«السمان».. أول من أعلن للعالم انتصار أكتوبر

علي السمان
علي السمان
انتصرنا .. بكل لغات العالم كلمة مدوية بلسان الفخر والعزة أذاع المفكر الراحل علي السمان خبر انتصار أكتوبر لكل العالم، والذي كان مسؤولا عن الإعلام الخارجي برئاسة الجمهورية في فترة حرب أكتوبرمنذ عام 1972 وحتى عام 1974.

ولد علي السمان في عام 1929 وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام 1953 ثم دبلوم في الدراسات العليا في القانون الدولي العام والعلوم السياسية من جامعة جرونوبل في فرنسا عام 1956 وبعده دكتوراه الدولة في القانون والعلوم السياسية من جامعة باريس عام 1966.

عمل بالصحافة في بداية حياته العملية حتى عينه الرئيس الراحل أنور السادات مستشارا للإعلام الخارجي من 1972 وحتى 1974، وتنقل بعد ذلك في العديد من المناصب منها نائب رئيس اللجنة الدائمة للأزهر الشريف للحوار بين الأديان السماوية ومستشار شيخ الأزهر لحوار الأديان ورئيس لجنة الحوار والعلاقات الإسلامية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

شغل "السمان" عدة مناصب منها  رئيساً للاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان، ورئيس لجنة الحوار والعلاقات الإسلامية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمشيخة الأزهر، كما كان رئيس مكتب وكالة الشرق الأوسط بباريس وحصل مؤخرا على وسام الشرف من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بباريس، كما يُعرف  بكونه مؤرخا وشاهدا على تاريخ مصر الحديث وله كتاب واحد من تأليفه  "أوراق عمري"، وشارك بكتابة أخر بعنوان "من ثورة إلى أخرى" بالإضافة إلى ترجمة العديد من الأعمال باللغة الفرنسية ومقالات ولقاءات تلفزيونية. 

وكان آخر مناصبه رئيس الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان وتعليم السلام (أديك)، وقد حصل على وسام شرف (ضابط النظام الوطني الفرنسي) عام 2012 وميدالية تقديرية من رئيس أساقفة كانتربري عام 2004 لجهوده في خدمة حوار الأديان، وقد أجاد الإنجليزية والفرنسية إلى جانب لغته العربية وكتب مقالات للعديد من الصحف العربية والأجنبية.

وجه المفكر الراحل الشكر لكل من ساهم وشجع لخروج كتابه للنور ووضح لماذا اقبل على كتابة كتابه الوحيد قائلا: لماذا أكتب.. أصلاً ؟!.. ظللت مدة طويلة مترددًا في إصدار هذا الكتاب، حتى لا يتشابه مع ما نسميه "مذكرات فلان" التي تصدر من وقت لآخر، لأن قناعتي أن المذكرات التي تستحق النشر، هي لشخصيات قامت بدور محوري في تاريخ بلادها. . وليس ذلك هو حجم دوري.. ولكن إصرار أصدقائي ومعارفي، وعلى رأسهم ناشر هذا الكتاب، على أهمية البدء في أن أضع أمام القارئ العربي بشكل عام، والمصري بشكل خاص، تجربتي في ميادين متعددة مع مشوار عمري على الورق، كان إصراراً أكبر من أن أقاومه، وكان أكثر أصدقائي تأثيراً في مشوار عمري على الورق، كان إصراراً أكبر من أن أقاومه، وكان أكثر أصدقائي تأثيراً في قراري بأن آخذ قلمي بيدي لأبدأ رحلة الكتابة هو الأخ والصديق وزميل عمري المستشار الراحل فتحي نجيب رئيس المحكمة الدستورية.. الذي قال لي: "إن واجب من لديه حتى سنتمتر واحد من تاريخ هذا البلد وامتنا العربية أن يكتبه للأجيال القادمة.. فضلاً عن أن التاريخ الكبير هو محصلة رواية مئات ممن اختاروا الحركة، واختاروا أن يتأثروا ويؤثروا في الآخرين". 

كما كتب السمان : "شكراً لابني سام، الأمريكي المولد والمنهج، الذي كان الكومبيوتر، هو مهنته، وحبه،.. والذي كان يبعث لي، برسالة، كل شهر، يطلب مني فيها ألا أنسى هديتي له: وهى هذا الكتاب.. شكراً لكل الأصدقاء والصديقات في مصر وفرنسا وفى أماكن عديدة الذين اختلفت تعبيراتهم ولغاتهم ولكنهم اتفقوا على فكرة واحدة هي: ليس من حقك ألا تكتب.. شكرًا أيضًا للسيدة سمر داود التي كرست جهداً خلاقاً لا يعرف التوقف لننتهي سوياً من رحلة المراجعة خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة، وشكراً أيضاً لها على كل الأفكار التي وضعتها أمامي عن مرحلة ما بعد صدور الكتاب، لقد كانت نموذجاً لعقلية وشخصية فلسطينية أعتز باكتشافها. 

إنني أقدم هذا الكتاب كهدية متواضعة لجيل الشباب، الذي لم يعش كل هذه الحقبة من التاريخ، ليعرف أننا في حدود الزمان والمكان.. أدينا الأمانة.. وشكرًا لكل أصدقائي، الذين مارسوا معي خلال سنوات، إقناعي وإثارتي بلغة التحدي، فكانوا يراهنون على أني لن أجد وقتاً لكتابة تجربتي، لأنني اخترت طول عمري - في تصورهم -، الحركة، ثم الحركة، ثم الحركة، فبقى لي، حسب قولهم، الكلام الإذاعي فقط، عن تاريخ هذه الحركة.. وشكراً لـ "عمري عوض حسن" الذي وضع صبر ومثابرة النوبي الأصيل، في أن يغور في "بدرومات" البيوت التي عشتُ فيها، بحثاً بين آلاف أوراق العمر، عن صورة أو وثيقة تصلح ورقة في هذا الكتاب. . وشكراً لله، من قبل، ومن بعد، الذي أعطاني من العمر، لأهدى لمن أحببتهم.. أوراق عمري..  د. علي السمان."