«الروهينجا» أموات على قيد الحياة.. حكايات صراع الهروب و الموت

على قوارب خشبية بدائية يحملون ما ظل من أسرهم على قيد الحياة ويهربون تاركين خلفهم جثث من لم يستطيعوا النجاة.. البحر أمامهم والموت يتبع خطاهم اليائسة للبحث عن الحياة.. فكل ذنبهم أنهم من مسلمي الروهينجا.

«وضعوا أخي داخل قفص خشبي مع مجموعة من المدنين ثم أشعلوا النار فيهم».. «ابن أخي لم يكمل الـ6 سنوات وقاموا بقطع رأسه».. «أطلقوا النار على أختي».. شهادات من قلب المذابح التي يعيشها الروهينجا يوميا على يد الميلشيات المسلحة في مينامار مما دفعهم للهجرة بأعداد كبيرة إلى بنجلاديش.

60 ألف لاجئ

«أتى أشخاص مسلحين من القرى المجاورة لنا وبدأوا في إطلاق النار على المدنين بشكل عشوائي، مما جعلنا نترك منازلنا للنجاة بأرواحنا»، هكذا لخص أحد شهود العيان من سكان قرية «راخين» الأسباب التي دفعته للرحيل عن بلاده والفرار إلى أحد مراكز اللاجئين في بنجلاديش.

وقالت صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية إن قرابة الـ60 ألف من مسلمي الروهينجا أصبحوا لاجئين على مدار الأيام الماضية بعد ما قامت القوات الحكومية وشبه الحكومية بعمليات قتل عشوائية للمدنين المتواجدين في القرى المسلمة.

وتابعت أن الروهينجا قاموا باستخدام القوارب المصنوعة من الخشب من أجل أن يستطيعوا الهروب من المذابح التي يتعرضوا لها.

حرق وقطع للرؤوس

ونشرت الصحيفة شهادات الأشخاص الذين استطاعوا النجاة بحياتهم من مذابح القوات الحكومية على مدار الأيام الماضية ويدعى عبد الرحمن.

وقال عبد الرحمن البالغ من عمر 41 عاما ونجح في الفرار إلى مخيم للاجئين في بنجلاديش إن قوات مسلحة بورمية قاموا بوضع أخيه داخل أحد الأقفاص الخشبية هو وأخيه وقاموا بإشعال النار في فيهم.

وتابع أنه التقى بالصدفة بعدد من أفراد أسرته المختبئين في الحقول بعد نجاتهم من الهجوم الدامي الذي استمر لأربع ساعات على بلدتهم، مضيفا أن بعضهم كان مصابا بالرصاص والبعض الأخر كانت أيديهم مقطوعة.

وأضاف أن اثنين من أبناء أخيه يبلغ أحدهم 9 أعوام والآخر 6 أعوام تعرضوا لقطع رؤسهم، بينما تم إطلاق الرصاص على أخته.

قاتلون أو مقتلون.. لا خيار آخر

« لسنا موتى ولا نستطيع الحياة.. علينا أن نفعل أي شيء.. إما أن نموت نحن أم يموتون هم».. هكذا لخص هاشم أحد المقاتلين الروهينجا في تصريحات لصحيفة الـ«جارديان» البريطانية.

وأضاف في اتصال هاتفي من داخل أحد مخيمات اللاجئين في بنجلاديش إنه انضم إلى «جيش الخلاص» الذي بضم عدد من مقاتلي الروهينجا.

وتابع أن قرابة المليون شخص من مسلمي الروهينجا يعانون بشدة وأنهم أبلغوا الجمعيات الحقوقية والصحفيين أن حياتهم في خطر، مضيفا أنهم الآن ليسوا موتى ولكنهم لا يستطيعون الحياة ، لذلك قاموا بالتصرف بإنشاء الجماعة المسلحة للدفاع عنهم، مشددا على أنه لو استمر الوضع على ما هو عليه فإن حمام الدماء سيستمر.