أبو الغيط يؤكد حرص الجامعة العربية على دعم المجتمع المدني والعمل التطوعي

أحمد أبو الغيط
أحمد أبو الغيط
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط حرص الجامعة على تعزيز ودعم دور المجتمع المدني والعمل التطوعي من أجل إحداث التطور المنشود في المجالات المختلفة للتنمية المجتمعية، كالصحة والتعليم والقضاء على الفقر وتعزيز المشاركة السياسية وغيرها من المجالات المرتبطة بالتحديات الرئيسة التي تواجهها المنطقة العربية.
جاء ذلك في كلمة "أبو الغيط " الخميس 14 سبتمبر، في الاحتفالية الخاصة بجائزة الشيخ "عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي" " في نسختها السابعة، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع "جمعية الكلمة الطيبة" و"الاتحاد العربي للتطوع" بهدف تكريم رواد العمل التطوعي في الوطن العربي ووضع خبراتهم وتجاربهم في بؤرة الضوء اعترافاً بإسهاماتهم في خدمة مجتمعاتهم.
وقال "أبو الغيط" إنه تم قبل عدة سنوات استحداث إدارة منظمات المجتمع المدني بالأمانة العامة للجامعة العربية وذلك في إطار السعي لأن تكون تعمل كنقطة اتصال بين منظمات المجتمع المدني وأجهزة وآليات الجامعة العربية، خاصة في ضوء الدور المتعاظم للمجتمع المدني كشريك للحكومات في عملية التنمية.
وأشار إلى أنه من أهم الخطوات التي اتخذت على مستوى الجامعة العربية ككل إقرار "العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني 2016-2026" في فبراير 2016، وذلك بهدف العمل على خلق بيئة مناسبة لعمل هذه المنظمات، وبناء آلية مشاركة ناجحة بين منظمات المجتمع المدني والحكومات في الدول العربية وبما يسهم في تعزيز دور هذه المنظمات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ولفت إلى أن الجامعة العربية تعمل حاليا على تعديل الشروط والإجراءات التي تحكم العلاقة بين منظمات المجتمع المدني والجامعة العربية، الأمر الذي سوف يسمح بوضع قواعد وضوابط تنظم حضور منظمات المجتمع المدني لفعاليات تنظمها أجهزة بالجامعة العربية.
ووجه "أبو الغيط" تحية تقدير للشيخ عيسى بن علي آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة على دعمه ورعايته الكريمة للعاملين في مجال العمل التطوعي، ليس فقط في مملكة البحرين، وإنما في الوطن العربي بشكل عام، وتقديم التقدير الواجب لهم من خلال منحهم جائزة أصبحت إحدى أهم الجوائز الممنوحة للمعنيين بالعمل التطوعي على المستويين العربي والإقليمي، خاصة في ضوء الدور الذي تلعبه في نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي وتحفيز المبادرات الخلاقة والتجارب التطوعية المميزة والمشرفة في العالم العربي وقصص النجاح الملهمة لجيل الشباب والتي تحفزه على توجيه طاقاته لخدمة المجتمع.
وأوضح أبو الغيط أن العمل التطوعي هو خدمة إنسانية وطنية تهدف لتعزيز التنمية المجتمعية للوطن ومن يعيش فيه، وركناً أساسيا في مساندة الجهود والنشاطات الرسمية الرامية لتحقيق التقدم والازدهار في أي مجتمع من المجتمعات.
وأشار إلى أن المشهد الإنساني، عبر العصور في مختلف بقاع الأرض، وباختلاف الثقافات والحضارات والبنى المجتمعية، يؤكد وجود إرادة إنسانية فردية أو جماعية أكيدة لتقديم المساعدة ومد يد العون للمحتاجين أو للفئات المهمشة. 
وأشار إلى أن التجارب أثبتت أن الأجهزة الرسمية في مختلف الدول لا تستطيع وحدها تحقيق كافة غايات وخطط ومشاريع التنمية دون المشاركة التطوعية الفعالة للمواطنين والجمعيات الأهلية والتي يمكنها الاسهام بدور فاعل في عمليات التنمية نظراً لمرونتها في العمل وسرعة عملية اتخاذ القرار فيها بالمقارنة بالجهات الرسمية.
