«ويراثو».. «بن لادن البورمي» المتعاطف مع الناموس أكثر من المسلمين

الراهب ويراثو
الراهب ويراثو
داخل مجمعه الخاص بدير ماسويين في مدينة ماندالاي البورمية يجلس راهب بوذي «ذو وجه طفل»- حسب وصف صحيفة الجارديان البريطانية له- يمتلك من السلطة على أتباعه ما يجعلهم يقتلون ويذبحون مسلمي الروهينجا يوميا دون أي تأنيب ضمير.

«هو وجه الإرهاب البوذي».. هكذا وصفت مجلة الـ«تايم» الأمريكية الراهب ويراثو والذي ظهر على غلاف المجلة الشهيرة، ومنحته لقب «بن لادن البورمي» كدليل على تطرفه تجاه القضايا التي تخص المسلمين وتسببه في قتل الآلاف منهم.

21272449_10156512598138219_423738963014040623_n

«الآلاف يقفون أمامه في خشوع.. البعض الآخر يعلو صوته بالترانيم، ويحتفظ بوجه زجاجي قبل أن يبدأ خطبته، لحظات تبدو روحانية إلا أن أول كلمة ينطق بها هي: هذا ليس وقت الحفاظ على هدوء أعصابنا».. هكذا الوضع داخل دير ماسويين في مدينة ماندالاي خلال الصلاة التي يؤمها الراهب البوذي ويراثو والتي دائما ما تعقبها أعمال عنف ضد المسلمين.

ويراثو.. الوجوه الطفولية تخدع أحيانا

«رجل كبير بوجه طفل.. إلا أن هذا الطفل الكبير يمتلك سلطات على أتباعه» بتلك الأوصاف بدأت صحيفة «الجارديان» البريطانية حوارها مع الراهب ويراثو في مايو الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الراهب البوذي الذي يجلس داخل مجمعه الخاص في دير ماسويين يمتلك السلطة الأكبر على آلاف من البوذيين، خاصة أنه الأب الروحي للرابطة الوطنية في ميانمار، بالإضافة إلى إقامته في مدينة ماندالاي ثاني كبرى المدن في دولة ميانمار.

«يقيم في مجمعه الخاص الذي تحيط أسواره صورا للأشخاص المقطوعة أطرافهم، والمصابين بضربات من آلات حادة».. وضع اختاره الراهب البوذي لنفسه؛ حيث يحيط أسوار المكان الذي يقيم به، ولكنه يصر على أن تلك الصور ليست للمسلمين ولكن للبوذيين الذين تعرضوا للاعتداء على يد المسلمين.

5000

كالكلب أنبح على الغرباء

«أنا أدافع عن الأشخاص الذين أحبهم.. أحذرهم من الخطر الذي سيتعرضون له على يد المسلمين فأنا كالكلب الذي ينبح على الغرباء حينما يقتربون من منزلك».. كلمات نفى بها الراهب ويراثو – خلال حواره – مسئوليته عن أي مجازر يتعرض لها المسلمين.

وأشارت صحيفة «الجارديان» إلى أن الراهب البوذي الذي تحجج بمحاولته حماية الأشخاص الذين يحبهم نسى أنه تسبب في اندلاع أعمال العنف بعد إحدى الخطب التي ألقاها في 2013 والتي قام وقتها مجموعة من المتطرفين بإحراق مسجد خاص بالمسلمين والتسبب في قتل الآلاف.

وأضافت أن الراهب البوذي صدر عليه أحد الأحكام في عام 2003 بالحبس لمدة 25 عاما بسبب معاداته للمسلمين إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد 9 سنوات فقط.

وتابعت أن ويراثو نفى تعرض السيدات المسلمات لعمليات اغتصاب داخل المناطق التي يحدث فيها أعمال عنف، قائلا وهو يضحك: «هذا مستحيل أن يحدث.. انظر إلى أجسادهن إنها قبيحة».

التعاطف مع الناموس 

ولفتت «الجارديان» إلى أن الراهب البوذي تحول من حديثه عن الاتهامات التي يتعرض لها بأنه شخص متطرف ومعادي للمسلمين للحديث عن الناموس ليدلل على عدم صحة الاتهامات التي يتم إلصاقها به.

وأضافت أنه قال خلال الحوار إنه يعلم أتباعه كيف يكونوا مواطنين بوذيين صالحين لدرجة ألا يقوموا بقتل الناموس وذلك بأن يكون لديهم في البداية تعاطف مع الناموس وأن يتخيلوا أن لتلك الحشرة عائلة تحتاج إليهم كي يطعموها لأنها لا تمتلك عائلة، ثم أن يضعوا أنفسهم مكان تلك الحشرة.

الروهينجا.. الموت لـ5% 

طائفة مسلمي الروهينجا إحدى الطوائف التي تعيش في ميانمار يمثل تعدادهم قرابة الـ5% من البورميين، ويتمركزون في عدد من المناطق أهمها مدينة راخين.

ويتعرض الروهينجا لعدد من المذابح يوميا على يد المسلحين البورميين في مدينة راكين مما دفع الآلاف منهم للفرار إلى الحدود مع بنجلاديش التي أقامت عدد من مخيمات اللاجئين لاستقبال الوافدين إليها.

وبحسب وصف العديد من الجماعات الحقوقية حول العالم فإن طائفة الروهينجا تعد الطائفة الأكثر اضطهادا في العالم والتي لا يعترف أحد بوجودهم من الأساس.

640x640_6