أحمد عز : أنا في "ذيل" الناجحين من جيلي ولا أقيس نجوميتي بالإيرادات | حوار

أحمد عز
أحمد عز
- الداخلية لم تتدخل في سيناريو "الخلية".. وفجرنا شارعًا من أجل "النائب العام"
- لم ألتفت لتشابه "كلبش" مع فيلمي .. وتعلمت من عادل إمام مناقشة قضايا البلد
- "المترو" ليس ملكي لأطرد الناس .. ومروجوا الشائعات لن يغيروا إرادة الله 

يتصدر أحمد عز شباك التذاكر بفيلمه "الخلية" ، ولكنه يعترف ان الإيرادات "رزق" لايتوقف أمامه كثيرًا كي يقيم نجاحة ، يقطع عز الأن خطوة هامة نحو ترسيخ نجوميته في السينما وسط منافسة قوية بين نجومها العائدون بقوة للشاشة الكبيرة ، ولكنه وعلي العكس يري في هذه المنافسة مكسب للجميع وللمشاهد وللصناعة .. الحالة التي يعيشها عز منذ نجاح فيلم الخلية تبدو كمزيج من الثقة والهدوء والخوف من الإحتفال ، يري أن مناقشة قضية الإرهاب ليست تكرارًا بل واجب علي أي فنان ، وفي نفس الوقت ينفي أي تشابه بين الخلية وأعمال سابقة ، يعترف أن صناعة فيلم أكشن "مُقنع" أمر مرهق ومخيف ولكنه ممتع ، ووسط كل هذا فتح شهيته لتقديم أفلام بكثافة في الفترة القادمه ، بل والعودة لشاشة التليفزيون في مسلسل جديد ، تفاصيل كثيرة عن الخلية والسينما والدراما وعلاقته بطارق العريان وتهديدات الإرهاب يكشفها أحمد عز في حواره مع أخبار اليوم .

• يتصدر الخلية شباك التذاكر في موسم عيد الأضحي ، وبفارق كبير عن أقرب منافسيه ، كيف تري هذه العودة القوية لتصدر أفلامك أيرادات السينما المصرية مجددًا ؟

أولا أحمد الله علي هذا النجاح ، والذي تحقق لأسباب عديدة ، ولكنني مؤمن بان الإيرادات رزق من ربنا ، ونجاحي لا يعني أنني الأفضل ، شخصيًا أتمني أن يشاهد الجمهور كل الأفلام ، هذا ينعش الصناعة وينعكس علينا جميعًا فهناك آلاف البيوت مفتوحة من السينما ، ونجاح الجميع أعتبره "مصلحة عامة" خاصة وأن السينما المصرية لم تعد تنتج نفس الكم ولكن لدينا طفرة حقيقية في مستوي الإنتاج ولدينا طفرة في عائدات التذاكر ، وأصبحنا نقدم أفلامًا قريبة من أفلام "الخواجة" ، في عيد الفطر تصدر السقا شباك التذاكر بفيلمه "هروب اضطراري" ، والأن "الخلية" يتصدر ، هذا كما قلت نجاح لنا جميعًا .

• ولكن النجاح الشخصي طموح لأي فنان ، خاصة وأنك حققت الأن أعلي إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية متفوقًا علي "هروب اضطراري " ، لماذا تتعامل مع الأمر بدبلوماسية شديدة ؟

لا أتوقف علي الإطلاق أمام الأرقام ، وأؤكد أنني لم أكن أحققها لولا أن سبقني نجوم كبار وأساتذة حققتهم أفلامهم ملايين الجنيهات في مصر والوطن العربي ، بل وأعترف أنني في ذيل قائمة الناجحين جماهيريا وأنا سعيد بذلك وراضي به  ، وعند الحديث عن أبناء جيلي أري دائما أننا جيل واحد وكل نجاح حققه أحدنا فهو محسوب لنا جميعًا ، ستتعجب لو قلت لك أنني طوال مشواري لم أر من زملائي مع كل نجاح أحققه سوي محبة ومباركة ، لم ألمح غيره من أحد ، وعلي سبيل المثال أحلي أفلامي "المصلحة" قدمته مع أحمد السقا وحققنا نجاحًا كبيرًا جدًا ، وأتمني تكرار التجربة معه ، وسأكررها دائمًا ، تصدري شباك التذاكر لا يعني أنني أفضل من زملائي .

