إنفوجراف..علاج 1.1 مليون مصري من فيروس سي..قصة نجاح بشهادة الصحة العالمية

اكتشفت وزارة الصحة في عام 1989 انتشار مرض الالتهاب الكبد الوبائي في ربوع مصر ، واعترف وزير الصحة د.إسماعيل سلام بأن الوزارة ساهمت في انتشار المرض بسبب استخدام الحقن "السرنجات" مع أكثر من شخص.

ومنذ أن تشكلت اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات الكبدية في عام 2010 ، عكفت على مقاومة المرض وعلاج المرضى ، ولكن البداية الحقيقية والدفعة القوة كانت في عام 2014 عندما ظهر أول خيوط الأمل مع اكتشاف جيل جديد من أدوية علاج فيروس سي وأولها عقار "سوفالدي" الذي أنتجته شركة "جلياد" الأمريكية.

أصرت الحكومة المصرية بقيادة وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ اليوم الأول للإعلان عن الأدوية الجديدة على تخليص مصر من هذا المرض الذي يقتل من 30 إلى 40 ألف مصري كل عام.

صحة المواطن المصري ، كانت ومازالت على رأس اهتمامات الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو ما ظهر جليا في الاهتمام بعلاج فئة متوسطي العمر "المحركة للاقتصاد المصري" من فيروس سي.

ونجحت مصر في علاج حوالي مليون و100 ألف مواطن من فيروس سي ، بحسب تصريحات رئس اللجنة القومية للفيروسات الكبدية د.وحيد دوس ، والمدير التنفيذي للجنة د.قدري السعيد ، وذلك في ظل ظروف اقتصادية شديدة الصعوبة ، بدعم وإصرار من الإرادة السياسية ، وبتضافر جهود المجتمع المدني مع الدولة .

استطاعت الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الصحة ، من خلال استخدام كل مهارات التفاوض مع الشركة المنتجة للعقار واعتمادا على الإحصائيات العالمية التي تضع مصر على أول قائمة الدول التي ينتشر بها المرض ، في الاتفاق على شراء سوفالدي بـ1% من السعر العالمي.

أنشأت وزارة الاتصالات موقعا إلكترونيا لتلقي بيانات مرضى فيروس سي الراغبين في التسجيل لتلقي العلاج ، وكان يستقبل نحو 100 ألف زائر يوميا.

تكاتفت الجهود بين الحكومة ممثلة في اللجنة القومية للفيروسات الكبدية التابعة لوزارة الصحة والسكان ، وبين منظمات المجتمع المصري وصندوق تحيا مصر لتحقيق هدف القضاء على فيروس سي ، حتى أثمرت هذه الجهود عن علاج 4 أضعاف ما عالجه العالم كله ، حيث أكد د.وحيد دوس أن جميع دول العالم عالجت حوالي مليون و600 ألف مريض منهم مليون و100 ألف مصري ، مشيرا إلى أن انجلترا عالجت 5 ألاف شخص فقط ، وفرنسا عالجت حوالي 20 ألف مريض ؛ لارتفاع تكلفة العلاج.

ومرة أخرى كانت مصر من أول الدول التي نجحت في إنتاج الجيل الجديد من الأدوية محليا وبكفاءة شهد لها الخبراء العالميين قبل المصريين ، مما كان له أكبر الأثر في خفض تكلفة العلاج من 1187 إلى 172 دولار ، وذلك وفقا لإحصائية منظمة الصحة العالمية ، وبلغت تكلفة علاج المرضى 3 مليار و167 مليون جنيه.
وأكد د.وحيد دوس أن تكلفة العلاج من فيروس سي في رومانيا تصل إلى 140 ألف يورو ، مشيرا إلى أن ارتفاع سعر الأدوية يقف حائلا أما علاج المرضى في العديد من دول العالم.

فيما قال المدير التنفيذي للجنة القومية للفيروسات الكبدية د.قدري السعيد ، إن تكلفة علاج المريض الواحد من خلال الأدوية المصنعة محليا بلغت 1485 جنيه فقط ، مؤكدا أن الأدوية المصنعة في مصر لا تقل في جودتها عن المستوردة.

وفي مرحلة أخرى توجهت الجهود لزيادة أعداد مراكز علاج فيروس سي على مستوى الجمهورية من 35 إلى 164 مركزا ، كما زادت مراكز علاج فيروس سي بالتأمين الصحي من 15 إلى 84 منفذا، وذلك بالتعاون مع صندوق تحيا مصر ومنظمات المجتمع المدني.

انخفاض أسعار أدوية علاج فيروس سي مع زيادة أعداد مراكز العلاج وانتشارها في جميع محافظات الجمهورية ، كان السبيل إلى تحقيق هدف تخفيف معاناة المرضى وأسرهم من خلال القضاء على قوائم الانتظار ، حتى أصبحت الفترة بين الإبلاغ وإجراء التحاليل والفحوصات لا تتجاوز الأسبوعين لحين صرف العلاج.

ومع انخفاض أعداد المرضى المقبلين على مراكز العلاج ، ومقارنة بالإحصائيات التي تشير إلى وجود 5 مليون مريض بفيروس سي في مصر ، وفي إطار تنفيذ توجيهات الرئيس بتخليص مصر من هذا المرض بحلول عام 2020 ، بدأت إستراتيجية وزارة الصحة والسكان الجديدة في البحث عن المرضى بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني وتحيا مصر وبعض رجال الأعمال ، وذلك من خلال فحص جميع فئات المجتمع بمختلف محافظات الجمهورية.

استهدف المسح في أولى مراحله العاملين في المجال الصحي ، والمترددين على المستشفيات ، وطلبة الجامعات ، ونزلاء السجون ، بحيث تجرى التحاليل ويتم علاج المرضى الذين تم اكتشافهم بالمجان.

إعلان الحرب على المرض ، كان تجربة مصرية ناجحة ، بقيادة وإصرار الرئيس عبدالفتاح السيسي أبهرت العالم أجمع ، وعكست قوة وإرادة مصر حكومة وشعبا ومؤسسات ، وتطلعت العديد من الدول إلى الاستفادة بالخبرة المصرية في تكرار التجربة على أراضيهم.