المصارف و المصانع والصرف الزراعى أهم مصادر تلوث النيل بأسوان




يشق نهر النيل محافظة أسوان وتقع العديد من الزراعات على شط نهر النيل مباشرة .وتلقى هذه الزراعات بمياه الصرف الزراعى فى النيل مباشرة .ومن أهم مصادر تلوث النيل والزراعات بمحافظة أسوان بعد الصرف الزراعى المصادر التالية.ترعة السيول بمدينة أسوان .والمعروفة بترعة السيل وهى مصدر دائم للتلوث . وترعة بربا بمدينة كوم أمبو التى تتلقى مياه الصرف الصناعى من مصانع سكر القصب والخشب الحبيبى .ومصرف الجناين بكوم أمبوالذى تصب فيه مياه الصرف الصناعى والتبريد من مصنع قصب السكروالصناعات التكميلية القائمة عليه .وفى أدفو نجد مصنع الفيروسيليكون ومصنع قصب السكر والصناعات التكميلية أكبرمصادر التلوث بالمدينة . بالأضافة الى الفنادق العائمة مابين أسوان والأقصر .
قال مصدر مسئول بادارة حماية النيل أنه خلال عام 2016 تم رصد 232 مخالفة للقانون 48 لسنة 82 وهو الخاص بحماية النيل من التلوث وأكد المصدر على أنه تم أزالة جميع هذه المخالفات تماما . ورغم تأكيد المصدرعلى ازالة جميع مخالفات التلوث .فمازال التلوث قائما تحت أشراف وعناية هيئة مياه الشرب والصرف الصحى من خلال أكبر بؤرة تلوث فى مصر وهى مخر السيل والمصارف  .وقال مصدر مسئول بالأتحادالنوعي للبيئة بأسوان إن مصرف السيل يعتبر من أكبر الملوثات لنهر النيل لأنها تلقي بحوالي 70 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي المعالج في نهر النيل يوميا. حيث تبدأ هذه الترعة من جنوب مدينة أسوان حتي تصب في منطقة الجزيرة شمال المدينة . أضاف أنه تم تغطية جزء من مصرف السيل في السنوات السابقة. ولكن مازال هذا المصرف يلوث نهر النيل حتي الآن.
أوضح أن الصرف الصناعي الخاص بمصنع سكر كوم امبو يصب في ترعة الجناين ومنه إلي النيل تحت سمع وبصر المسئولين علي الرغم من أن المصرف مجري مائي تمتلكه وزارة الري والمفترض ألا يصب فيه أي صرف صناعي. لكن الوزارة تسمح بهذا التعدي بغرابة شديدة.. مشيرا إلي أن مياه الصرف الصناعي الخاصة بمصنع سكر كوم امبو تتسبب في حدوث تلوث كيميائي ناتج عن مخلفات السكر وتختلط به المخلفات الصناعية المختلفة مثل المازوت وبقايا السولار. علاوة علي أن وجود مصنع للخشب الحبيبي بجوار مصنع السكر والذي يستخدم الكيماويات في عمليات الإنتاج. وأشار المصدر لأنغالبية المصارف الزراعية تصب في نهر النيل بأسوان مما يسبب مشكلة كبيرة. لأن معظم المزارعين يستخدمون الأسمدة الآزوتية بكميات مبالغ فيها من أجل زيادة المحصول وفي النهاية يذهب جزء كبير من هذه الأسمدة إلي نهر النيل ومن المعروف أن أسمدة النترات تؤدي إلي أضرار شديدة خاصة علي الأطفال. علاوة علي المبيدات التي تستخدم في زراعة الخضر والفاكهة وتصل بدورها إلي المصارف الزراعية ومنها إلي النيل. مؤكدا أن مصرف الشيخ عامر بإدفو تلقي فيه مياه الصرف الصحي التي لا تستوعبها الغابة الشجرية التابعة لوزارة الزراعة مما يؤدي لتلوث كبير بالنيل هناك.
أضاف أن عددا من الأهالي المقيمين علي الترع والمصارف بقري أسوان يقومون بإلقاء مياه الصرف الصحي في هذه الترع بسبب عدم وجود شبكات للصرف الصحي بغالبية القري.
وقال الخبير البيئى عاطف حسين أن المصارف الرئيسية التي تلوث نهر النيل في محافظة أسوان هي مصرف السيل وجارى أنهاء مشروع لمنع إلقاء مياه الصرف الصحي به . ومصرف الجناين في كوم امبو وهو عبارة عن صرف زراعي وصناعي ويلقي بمياهه في نهر النيل عند منطقة البيارة بكوم امبو. علاوة علي أن جميع المصارف الزراعية بأسوان تلقي بالمياه في نهر النيل وهي محملة بالكيماويات وخلافه إلي جانب أن بعض سيارات كسح مياه الصرف الصحي ببعض القري تلقي مياه الصرف بالمصارف الزراعية التي تذهب إلي النيل. مؤكدا أن جهاز شئون البيئة يقوم بأخذ عينات مياه دورية من مختلف المصارف بواقع 4 مرات سنويا ويرسل نتائج هذه العينات إلي الجهات التنفيذية المسئولة لاتخاذ القرارات اللازمة.
