«ترامب» يتخلى عن الدبلوماسية و يصطدم بأعدائه في خطابه الأول بالأمم المتحدة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

لم يخلُ خطاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الأول في الدورة الـ72 من الجمعية العامة للأمم المتحدة من المترادفات التي اعتاد أن يقولها في كل خطاباته منذ أن كان مرشحًا رئاسيًا يطمح في دخول البيت الأبيض، تمامًا كما توقعت الصحف والأمريكية وكما توقع مؤيديه، والعالم.

استخدم دونالد ترامب صراحته المعتاده في أن يصف أعداءه بـ «رجال الصواريخ، الديكتاتوريين الذين سيذهبون للجحيم، القوى الاستبدادية،  الإرهابيين والمتطرفين». تحدث بشكل مباشر عن مخاطر كوريا الشمالية، الإسلام الراديكالي المتشدد، الاتفاق النووي الإيراني، قائلا إن العالم عليه القيام بالمزيد من العمل لمواجهة الأخطار التي باتت تحدق به.

لن ندع العالم يسقط ..

وأضاف ترامب  في كلمته الأولى المرتقبة، الثلاثاء 19 سبتمبر، «إن الأمر يعود إلينا بشكل كامل؛ فإما أن نرفع العالم إلى آفاق جديدة أو ندعه يسقط في واد من العطب»

وأضاف الرئيس الأمريكي «أن كل يوم أصبح يجلب أخطارا متنامية تهدد كل ما نقدره»، مشيرا إلى أن الإرهابيين والمتطرفين قد حصلوا على القوة والانتشار بكل منطقة بالعالم. 

ووصف ترامب الأنظمة والحكومات التي تدعم الإرهاب بـ القوى الإستبدادية التي يتخطى تهديدها للدول الأخرى إلى حد تهديد شعوبها بدلا من حمايتها، مؤكدا على ان مثل هذه التنظيمات تسعى لهدم القيم والنظم والتحالفات التي منعت النزاعات والحروب ودفعت العالم نحو الحرية منذ فترة طويلة تمتد حتى الحرب العالمية الثانية.

«إيران».. مُصدرة الفوضى

اعتبر ترامب، أن الاتفاق النووي مع إيران هو الأسوأ في التاريخ الأمريكي، مشددا على أن إيران هي المصدر الأول للفوضى في المنطقة، وأضاف قائلا:«لن نستطيع أن نلتزم باتفاق أعطي ستارًا لبناء برنامج نووي»
وهاجم ترامب طهران قائلا إن الحكومة الإيرانية تحاول أن تضفي الديمقراطية على نظام خارج عن القانون لا يصدر إلا العنف وإراقة الدماء، مشددا على أن "طهران تعزز ديكتاتورية بشار الأسد والحرب في اليمن وتقوض السلام في كل أرجاء الشرق الأوسط"

وتابع ترامب قائلا، إن شعب إيران هو ما تخشاه الحكومة الإيرانية داعيا الثانية إلى أن تتوقف عن دعم الإرهاب وأن تحترم حقوق السيادة وان تطلق سراح كل الأمريكيين.

كوريا الشمالية..سندمرها بالكامل

اعلن ترامب في خطابه الاول امام قادة  193 دولة بشكل صريح عن أن واشنطن «مستعدة لتدمير كوريا الشمالية إذا اضطرت إلى ذلك في سبيل الدفاع عن النفس»

وأضاف أن عدوه الأول، زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، مارس فظائع بحق شعبه من تجويع وقتل وقمع، ونفذ أعمالا إرهابية مخيفة كقتل شقيقه الديكتاتور في مطار دولي.

وأكد ترامب الذي بدا واثقا خلال تحدثه عن أزمة العالم تجاه كوريا الشمالية أن "آفة العالم اليوم هي بعض الأنظمة والحكومات الخارجة عن القانون، «لدينا ما يكفي من القوة والصبر، لكننا قد نضطر لتدمير كوريا الشمالية بالكامل».