• هذا يدفعني لسؤالك عن رأيك في ما يردده فنان بعينه أنه رقم واحد والأعلي شعبية ؟

لن أوجه رأيي لشخص ، ولكنني مؤمن بقاعدة وهي أن الفن مفيهوش رقم واحد ، بل الساحة متاحة لكثيرين كي يصبحوا رقم واحد ، أو بالبلد "نِمر" واحد ، لو نظرت لجيل الرواد من الأساتذة الكبار  اسماعيل يس وعمر الشريف وأحمد رمزي ومحمود يس وغيرهم لم يكن هناك نجم أوحد بل كانت السماء مليئة بالنجوم ، تلاهم جيل آخر من العباقرة مثل الأساتذة عادل إمام وأحمد زكي ونور الشريف ومحمود عبد العزيز ، لم يقل أي منهم أنه رقم واحد بل كان الجميع نجومًا لهم أعمالهم الناجحة ، القصة أنني من الوارد جدًا أن أقدم عملًا ناجحًا هذا العام فأتصدر ، وفي العام التالي أقدم عملًا أقل في المستوي فأتراجع ، هذه هي سنة الحياة التي يجب ان نقبلها ونتعامل معها بسلام نفسي ، صدقني النجاح "بالنوايا" ، وطالما نيتك صافية ربنا هيكرمك .

• نعود للحديث عن الفيلم .. مناقشة قضية الإرهاب ليس امرًا جديدًا فلماذا تحمست لتقديمها ؟

الإرهاب قضية دولية وليست متعلقة بوطننا فقط ، فتش في انتاجات هوليوود ستجد عشرات الأفلام في حقب زمنية مختلفة تناقش نفس القضية ، إذن نحن أمام قضية ليست مرتبطة بوقت أو سبب ، ناهيك عن أننا نعيش منذ سنوات هذا الكابوس في بلدنا ، لهذا فمن واجبي الوطني كفنان أن أقدم عملًا يناقش القضايا التي تمس الناس ، تعلمت هذا من أساتذتي الكبار وعلي رأسهم الزعيم عادل إمام الذي قدم الإرهابي والإرهاب والكباب في التسعينات عندما كان هذا الكابوس يخيم علي بلدنا ، ولكن المهم بالنسبة لي هو طريقة التناول ، كيف سأقدم عملًا عن الإرهاب يلقي قبول الجمهور الأن ويكون بصمة مختلفة لي ؟! هذا مافعلناه في الخلية ، حيث قدمنا عمل أكشن قوي وواقعي ويرصد حياة الضباط من منظور انساني .

• قيل أن مسلسل "كلبش" للنجم أمير كرارة استوحي بدايته من قصة فيلم "الخلية" خاصة وأن أمير كرارة كان مرشحًا لدور في الفيلم ، فما تعليقك ؟

أنا لا ألتفت علي الأطلاق لهذا الكلام ، أمير وغيره كلهم زملاء أعزاء سعيد بنجاحاتهم ، واتمني له الخير ، وأحترم جدًا نجاح مسلسله "كلبش" واتمني له التوفيق في خطواته القادمة .

• "الخلية" فيلم ضخم انتاجيًا ، ومساحة الأكشن به تخيف أي نجم ، هل كانت ثقتك في طارق العريان سببًا في تبديد أي مخاوف ؟

طارق العريان صديق عزيز ومخرج كبير ، له تاريخ طويل في صناعة أفلام ناجحة بداية من الامبراطور والباشا مع أحمد زكي ووصولا لكل النجاحات التي قدمها مع زملائي ومعي ، شهادتي فيه مجروحة الحقيقة ولكنني بالفعل كنت واثقا فيه تماما وعلي يقين أن هذا العمل لن يقدر عليه سوي طارق العريان ، ومعه مدير تصوير رائع هو مازن المتجول .