                                       تفرق دماء نهر النيل
تعدد الجهات المشرفة أحد اسباب تكرار التعدي على نهر النيل كما يؤكد الجيولوجى عبد الخالق ثروت يوسف أستشارى البيئة والدراسات البيئية . مشيرا لوجود خمس وزارات تتولي الاشراف على نهر النيل وهي وزارة الموارد المائية والزراعة  ووزراة البيئة ووزارة الداخلية ممثلة فى شرطة المسطحات ووزارة الادارة المحلية مما يجعل المسؤولية تضيع بين هذه الوزارات في احوال كثيرة ويؤكد ثروت الى ان التعديات التي ترصدها تقارير وزارة الري لا تشمل التعدي على نهر النيل بالتسبب في تلوثه حيث يصب في نهر النيل ما لا يقل عن ثلاثين مليون متر مكعب من الصرف الصناعي سنويا . مشيرا لأحتواء الصرف الصناعي علي مواد شديدة السمية تدمر الانسان والحيوان والنبات‏.‏ كما يتم صرف المجاري في النيل والقاء القمامة ومخلفات المصانع والمبيدات التالفة مثل ما يحدث بمخر السيل ومصنع السكر بكوم أمبو ومصانع لب الورق وغيرها بمدينة أدفو. مما يتسبب في قتل اشكال الحياة المختلفة بالنهر.
                                          قرار وزير الرى رقم 92 
انتقد بشدة عبد الخالق ثروت قرار وزير الرى رقم 92 لسنة 2013 الخاص بتعديل اللأئحة التنفيذية للقانون 48 لسنة 82 .وأعتبره معوقا لحركة الفنادق العائمة ولتاخير تنفيذ البرامج السياحية .وقال أنه قبل صدور القرار كانت الفنادق العائمة تلقى بمخلفاتها بعد معالجتها كيميائيا فى النيل وهذا الأجراء لا يشكل اى خطورة ولا أى تلوث للنيل . 
ألا أن القرار الوزارى حظر على جميع العائمات القاء المخلفات أوتسريب الوقود فى النيل . وقصر صرف هذه المخلفات فى محطات الصرف المعدة بالمراسى وبكل من خور أبو سبيرة بمركز أسوان وبمدينة أدفو وأسنا والأقصر فيما تخلو مدينة كوم أمبو تماما من وجود اى محطات .وطالب بأرجاء تنفيذ القرار الوزارى 92 لسنه 2013  لحين التاكد تماما من خدمه الصرف الصحي لكافه المراسي سواء باسوا ن او ادفو او الاقصر ومدي  استيعابها للصرف الصحي العام للفنادق العائمه وقيام اداره المراسي بكل من اسوان والاقصر بالمتابعه اليوميه للمراسي  والتاكد من جاهزيتها لاستعاب الصرف الصحي العام 




                                               تقارير الرصد البيئى
ومن جانب أخر أكد تقرير رصد بيئى لمحافظة أسوان صادر من جهاز شئون البيئة وعدد من الجهات المعنية .أن نوعية مياه مصارف خور السيل بأسوان و الجناين والبربا رديئة جداً ومخالفة لجميـع أو معظم قيم المعايير المنصوص عليها في قانون ٤٨/١٩٨٢ .وهذه المـصارف الثلاثة تعد المصادر الرئيسية لتلوث النيل مع تصريف المواد العضوية بنسبة عاليـة. المصارف المتبقية ذات نوعية مياه رديئة حيث أن تلك المصارف تتجاوز المعايير المطلوبـة بحد أو حدين (حوض السباعية) .
وأشار التقرير لأن الآثار البيئية للنشاط الزراعي تتضمن تدهور نوعية المياه السطحية نتيجة مياه الري الملوثة بالأسمدة العضوية والكيميائية ومخلفات المبيدات. كما أن مياه الري الملوثة تلك ربما تتسرب إلى المياه الجوفية. واكد التقرير على أن معظم المصارف الزراعية التي تصب في النيل هي شديدة التلوث وتصرف كميات عالية من الملوثات. وهذه المصارف تستقبل جميع أنواع مياه الصرف التي تتراوح ما بـين مياه الصرف الصحى غير معالج إلى مياه الصرف الصحى المعـالج. وعلـى الـرغم مـن تصريف أحمال عالية من الملوثات من المصارف الزراعية . و تأثر نهر النيل موضعيا عنـد نقاط صرف المصارف . إلا أن نهر النيل يظل نظيفاً بصفة عامة. وهذا يرجع إلـى القـدرة الطبيعية للنيل على التنقية الذاتية وهو ما يعني أن المواد العضوية تتحلل بدون حدوث نقـص في الأكسوجين الذائب.وبصفة عامة . لا تتوافق المصارف مع معايير جودة المياه السطحية المنصوص عليهـا فـي قانون 48 لسنة 1982.وأشار التقرير لأن  المصانع تعتبر مصادر رئيسية للتلوث. وربما يكـون مـصانع قـصب الـسكر والصناعات التكميلية في ادفو وكوم امبو هما أسوأ الصناعات الملوثة حيث تصرف أحمـال ثقيلة من المواد العضوية المستهلكة للأكسوجين بالمجرى المائى علـى الـرغم مـن حقيقـة إجرائهم لبعض معالجة وإعادة تدوير مياه الصرف.وأكد التقرير على  هي الصرف الزراعي من المـزارع والحقـول والـصرف الصحى من البواخر السياحية.يعد أيضا من أهم مصادر التلوث .