لا يوجد لديها وقت تضيعه هى أو زوجها، تستيقظ فى الصباح المبكر وتأخذ موقعها المعتاد بقرب محطة مترو أنفاق شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وتمد يدها لتتسول من أصحاب القلوب الطيبة.

ويتعاطف الناس مع هيئة هذه السيدة الذى يبدو عليها الشقاء والاحتياج الشديد ويتعاطفون أكثر عندما يشاهدون ابنتيها الصغيرتين إلى جانبها، ويضعون فى كفها ما تيسر لهم وهم يخفون صدقاتهم، وكان الملفت للنظر هو كمية القمامة التى تحيط بها.

وبعد أن تنتهى موجات الموظفين الذاهبين إلى عملهم، توزع السيدة مجهودها ما بين يد واحدة ترفعها للتسول، وبين استخدام يديها الاثنين لتعمل «نباشة» فى القمامة التى تحيط بها، ولم نكتف برصد المشهد، توجهنا إلى السيدة، وبعد أخذ ورد فى الكلام.

قالت لنا «انتصار» وهذا هو اسمها أنها تخصص فترة ما بعد الظهيرة لفرز القمامة التي يلف زوجها الشوارع من أجل جمعها، ويضعها في أجولة كبيرة ويلقيها إلى جانب زوجته على مرتين يوميا، وتكون مهمتها فرز الزجاجات البلاستيكية عن علب المياه الغازية «الكانز» حسب اللون والنوع، ويتجمع الاثنان الرجل وزوجته فى نفس المكان حتى تأتى سيارة نصف نقل فى الخامسة مساء لحمل ما تم جمعه من القمامة، وتقول لنا: نحصل على مبلغ من المال حسب الكميات التى نجحنا فى جمعها وفرزها.

وكم تحصلين يا ست انتصار مقابل هذه القمامة؟.. ترد علينا وتقول: ٥٠٠ جنيه فقط ؟!