• كيف سارت تحضيرات الفيلم خصوصًا أن طارق يستغرف وقتًا طويلا في التحضير ؟

بدأنا تصوير الفيلم في اكتوبر 2016 وانتهينا منه في يوليو 2017 ، عشرة أشهر من التصوير سبقها تحضير لم يقل عن ستة أشهر ، في البداية اتفقنا أننا لن نمثل شخصيات ضباط شرطة بل سنتحول لظباط شرطة حقيقيين ولهذا قضيت فترة تدريب لمدة ستة أشهر في معسكرات قوات الأمن المركزي حتي أتقن استخدام الذخيرة الحية ، وطريقة تنفيذ الاقتحامات ، وأحب أن اوجه شكري للضباط الذين استقبلوني في المعسكر ولولا تعاونهم لما ظهرت بهذا الشكل ، وكم كانوا سعداء بأن هناك عمل سيرصد حياتهم وما يواجهونه من مصاعب ومتاعب بهذا الشكل الواقعي ، لقد سمعت منهم قصص عن زملاء لهم استشهدوا وآخرون أصيبوا من أجل الوطن ، ولمست مدي الخطر الذي يعيشونه من اجلنا .

• يقال ان الداخلية كانت مشرفة علي الفيلم بشكل كامل وتدخلت في كثير من التفاصيل ، هل حدث ذلك ؟

الداخلية مشكورة مدتنا بالذخيرة الحية والأسلحة ، وأماكن التدريب والتصوير ، ومنحتنا موافقات علي تصوير مشاهد تفجيرات في شوارع حتي تظهر واقعية ، لك أن تتخيل ان مشهد اغتيال النائب العام صورنا في أحد شوارع اكتوبر وظهر واقعيًا وكأنه محاكاة للحادث الحقيقي ، ولكنها لم تتدخل من قريب أو بعيد في النص والتناول ، وهذا يحسب لهم ، البعض يحاول تسييس الموضوع ولكن العمل انساني جدا ، والجهة الوحيدة التي لها حق التدخل في السيناريو هي الرقابة ، ولو للداخلية سلطة علي الفيلم كانت أمرت بعرضه عرضًا عاما لجميع الفئات وليس فوق 12 سنة لدعم الفيلم علي الإنتشار اكثر والنجاح ؟

• بمناسبة التصنيف العمري .. هل تري أن عرض الفيلم لفوق 12 سنة أثر بشكل ما او بآخر علي الايرادات حتي مع الأرقام الضخمة التي حققتها ؟

طالما أن هناك جانب تربوي ينظم العمل والصناعة وينعكس ايجابيا علي المشاهد فأنا معه حتي لو أثر علي الإيرادات ، الناس عندي أهم .

• قلت أنه تم استخدام أسلحة وذخيرة حية ، هذه مخاطرة تقلق أي فنان يتعامل مع ذلك ؟

طبعًا مخاطرة طبيرة ولكنها مدروسة ، هدفنا كصناع للفيلم هو الوصول لأعلي درجات المصداقية ، وكل شيء مؤمن طبعًا ، ولم نستخدم الذخيرة "الفشنك" سوي في المشاهد الدرامية التي يطلق فيها أبطال العمل النيران علي بعضهم البعض .

• قلت سابقًا انك تلقيت تهديدات بسبب الفيلم .. ماهي طبيعة هذه التهديدات ؟

كانت تهديدات عبر صفحة الفيلم من أشخاص متطرفين اتهموني بأنني اعادي الإسلام وانحاز للضلال ، وبعضهم تجرأ واهدر دمي ، ولكنني أعتبر ذلك كلام فارغ ولعب عيال ولا ألتفت له.

• هناك إعداد بدني واضح ظهر عليك ، فكيف تعاملت مع الشخصية علي الجانب النفسي ؟

الجانب النفسي أصعب من البدني ، الاخير مقدور عليه بالتدريب المتواصل ، ولكن نفسيًا أن تعيش داخل شخصية لمدة عام كامل وهي بعيدة عن شخصيتك الحقيقية فهذا أمر صعب ومرهق ولكنني كنت في قمة تركيزي وتعايشت مع الشخصية بشكل كامل .

