ننشر كلمة قائد القوات البحرية خلال رفع العلم المصري على «الفاتح» بفرنسا

كلمة الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية المصرية
كلمة الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية المصرية
تنشر "بوابة أخبار اليوم"، نص كلمة الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية المصرية، في أثناء رفع العلم المصري على "سجم الفاتح".

وفيما يلي "نص الكلمة"..

قائد القوات البحرية الفرنسية، رئيس مجلس إدارة شركة (NAVAL GCOUP)، السيدات والسادة الحضور الكريم.

أود في البداية أن أعبر لكم عن سعادتي البالغة، لحضور مراسم رفع العلم المصري الشريف، فوق أول قرويطة شبحية من طراز GOWIND ليس بمصر فقط، ولكن بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير لرجال القوات البحرية، على ما يبذلونه كل يوم من جهد وعرق وتضحيات لا تنضب، وكل ذلك ليس إلا فداءً للوطن وحفاظاً عليه وإعلاءً لكلمته.

إننا نشهد اليوم لحظة جديدة من اللحظات الهامة فى تاريخ قواتنا البحرية، وحلقة جديدة من حلقات تطويرها كماً وكيفاَ، لتكون في مصاف بحريات العالم الفاعلة، وتعمل على الرفع من قدراتها القتالية، بالإضافة إلى كونها بحرية إقليمية لها القدرة على تحقيق الإحكام والسيطرة التامة بمناطق الاهتمام وعلى سواحل جمهورية مصر العربية مع الحفاظ على مياهنا الإقليمية والاقتصادية.

ونحتفل اليوم بانضمام قطعة جديدة إلى أسطول البحري المصرى، وهى القرويطة الشبحية الفاتح طراز GOWIND، والتي تعد من أحدث القرويطات على مستوى العالم، والتي تتمتع بقدرة عالية على الإخفاء والتموية، بالإضافة إلى تنوع أنظمة التسليح، وكل هذا دليلا قاطعًا على رؤية القيادة السياسية وقواتنا المسلحة للتحديات والتهديدات المتنامية بالمنطقة سواءً القائمة أو المستقبلية.

ولعلكم تدركون أهمية انضمام هذا النوع الجديد من الوحدات البحرية، إلى أسطول القوات البحرية المصرية، حيث تعرضت منطقة الشرق الأوسط خلال الخمس سنوات الأخيرة إلى تغيرات جيوإستراتيجية وسياسية وأمنية حادة، لم تؤثر فى تغيير شكل المنطقة فحسب، بل وغيرت أيضاً فى نمط التحديات والتهديدات الموجودة بالمنطقة، وساهمت في إبراز أشكال جديدة من الجرائم التي ترتكب بحرًا.


إن مصر وفرنسا تتفق تمامًا على أن الإرهاب يمثل تهديدًا حقيقيًا لكل دول العالم وليس دولة بعينها، فلم تعد التحديات الأمنية تقتصر على التهديدات العسكرية بشكلها التقليدي فقط، بل أضيف لها وبكثافة تهديدات الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة، وقد أستوجب ذلك تغيير المفهوم التقليدي للأمن المبنى على قدرة الدولة على حماية أراضيها وحدودها البحرية، في مواجهة أي غزو خارجي، إلى مفهوم التعاون المشترك والمستدام بين الدول لمجابهة التهديدات من منبعها.

وعلى مر التاريخ كانت القوات البحرية المصرية تحمل لواء الفتح البطولي لتؤدى دورها في تأمين المسرح البحري بجمهورية مصر العربية وإحكام السيطرة عليه، فلم تألو القوات المسلحة جهدًا في تطور القدرات القتالية لقواتنا البحرية، عبر أكثر من 4 عقود وفق أحدث نظريات التسليح العالمي.

