واشنطن بوست: ترامب خسر أفضل أصدقائه بأوروبا بعد الانتخابات البريطانية

ترامب
ترامب
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يكون خسر للتو أفضل صديق كان لديه في أوروبا بعد النتائج المخيبة للآمال التي حققها حزب المحافظين بزعامة تيريزا ماي في الانتخابات البريطانية الأخيرة، رغم احتفاظها برئاسة الحكومة.

وذكرت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم- " أن رئيس الوزراء البريطانية خرجت من انتخابات أمس الأول مضارة وبدون أن تفوز بالتفويض الذي سعت إليه حين دعت لانتخابات مبكرة..موضحة أن جهودها للتقارب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تكون أضرت بها وبشعبيتها، وأنها ستصبح الآن أقل إمكانية للتعاون مع حاكم أجنبي رآه أغلبية البريطانيين مؤخرا يمثل تهديدا للأمن العالمي".

وأضافت الصحيفة في تقريرها، الذي أعده الكاتبان آن جيران وديفيد ناكامورا،" إن ماي أصبحت أيضا أقل نفوذا بعد خسارة المحافظين أغلبيتهم البرلمانية في الانتخابات الأخيرة، وهو ما سيلجؤون معه إلى الحكم عبر تحالف مع أحد الأحزاب الصغيرة "الحزب الديمقراطي الوحدوي في أيرلندا الشمالية" لتشكيل الحكومة والتمكن من تمرير التشريعات، وذلك "إذا احتفظت ماي بوظيفتها"، في إشارة إلى المطالبات باستقالة ماي بعد أداء الحزب في الانتخابات".

ورغم أن علاقة بريطانيا مع الولايات المتحدة كانت كقضية انتخابية أقل أهمية بكثير من المخاوف الاقتصادية والأمنية المحلية في المملكة المتحدة، إلا أن التقرير رجح أن يكون بعض الناخبين عاقب ماي على "التملق لترامب وعناصر أجندته الشعبوية".

وأكد محللون أمريكيون وبريطانيون أن رئيسة الحكومة البريطانية وزعيمة حزب المحافظين أصبحت أقل قوة حينما تكون بصدد التعامل مع أوروبا أو الولايات المتحدة.

ونقل التقرير عن توماس رايت مدير الدراسات المتعلقة بالولايات المتحدة وأوروبا في مركز بروكنجز للدراسات السياسية، قوله " في ظل حكومة أقلية أو حكومة أغلبية ضئيلة، سيكون من الأصعب أن تقف في وجه ترامب، كلما صغرت الأغلبية كلما صعب ذلك"، مضيفا " ولن يكون ذلك أولويتها الأساسية، ستكون في غمار حرب من أجل وظيفتها".

وبالنسبة لترامب، ذكر التقرير أن التعثر السياسي الذي تواجهه ماي حاليا يمثل فقط آخر ضربة لخطابه المناوىء للعولمة بعدما أنذر فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية، العام الماضي، وتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، بموجة شعبوية كبرى على جانبي المحيط الأطلسي.

وأضاف التقرير" إن الرئيس الأمريكي أصبح بعيدا جدا عن قيادة تحالف عابر للأطلسي من الزعماء القوميين..مضيفا" إنه يجد نفسه معزولا بشكل متزايد، لاسيما بعد فشله في الوصول لاتفاقات حول بعض القضايا المهمة مع القادة الأوروبيين، وهو ما انتهى إلى ابتعاد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن واشنطن".