وتابع أبو الغيط:" ولهذا اتجهت الدول في عالمنا المعاصر لإعطاء مساحة أكبر للمجتمع المدني للمشاركة في العمليات التنموية جنباً إلى جنب مع الحكومات والقطاع الخاص، وذلك في عمل تشاركي يمكن أن يلعب دوراً هاماً في تطوير منظومة التنمية في البلدان العربية، والتغلب على الكثير من الظروف الطارئة أو الاستثنائية التي يمكن أن تتعرض لها دول في المنطقة العربية".
وبدوره ، أكد الشيخ عيسى بن علي بن خليفة الرئيس الفكري لجمعية الكلمة الطيبة أهمية العمل التطوعي باعتباره أحد العوامل الأساسية في العمل الإنساني منذ بداية الألفية الجديدة كما بات تقدم الدول يقاس بما لديها من مبادرات تطوعية تعكس الوعي والإدراك لدى مواطنيها بأهمية تكامل الدور المجتمعي مع خطط التنمية التي تتبناها الحكومات في هذه الدول كما تعكس ما لدى الجهات الرسمية من تبني لهذه المبادرات بما يسمح لها بالتحرك الإيجابي لسد الفجوات التنموية في بعض المجالات التي قد لايمكن أن تشملها برامج العمل الحكومية.
وقال إن المنظمات الأهلية تلعب أدوارا حيوية في دعم مسيرة التنمية في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد العربية وتنفيذ خطط التنمية الشاملة لتحقيق الاستقرار والرفاهية للمواطن العربي. 
وأشار إلى أن استضافة الجامعة العربية لهذا الحدث يعكس دعم ومساندة العمل التطوعي في الوطن العربي والذي ترجمته الجامعة في إطلاقها لعقد العمل العربي لمنظمات المجتمع المدني 2016/ 2026 العام الماضي .
ولفت إلى أن انطلاق الجائزة قبل سبع سنوات جاء من أجل تعزيز ونشر قيم العمل التطوعي لدى أجيال الشباب وذلك من خلال التركيز على النماذج المشرقة في مختلف أنحاء الوطن العربي واستعراض نجاحاتهم أمام الشباب ليبذلوا كل ما فيه الخير لصالح نهوض بلدانهم وأوطانهم نحو طريق التقدم والازدهار.
وتم خلال الاحتفالية تكريم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومساعده للشئون الاجتماعية السفير بدر الدين علالي وسفير مملكة البحرين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية السفير راشد عبد الرحمن آل خليفة .
كما شهدت الاحتفالية تكريم كل من: هبة السويدي مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة أهل مصر الخيرية ، ونجلاء بنت محمد العور وزيرة تنمية المجتمع (الإمارات)، والدكتور عبدالله معتوق المعتوق رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والمستشار بالديوان الأميري والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة (الكويت)، والشيخ سهيل سالم بهوان رئيس مجلس إدارة مجموعة سهيل بهوان القابضة ورئيس مؤسسة سهيل بهوان الخيرية (عمان)، والدكتور حسن إبراهيم كمال نائب الرئيس ورئيس المكتب التنفيذي باللجنة الوطنية للمسنين والأمين العام لجمعية البحرين الخيرية (البحرين).
كما تم تكريم كل من : محمد علي الحالمي رجل أعمال (اليمن)، والدكتور عبدالله ساعف أستاذ في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ومدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ومدير معهد التنمية الاجتماعية كما شغل سابقاً منصب وزير التربية الوطنية(المغرب)، ووحيد بن الطيب العبيدي القائد العام للكشافة التونسية (تونس)، ومنى حسن محمد (الصومال)، وسمية أحمد القارمي الرئيس الفخري لمؤسسة وطن العيد روس التنموية النسوية ومؤسس ائتلاف أصوات النساء وعضو مؤتمر الحوار الوطني (اليمن) وتوفيق راشد سلطان أحد الشخصيات الاجتماعية البارزة (لبنان)، وهشام فايز الشراري وزير سابق للشباب كما شغل عدد من المناصب الأخرى الهامة (الأردن)، وأماتي بنت حمادي رئيس المجموعة الحضرية لنواكشوط كما كانت تشغل منصب وزيرة الوظيفة العمومية (موريتانيا)، والدكتور طلال توفيق أبوغزالة مؤسس ورئيس مجموعة أبوغزالة الدولية (الأردن)، وبشير صادق جموعه رجل أعمال (السودان).