون دائمة البكاء والغضب، ولا تشعر بأي إنجاز في حياتها، وتشعر بالتوتر والفزع، وبأنها لا تعرف كيف تعيش حياتها، وينتج عن عصبيتها الدخول في نوبات غضب رهيبة، أو ضرب الأطفال ضربا مبرحا ينتج عنه تشوهات، أو تكسير أشياء حولها.
ونصحت الاستشارية التربوية كل أم، إذا تملكها الغضب من ابنها، أن تنسحب من المشهد، وتقوم بعمل أي شيء يحتاج لمجهود عقلي لتشغيل "العقل التحليلي" وفصل "العقل العصبي" الذي لا يفكر، مثل الوضوء أو التحدث في التليفون أو قراءة شيء ما، موضحة أن هذا علاج وقتي..وأنه لابد أن تعرف كل أم مشكلتها وتعمل على حلها بدلا من تفريغ الغضب في أولادها الذي يزيد المشاكل ويعمل على تفاقمها.
أمراض بعد الولادة
وأكدت أنه ليس كل الأمهات معرضة للوصول لهذه الحالة لأنه يوجد واختلافات واضحة في الشخصيات واختلافات واضحة في درجة التحمل، وأرجعت قتل الأمهات لأطفالها إلى عدة أسباب وهي..
-ذهان ما بعد الولادة: كثير من الأمهات بعد الولادة تصاب بذهان ما بعد الولادة وهذا يعني أن الأم تنتابها أفكار غريبة بأن طفلها مخيف وانه لا يشبهها ويمثل خطر عليها وبالتالي تبدأ في التفكير في كيفية التخلص منه وبالتالي ينتهي الوضع بمحاولة قتل الأم لطفلها ثم قتله بشكل محتوم.
الاكتئاب : كثير من الأمهات تصاب بالاكتئاب نتيجة ضيق المعيشة وعدم توفير حياة كريمة لأطفالها فتبدأ في التفكير في قتلهم لأنه في تفكيرها المريض أنه عندما تقتلهم سوف تخلصهم من عذاب الحياة الذين سوف يواجهونه بعدما تتوفى هي وفي حالات كثيرة الأم تقتل أطفالها ثم تقتل نفسها وكأنها تريد أن توصل لهم رسالة بأنها سوف تجعلهم يذهبون إلى عالم مريح أكثر من العالم الذين يعيشون فيه.
-ضغوط نفسية: كثرة الضغوط الواقعة على عاتق المرأة من مسئولية منزل ومسئولية زوج وأولاد فتلك الضغوط تجعلها تقوم بضرب أطفالها وفي هذه الحالة يحدث القتل بدون قصد نتيجة الغضب الشديد الذي تكون فيه.
-الفصام : وهو مرض عقلي أكثر منه نفسي ويعني البعد تماما عن الواقع فالمريض بالفصام يعاني من هلاوس وضلالات سمعية وبصرية وبالتالي الأم المريضة بالفصام لو لم يتم مراقبتها جيدا وسحب الأطفال منها لأنها تفقد الأهلية في حمايتهم سوف تقوم بأذيتهم بلا محالة.
سوء تربية
لامبالاة الزوج
ووجهت الخبيرة النفسية زينب المهدي رسالة للآباء والأزواج "ابنك ليس أمانه في رقبة أمه فقط بل في رقبتك أنت أيضا والتربية لابد أن تكون مشتركة بينكم".
الإدمـــان
وأكدت أستاذة علم النفس أن انتشار المشاكل الزوجية والطلاق هو سبب آخر في تفاقم المشكلة، وأن العصبية المعتادة لا تؤدي أبدا إلى القتل، موضحة أن الأم تحتاج لعلاج نفسي إذا كان لديها أعراض صرع أو إغماء أو صريخ وليس ضيق عادي.
وأضافت أن الإعلام سبب رئيسي أيضا لأنه يروج لقيم سيئة، جعلت هذا الجيل لا يصلح لان يكون أم.
الفقر
وأرجع الشيخ محمد عبد الباسط قتل الأمهات لأطفالها إلى مشكلة الفقر، مؤكدا أن الله تعالى نهى عن قتل النفس وقال في كتابه العزيز "وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ" ويعني بقوله (خَشْيَةَ إمْلاقٍ) خوف "إقتار وفقر".
ونصح عضو مركز الفتاوى الاليكترونية كل أن تتحلى بالصبر والحكمة، وأن تنضبط في انفعالاتها وألا تعتدي على أبنائها قولا أو فعلا، وفي وقت الغضب تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، مؤكدا أن النبي صلى الله عليه وسلم شاهد رجلان يستبّان، وأحدهما قد احمر وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد...))، ولذلك فإن الاستعادة هي الحل الوحيد لإطفاء الغضب، وهي الحل الأول والأسرع وبعدها يأتي الوضوء، وتغيير الشخص موضعه، إذا كان قائما يقعد وإذا كان قاعدا يتضجع.
روشتة للأمهات
وقدمت روشتة للتعامل مع العصبية تجنب المصدر الذي جعلها تفقد أعصابها، ترك المكان المليء بالطاقة السلبية والخروج إلى مكان جيد التهوية، الجلوس بمردها على الأقل 15 دقيقة، تناول المشروبات مهدئة الأعصاب مثل اليانسون فهو مهدئ طبيعي.