وفي وسط كل المخاطر من الحكومات والدول التي وصفها بـ "المارقة" أكد الرئيس الأمريكي في كلمته أن سيهتم خلال الفترة القادمة بتسليح الجيش الأمريكي، وشدد قائلا: «سننفق 700 مليار دولار على الجيش الأمريكي، وسنجعله الأقوى في التاريخ.»

فنزويلا..مستعدون للتدخل

لم يكن ترامب ليقف أمام كل هؤلاء القادة دون ان يأتي على ذكر فنزويلا، ورئيسها الذي تراشق معه الكثير من الصفات والكلمات من خلال وسائل الإعلام أكثر من مرة واصفًا الوضع كله في البلاد بـ «غير المقبول».

وأكد ترامب أنه على حكومته الاستعداد لاتخاذ خطوات إضافية بشأن الوضع في فنزويلا خاصة ما يخص الحقوق والحريات الديمقراطية والسياسية في البلاد.

وتابع قائلا، «لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي، بصفتنا دولة جارة، يجب أن يكون لدينا هدف للفنزويليين، وهو أن يستعيدوا حريتهم ويعيدوا وضع بلدهم على الطريق ويعودوا إلى الديمقراطية».

أمريكا ..الأولى دائمًا

كان الرئيس الأمريكي بدأ كلمته بالحديث عن الفترة العصيبة التي مرت بها بلاده نتيجة للأعاصير التي ضربت البلاد، شاكرًا كل الزعماء الذين عرضوا مساعدة الولايات المتحدة، ثم تطرق بعد ذلك إلى ان ازدهار وتحسين مستوى الولايات المتحدة هو همه الأول، مشيرا على ان ذلك يجب أن يكون حال كل قائد في كل دوله، «أن يجعل بلاده همه الأول».

وقال ترامب أن بلاده –من وجهة نظره- تسير على  وتيرة جيده منذ الانتخابات الرئاسية الماضية التي انتهت بفوزه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وانه سيبذل كل ما في وسعه من أجل بلاده.

سوريا..الامر صادم وقاسي

تطرق ترامب في كلمته للحديث عن سوريا والرئيس الحالي بشار الأسد، واصفًا إياه بـ«الديكتاتور».

وشدد الرئيس الأمريكي على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا بحيث يحترم إرادة شعبها، وقال إن "استخدام السوري الأسد للسلاح الكيماوي ضد شعبه «أمر صادم وقاسي»، مشيرا إلى أن بلاده ستحاسب الدول التي تدعم وتمول منظمات إرهابية مثل طالبان والقاعدة وحزب الله. 

كان موقع abc  نيوز الأمريكي قد نشر تقريرا، الاثنين 18 سبتمبر يتحدث فيه عن مشاركة ترامب الأولى في الدورة الـ72 من الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ توليه رئاسة البلاد رسميا في  يناير 2017 متوقعًا أن تتصدر الأزمة مع كوريا الشمالية خطابة وان يحاول اقناع الدول بالتصدي لها بشكل حاسم.

وأضاف الموقع في التقرير الذي نشره ان ترامب ربما سيشير إلى حلفاء كوريا الأوائل بشكل أو بآخر، روسيا والصين، منددا بدعمهم الذي يزيد من مخاطر بيونجيانغ.

من المتوقع ان يجتمع الرئيس الأمريكي مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، غدًا الأربعاء 20 سبتمبر للمناقشة في عدد من القضايا المتوقعة والهامة، يأتي على رأسها مكافحة الإرهاب والأزمة مع قطر.

ويمثل اجتماع ترامب والسيسي القمة الرابعة لهما في أقل من عام، حيث كان لقائهم الأول خلال سبتمبر 2016 على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في دورتها الـ71، بينما كان ترامب مايزال مرشحًا رئاسيا، ثم اجتمعا في المرة الثانية خلال زيارة الرئيس السيسي للبيت الأبيض ابريل 2017، والثالثة خلال القمة العربية الأمريكية بالرياض في مايو الماضي.