نتائج إيجابية لمشاركة السيسي في قمة «فيشجراد»

الرئيس السيسي خلال مشاركته في المؤتمر الصحفي بقمة فيشجراد
الرئيس السيسي خلال مشاركته في المؤتمر الصحفي بقمة فيشجراد
«الرئاسة»: قادة الـ«فيشجراد» أكدوا دعمهم لمصر في مكافحة الإرهاب وعملية الإصلاح الاقتصادي

حققت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة «فيشجراد» نتائج إيجابية كثيرة، على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن قمة «فيشجراد ومصر» التي عقدت بالمجر، تناولت عدداً من الموضوعات الهامة وعلى رأسها دور مصر في منطقة الشرق الأوسط، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وكذا التعاون في مجالات الطاقة، وبحث فرص تطوير العلاقات التجارية والاستثمارات بين الجانبين، فضلاً عن سبل تطوير التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي الذي تتمتع دول التجمع بعضويته.
وقال المتحدث، إن رئيس الوزراء المجري، استهل أعمال القمة بكلمة رحب خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي، معرباً عن سعادته بعقد قمة استثنائية لدول التجمع مع مصر، في ظل التقدير والاحترام اللذين تكنهما دول التجمع لمصر وقيادتها، وحرصها على تطوير وتعزيز التعاون معها، خاصة في ظل دور مصر المحوري في تحقيق أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف السفير علاء يوسف، أن الرئيس السيسي، ألقى كلمه أكد خلالها على أهمية القمة في تعزيز التعاون بين مصر ودول تجمع «فيشجراد» في مختلف المجالات، خاصة في ظل العلاقات التاريخية التي تربط مصر بتلك الدول، مؤكداً تطلع مصر لمواصلة تطوير العلاقات مع دول «فيشجراد» لتصل إلى شراكة إستراتيجية بين الجانبين. 
واستعرض الرئيس السيسي، الجهود التي تبذلها مصر لاستعادة الاستقرار وتحقيق التنمية الشاملة، مشيداً في هذا الصدد بمواقف دول تجمع «فيشجراد» المساندة لمصر والتي أكدت إدراكهم لطبيعة المرحلة الانتقالية التي تمر بها وما فرضته من تحديات أمنية وجهود لبناء دولة ديمقراطية حديثة، وعمل حثيث للارتقاء بالأوضاع الاقتصادية، وهو ما انعكس في مواقف تلك الدول بشكلٍ يُرسخُ لمفهوم المُشاركة. 
وأعرب الرئيس السيسي، عن التطلع لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول التجمع، سواء بشكل جماعي أو ثنائي، مؤكداً انفتاح مصر على بحث سبل التعاون الاقتصادي والصناعي، خاصة وأن مصر يمكنها أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لدول التجمع لدخول الأسواق العربية والأفريقية بما يحقق الفائدة المتبادلة لكافة الأطراف.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس تناول آخر التطورات الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، وخاصة الأزمة الليبية، حيث أكد ضرورة قيام المجتمع الدولي بالعمل على استعادة الاستقرار هناك من خلال اتخاذ موقف حاسم لوقف قيام بعض الدول بإمداد المنظمات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين، مع ضرورة مساندة جهود التوصل إلى حكومة التوافق الوطني، ودعم مؤسسات الدولة والجيش الوطني الليبي لتمكينه من أداء مهمته في استعادة الأمن والاستقرار وضبط الحدود، مشدداً في هذا الصدد على ضرورة رفع الحظر المفروض على تسليح الجيش الليبي ولو بشكل جزئي.     
وعرض الرئيس السيسي، جهود مصر على صعيد مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى ما تتسبب فيه تلك الظاهرة من خسارة لأرواح بريئة ودمار مادي للمؤسسات والبنية الأساسية، فضلاً عما تشيعه من أجواءٍ سلبيةٍ تُهددُ التعايش السلمي وتفرض على الأجيال الجديدة صراعاتٍ لا أساس لها بين الأديان أو الشعوب. 
وأكد أن خطر الإرهاب يتطلب مواجهة شاملة تهدف إلى تجفيف منابع تمويله والتضييق على الدول والجهات الراعية والمساندة له، بجانب مواجهته بالوسائل العسكرية والأمنية.
وأكد الرئيس على حرص مصر على تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي والقيام بدور فاعل في إطار التعاون الأورومتوسطي من خلال الاتحاد من أجل المتوسط، موضحاً أن التطورات الأخيرة التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط فرضت على الدول جنوب وشمال المتوسط تحديات جديدة، تحتم ضرورة تكثيف التعاون بينها للتعامل مع تلك التحديات، وبخاصة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والتي يجب العمل على معالجة جذور الأسباب المؤدية لها ورفع المعاناة الإنسانية التي تتعرض لها بعض الشعوب في منطقة الشرق الأوسط والعمل على إيجاد حلول سياسية للنزاعات التي تشهدها، مشيرا إلى ضرورة تحقيق التوازن بين البعدين الأمني والتنموي في إطار من المساواة وتقاسم الأعباء والمسئوليات الدولية.
وذكر السفير علاء يوسف، أن رؤساء حكومات الدول المشاركة رحبوا بالتطورات الأخيرة التي شهدتها مصر خاصة على صعيد استعادة الأمن والاستقرار وتنفيذ عملية الإصلاح الاقتصادي، مؤكدين دعمهم الكامل لمصر في سبيل تحقيق تلك الأهداف، واهتمامهم بدعم الروابط الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري مع مصر، وذلك من خلال تعزيز فرص التعاون وزيادة الاستثمارات، والمشاركة في المشروعات التنموية التي بدأت الحكومة المصرية في تنفيذها في مختلف المجالات.
وأعرب قادة دول تجمع «فيشجراد» عن دعمهم لجهود الحكومة المصرية في مكافحة الإرهاب، مؤكدين استعدادهم لتقديم المساعدة اللازمة في ضوء التداعيات الخطيرة لتلك الظاهرة على الوضع الأمني في منطقة المتوسط وأوروبا. 
وشددوا على أهمية مواصلة الجهود السياسية التي تقوم بها مصر من أجل إيجاد حلول لمختلف النزاعات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، وأهمية الشراكة الإستراتيجية القائمة بين كل من مصر والاتحاد الأوروبي، مؤكدين عزمهم العمل على تعزيز العلاقات بين الجانبين بما يساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة.وأشاروا إلى أهمية الاجتماع المقبل لمجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي، والذي سيمثل فرصة لتعزيز وتطوير التعاون بين الجانبين.
وأكد القادة أن معالجة الأزمة الحالية للاجئين تتطلب في المقام الأول التعامل مع الأسباب الجذرية لتلك الأزمة، من خلال تعزيز التعاون مع البلدان المصدرة للمهاجرين وكذلك دول العبور. 
وأشاد رؤساء حكومات دول «فيشجراد» بالجهود التي تبذلها مصر لوقف الهجرة غير الشرعية، معربين عن دعمهم ومساندتهم لتلك الجهود.
وقد تناولت القمة سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المختلفة، حيث أكد الجانبان وجود فرص كبيرة للتعاون المشترك في مجالات الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية وتوليد الطاقة من الرياح والطاقة النووية، وذلك في ضوء الخبرة التي تتمتع بها دول «فيشجراد» والإمكانات الواعدة التي تحظى بها مصر في مجالات الطاقة.