• هل انت من أصر علي منح الشخصية بعدًا كوميديًا بالسخرية من حين لآخر ؟

سيف الضبع شخصية مركبة ، وكل شيء كان متفق عليه مع المخرج طارق العريان والمؤلف صلاح الجهيني ، أنا أقدم شخصية من لحم ودم وإنسان مر بالعديد من المتغيرات خلال الأحداث كما أن تاريخ الشخصية نفسه مليء بالمواقف التي كونت هذا الرجل ، العازب الرافض للزواج الذي يضحك ويبكي في ذات اللحظة ، وأعتقد ان مسحة السخرية جزء من رسم الشخصية وأعطتها قبولًا مع الجمهور.

• ما أصعب ماواجهته خلال تصوير مشاهد الأكشن ؟

أصعب شيء التصوير بذخيرة حية ، هذا تطلب تأمينًا عاليًا ، كما ان تنفيذ مشهد مدتة 5 دقائق علي الشاشة يستغرق تصوير 15 يومًا ، مثال علي ذلك مشهد المطاردة في المترو استغرق تصوير 17 يومًا ، بينما ظهر علي الشاشة 13 دقيقة تقريبًا ، ونجن كفريق عمل كنا علي علم بذلك قبل التصوير وأيقنا أمام عمل ضخم وصعب ومرهق ، يكفي التصوير في المترو خلال اوقات الذروة وسط جموع من المواطنين الحقيقيين وليست مجاميع فنية .

• بمناسبة المترو والمواطنين قيل انك انفعلت علي الناس خلال تصوير مشهد إخلاء المحطة وصرخت قائلًا "أخرجوا برة" ، فما ردك ؟

هو المترو ده بتاعي عشان أقول للناس كده ؟! ، ثانيًا والأهم أنني لم اكن موجودًا أثناء تصوير مشهد الإخلاء ، هذا كلام يردده مروجوا الشائعات ولا ألتفت له .

• هل تشعر أن هناك من يتربص بك بعد نجاح "الخلية " ؟

لايعنيني من يتربص بي ، لان النجاح فضل من الله ، ولو ربنا أراد أن أفشل سأفشل مهما فعلت ، وكما قلت النجاح بالنوايا ، أنا فقط يدهشني جرأة البعض علي كتابة أخبار كاذبة ونشرها بلا سند حقيقي ، ولكن ما يريده الله سيكون .

• لماذا لا ترد علي هذه الأخبار في وقتها ؟

لأنني لا أحب الرد ولا المهاترات ، ولا ألتفت لأشياء فرعية تشغلني عن هدفي ، أنا راجل في حالي لا أحب الدوشة وأحب شغلي فقط .

• تعود للدراما التليفزيونية بمسلسل "أبو عمر المصري " ما الذي جذبك لهذا العمل ؟

لدي مبدأ في التعامل مع التليفزيون وهو الحذر لأن رد الفعل في الدراما التليفزيونية قاسي جدًا وكذلك النجاح فيها عظيم جدًا ، لأن الريموت هو الأداة التي تحدد مصيرك ولا يوجد أسهل من "تغيير المحطة" ، ولهذا كنت دقيقًا جدًا في اختياري هذه المرة ، والحقيقة أن أبو عمر المصري مستوي من رواية "مقتل فخر الدين" للكاتب عز الدين شكري وتعكف مريم ناعوم علي كتابة السيناريو وبالفعل انتهت من كتابة 3 حلقات ، والنتائج حتي الأن جيدة جدًا ، والخط العام يدور حول رجل مسالم جدًا تحوله رحلة في الصحراء الي رجل قوي كله جبروت ، نرصد طوال العمل كيف حدث هذا التحول ولماذا ، وهذا العمل سيكون تعاوني الاول مع المخرج الموهوب أحمد خالد موسي .

• وماذا عن خطواتك القادمة في السينما ؟

اجهز لفيلم مع المخرج احمد علاء الذي قدمت معه من قبل "بدل فاقد" و "الحفلة" وهو مخرج متميز جدًا ولدينا مشروع فيلم يكتبه محمد سيد بشير أعتقد أنني سأبدأ تصويره خلال عام 2018 .