مصر «العروة الوثقى» في تاريخ المصالحات «الفلسطينية - الفلسطينية»

«القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى والمركزية في قلب وعقل كل عربي ومن دواعي الأسف أن تستمر عصية على الحل على مدار عدة عقود».. بتلك الكلمات أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال خطابه بالقمة العربية التي عقدت في الأردن في مارس 2017 على أن مصر لن تتوقف عن دعمها لقضية العرب الأولى فلسطين.

6 شهور فقط كانت فاصلة بين حديث الرئيس السيسي عن القضية الفلسطينية وبين اتخاذ مصر لأولى الخطوات نحو حلها وهي الوصول لصيغة تضمن المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وهو ما تم الإعلان عنه منذ أيام، حيث أعلنت الحركتان الاتفاق على العودة لوثيقة 2011 التي وقعت في القاهرة أيضا.

وتقدم بوابة أخبار اليوم في تقريريها أبرز المساهمات التي قدمتها مصر في ملف المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس والذي مر بمراحل عدة كان أولها في عام 2009.


2009

شهد عام 2009، 6 لقاءات بين وفدي حركتي فتح وحماس برعاية مصر في القاهرة، توصلت خلاله الحركتان لاتفاق مبادئ تضمن الرؤية المصرية لإنهاء حالة الانقسام الوطني الفلسطيني، والذي أطلق عليه ورقة القاهرة.

خمسة لجان كاملة من حركتي فتح وحماس تم تشكيلها خلال الفترة بين إبريل حتى يوليو 2009 لبحث موضوعات هامة منها المصالحة والحكومة الفلسطينية والأمن والانتخابات ومنظمة التحرير، ليتم الإعلان عن الاتفاق الثنائي لمبادئ المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية.

وجاءت أهم مبادئ اتفاق القاهرة في 2009 كلا من:

الاتفاق على تطوير وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك وفق أسس يتم الاتفاق عليها، بحيث تضم جميع القوى والفصائل الفلسطينية وفقا لاتفاق القاهرة مارس 2006، بالإضافة إلى التشديد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وكذلك الاتفاق على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في جميع مناطق السلطة الفلسطينية بما فيها القدس في 28 يونيو 2010، وكذلك إقامة الانتخابات التشريعية بالتزامن معها.

والتشديد على تشكيل وهيكلية اللجنة الدائمة للمصالحة الداخلية ووضع ميثاق شرف يضمن عدم عودة الفصائل الفلسطينية للاقتتال الداخلي مرة أخرى، إلا أن ورقة القاهرة تم تجميدها بعد الخلافات بين حركتي فتح وحماس.

2011
في 2011 وقعت حركتا فتح وحماس اتفاق مصالحة جديد وكان أيضا برعاية مصرية، وتم توقيع الاتفاق بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في مقر الجامعة العربية بـ3 مايو 2011.

وتبادل أبو مازن وخالد مشعل التحية والتصريحات المتبادلة الذين أكدوا فيها على أنهما سيسعيان إلى تحقيق ما تم الاتفاق عليه بالقاهرة حيث قال الرئيس القلسطيني وقتها أن صفحة الانقاسم السوداء طويت إلى الأبد، فيما قال خالد مشعل إن حركة حماس مستعدة لدفع أي ثمن من أجل إتمام المصالحة وتحويلها إلى واقع.

2012
في 22 فبراير 2012 عُقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وخالد مشعل لقاءً جديد في القاهرة بحثا خلاله القضايا التي تثير الاحتقان بين حركتي فتح وحماس، وعلى رأسها ملف حكومة الوفاق الوطني وملف المصالحة الفلسطينية.

مايو 2013
بعد عام  واحد فقط من لقاء القاهرة عادت حركتي فتح وحماس إلى طاولة التفاوض مرة أخرى في مصر، وتم خلال تلك المرة الاتفاق على بنود جديد للمصالحة.

وترأس وفدي المصالحة الذين اجتمعوا بالقاهرة موسى أبو مرزوق ممثلا لحركة حماس، وعزام الأحمد ممثلا عن حركة فتح، و اتفقا على أن تكون هناك مجموعة من الاجتماعات الدورية دائمة الانعقاد لحين تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني.

ومن بين البنود كان التنسيق مع رئيس المجلس الوطني الفلسطيني من أجل إعداد قانون الانتخابات ومناقشة النقاط العالقة في القانون وتقديم الصيغة النهائية له، بالإضافة إلى تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطيني برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.

2017 
أعلنت حركتا فتح وحماس عقب الاجتماعات التي عقدت بالقاهرة لتنفيذ ما جاء في وثيقة عام 2011 وتشكيل حكومة واحدة، وإجراء الانتخابات، بالإضافة إلى إيجاد حل لتجاوز مرحلة الصراع الفلسطيني -الفلسطيني.