وتناول التطوير إدخال العديد من الوحدات البحرية الحديثة، وكان آخرها حاملتي المروحيات (مستيرال) والفرقاطة تحيا مصر من طراز فريم، وعددًا من لنشات الصواريخ المتطورة والغواصات، كما شمل التطوير القواعد والموانئ البحرية وترسانة القوات البحرية حتى أصبحت القوات البحرية على درجة عالية من الكفاءة القتالية والفنية، التي تمكنها من تأمين المصالح الحيوية للدولة، كما تتمتع القوات البحرية برصيد وافر من الخبرات العملية والعلمية جعلها تحظى بسمعة دولية مرموقة على المستويين الإقليمي والعالمي، تسارع كثير من الدول بطلب التعاون معها في مجال التدريب المشترك وإجراء المناورات البحرية والألتحاق بدوراتها، وتبادل الخبرات مع تشكيلتها القتالية ومنشآتها التعليمية.


ونحن اليوم بصدد استقبال القرويطة الأولى من أصل عدد من القرويطات التي سيتم استلامها من الشركة الفرنسية "NAVAL GROUP"، لتشكل تناغم مع قدرات القوات البحرية المصرية، مما يجعل القوات البحرية قادرة على تنفيذ الدور الفاعل للدولة المصرية بالمنطقة، وتنفيذ المهام الصادرة لها من القيادة العامة للقوات المسلحة بكل كفاءة واقتدار.

ولم يقتصر التطوير على الوحدات الحديثة فقط، بل امتد ليشمل نقل تكنولوجيا التصنيع والبناء معتمدة على العقول والسواعد المصرية، وفي الوقت الحالي يتم تصنيع أول قرويطة طراز (GOWIND) بشركة ترسانة إسكندرية، من أصل تعاقد يضم عدداً من القرويطات التى سيتم تصنيعهم بالتتالي بجمهورية مصر العربية، وبالتعاون مع شركة (NAVAL GROUP) الفرنسية.

إن ما نحن بصدده اليوم، هو نموذج فعال من نماذج التعاون المستمر والمثمر بين مصر وفرنسا، وهو دليل قاطع على العلاقات العسكرية الوطيدة والقوية بين البلدين، فقد تطورت هذه العلاقة بدءاً من شراء الفرقاطة طراز فريم، ومروراً باستلام حاملتى المروحيات الهل(مستيرال) وحتى اليوم باستلام القرويطة طراز GOWIND ونقل تكنولوجيا البناء والتصنيع المشترك.

وأود أن أتقدم بالشكر إلى القوات البحرية الفرنسية لدعمها الكبير والمخلص، للقوات البحرية المصرية، وتوفير الدعم اللوجيستي لكل من أطقم استلام الفرقاطة طراز فريم (تحيا مصر)، وحاملتي المروحيات الهل طراز ميسترال (جمال عبد الناصر - أنور السادات)، والذي كان له أكبر الأثر في تسهيل مأمورية استلام هذه الوحدات وتأمينها في أثناء إبحارها إلى الإسكندرية.

كما أتوجه بالشكر إلى شركة NAVAL GROUP على كل ما قدموه من عون صادق وبناء خلال جميع المراحل السابقة، وحتى استلام القرويطة الشبحية (الفاتح).

وفي النهاية أوجه كلمتي إلى طاقم الفرقاطة الفاتح، أنتم اليوم دماً جديداً في شريان القوات البحرية المصرية، فقد أصبحتم درعاً إضافياً ليس لمصر فقط بل للمنطقة العربية بأسرها، ومصركم لا تنتظر منكم إلا العمل، وبذل المزيد من العرق لإعلاء راية الوطن بين قوى العالم.

إن القوات البحرية المصرية، تمثل الاستراتيجية العسكرية المصرية، حصن الحماية البحرية، لمياه مصر الإقليمية، والتى تواصل العمل ليل نهار، لتكون دائمًا على أهب الاستعداد، لتنفيذ مهامها المخططة والطارئة.

وأخيراً وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير، لأوطاننا وشعوبنا، ووفق الله مصرنا الحبيبة، فى ظل قيادة مخلصة لله والوطن، تتولى مستقبل هذا الوطن وتعمل على مستقبل أفضل لأبنائه، بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية.

تحيا مصر ودامت قواتنا البحرية مجيدة ومصرنا الحبيبة آمنة ومستقرة.