قدم كمال الشناوي فيلماً لم ينساه أحد حتى وقتنا هذا، وهو فيلم الكرنك الذي قام فيها بدور "خالد صفوان"، رجل الأمن المستبد "صلاح نصر" مدير المخابرات العامة المصرية السابق، والذي تمت محاكمته في قضية انحراف المخابرات الشهيرة في أعقاب نكسة 67 ونهاية الفيلم بدخول صفوان المعتقل، هو أيضاً ما حدث مع صلاح نصر بعد إدانته في قضية انحراف المخابرات ومحاولة الانقلاب ويتم التلميح بقوة إلى أنه ابن أحد رجال القصر في عهد الملك مما يفيد استمرار القمع والفردية وراء ستار الحكم الاشتراكي.
الفيلم مأخوذ عن قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ، "الكرنك" هي قصة قصيرة الحجم سجل فيها نجيب محفوظ اعتراضه على القمع السياسي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
يحكي الفيلم عن حالة الاستبداد السياسي والفكري والتعتيم الإعلامي الذي انتهجه نظام الحكم المصري في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، حيث يتناول قصة مجموعة من الشباب الجامعي الذي يتم اعتقاله دون جريمة بسبب التقائهم في مقهى "الكرنك" الذي عرف عنه تجمع بعض المفكرين فيه وتعرضهم أحيانا لنقد الثورة.
"محمد كمال الشناوي" الشهير بـ"كمال الشناوي" ولد في 26 ديسمبر 1918، قدّم أكثر من 200 عمل في السينما والتلفزيون، ولد في مدينة ملكال بالسودان، انتقل إلى العيش في مصر مع والده حيث استقر بهما المقام في مدينة المنصورة، بعد أن تزوج فتاة من جنوب السودان كان يحبها حبا جنونياً لكنها تركته، وبعد ذلك سافر إلي مصر لكي ينسي همومه، وكان شاباً تقياً يخاف الله وجميل الوجه.
عاش بداية حياته في السيدة زينب، تخرج في كلية التربية الفنية جامعة حلوان، كان عضواً في فرقه المنصورة الابتدائية، والتحق بمعهد الموسيقى العربية ثم عمل مدرساً للرسم.
شارك في العديد من الثنائيات الناجحة التي تركت الكثير من الأعمال التي لا تُنسى فقد قدم ثنائياً مع إسماعيل ياسين ومع فاتن حمامة ومع شادية.
نال كمال الشناوي في حياته العديد من الجوائز، أولهم جائزة شرف من مهرجان المركز الكاثوليكي في 1960، ثم نال جائزة الامتياز في التمثيل من مهرجان جمعية الفيلم في 1992، وكان آخر أعماله المشاركة في فيلم ظاظا عام 2006.
توفي كمال الشناوي فجر يوم الاثنين 22 أغسطس 2011م، الموافق 22 رمضان من عام 1432هـ، عن عمر ناهز 92 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان.
