القصة الكاملة لشحنة «اللاندين» السامة.. 20 عاما من الانتظار في ميناء «الأدبية»

صورة أرشيفيه
صورة أرشيفيه
منذ 20 عاماً؛ استقبل ميناء الأدبية 15 حاوية ترانزيت واردة من دولة فرنسا، تحتوي على مبيدات زراعية من بين مكوناتها مادة «اللاندين»، دون إفراج جمركي، ما يمنع على مصر «الدولة المضيفة» فحصها أو فتح الحاويات، كونها لن تدخل البلاد.
وقام الوكيل الملاحي المملوك لرجل الأعمال كمال أنطوان بشحن 5 حاويات منها إلى السنغال، بينما بقيت 10 حاويات أخرى، يبلغ حجمها 241 طنا ضيفًا بميناء الأدبية، بعد أن كانت الشحنة بأكملها في طريقها إلى ميناء داكار بالسنغال.
وبعدها اختفى الوكيل الملاحي المُضيف للشاحنات، وتوقفت معه إجراءات التخلص من باقي الحاويات العشر، وبعد مرور أكثر من 8 أعوام، قررت إدارة الميناء فحص الحاويات، وفوجئ فنيو الفحص أن الرسالة التي جاءت في "شكائر" بلاستيكية مدون عليها باللغة الانجليزية ما تعني ترجمته "هذه المبيدات تحتوي على مادة اللاندين وتمثل خطرًا على صحة الإنسان"، وسرعان ما كشفوا أيضًا أن تلك المادة تم حظر استخدامها عالميًا قبل وصول الشحنة بثلاث سنوات.
ويندرج مبيد اللاندين على قائمة الملوثات العضوية الثابتة طبقاً لاتفاقية استكهولم  وكانت مصر من أوائل الدول التي وقعت على هذه الاتفاقية المعنية بهذه الملوثات الخطرة التي تهدد صحة الإنسان وكل الكائنات   ونظراً لوجود التوكيلات الملاحية العالمية المختصة بنقل مثل هذه النفايات الخطرة بالإسكندرية.
وفي عام 2017 بدأت إجراءات نقل الشحنة براً من ميناء الأدبية، إلى ميناء الدخيلة بالإسكندرية، بصحبة قوات خاصة للتأمين، وذلك بعد إعادة تعبئتها وتغليفها ووضعها في حاويات جديدة باستخدام أعلى المواصفات القياسية العالمية، ومعايير الأمم المتحدة، حيث كان في انتظارها السفينة MSC لورا لتسافر إلى فرنسا وتحرق في أفران خاصة، هذا وقد تم تطهير الحاويات القديمة وتقطيعها ونقلت لتنقل هي الأخرى خارج البلاد.
جدير بالذكر أنه قد تم الإعلان عن مناقصة عالمية للتخلص الآمن من هذه الشحنة من اللاندين وفازت بها إحدى الشركات اليونانية العالمية الخبيرة في هذا المجال. 
وقامت الشركة باتخاذ الإجراءات كافة التي تضمن التخلص الآمن من الشحنة بأحدث الأساليب العلمية والمعايير الدولية، وتم بناء قدرات وتدريب العمالة المصرية والتي شاركت في انجاز مختلف الأعمال الخاصة بهذه المهمة.