الحوسبة الإدراكية تقود التحول الرقمي في أفريقيا

الحوسبة الإدراكية
الحوسبة الإدراكية
يستعرض المهندس احمد برهام مدير قسم الأنظمة والتكنولوجيا بشركة IBM ، بداية ظهور عهد الحوسبة الإدراكية في المنطقة والمتطلبات الحديثة للوصول إلى المعلومات الملقاه على عاتق البنية التحتية القائمة علي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستعدادات IBM لمواكبة العصر الإدراكي في مختلف أنحاء القارة.

وقد سمحت التقنيات المتقدمة التي يشهدها عالم الحوسبة الإدراكية ببداية عهد جديد من النماذج التكنولوجية للشركات التجارية والقطاعات الحكومية في أفريقيا، ويأتي ذلك في الوقت الذي أتاح فيه التوسع الحضري السريع والطلب المتزايد على الخدمات الرئيسية الفرصة أمام القارة لتمضي بخطوات حثيثة نحو المستقبل متخليةً عن النظم القديمة، بالإضافة إلى ما وفره الاعتماد السريع للإنترنت والمعلومات المتاحة للعملاء من خيارات لإيجاد المقترحات الأكثر أمانًا وقيمة في جميع الأسواق.

وقد خلق ذلك بيئة يتعين فيها استغلال جميع البيانات التي تنتجها أي مؤسسة في هياكل ذكاء الأعمال ذات الصلة ، حيث تعمل الشركات على حفظ حجم كبير من البيانات المتنوعة غير المهيكلة وتنقيتها ومن ثم تطوير رؤى مؤسسية مباشرة أكثر دقة وجدية، إذ تُعزز المعلومات القائمة على البيانات الكافية من قدرة أي مؤسسة على الاستجابة والإبداع والمنافسة.

ومن هذا المنطلق، يجب أن تُقدم البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أي مؤسسة طموحة ومتطلعة أداءً فائق الجودة أثناء تنفيذ عمليات تحليل البيانات الضخمة. وسعيًا لتوفير تلك البنية تعمل شركة IBMعلى استحداث بنية تحتية تناسب أعباء العمل الادراكية -بما في ذلك أنظمة مسرعات الأجهزة، وأنظمة التخزين Flash ، وحلول أدارة أعباء العمل الذكي والتي من شأنها ضبط وتيرة الابتكارات وذلك من خلال تقليل مدد عمليات تحليل البيانات لتتم في جزء من الثانية بدلًا مما كانت تستغرقه من ساعات وتعزيز قدرة المؤسسة على اتخاذ الإجراءات المناسبة فيما بتعلق بهذه البيانات على أرض الواقع. المنظور الصناعي يتزايد الطلب الإقليمي في هذه الأيام على تطوير نظم بنية تحتية قادرة على تحقيق منافع معرفية وهو ما نشهده في مختلف القطاعات.

تختلف بطبيعة الحال متطلبات الصناعات المختلفة أو الهيئات الحكومية إذ لا يوجد قالب واحد يناسب مختلف هذه المتطلبات؛ إذ تحتاج البنوك -على سبيل المثال-إلى إيجاد طرق مبتكرة تخدم عملائها الحاليين بالإضافة إلى زيادة عروض الخدمات التي تلبي احتياجات العدد المتزايد لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بينما تبحث شركات التعدين والصناعة عن حلول عالية الأداء لتلبية احتياجات العمل المعقدة.

وفي هذا السياق، يمكننا اتخاذ شركات الاتصالات كمثال ولا سيما بسبب تعاملها مع عدد من البائعين مما يجعل تعقيد بنيتها التحتية الذي يعد أكثر شمولًا وأكبر حجمًا بالمقارنة مع بعض الصناعات الأخرى، كما أنها تعمل على توفير خدمات مبتكرة آمنة بتكاليف منخفضة، وفي سبيل تنفيذ هذه الاستراتيجية، قد وقع اختيار أحدي شركات الاتصالات بمصرعلى أنظمة فلاش (FlashSystems) المتطورة من قبل شركة IBM والتي تمثل أحدث حلول عالم تخزين البيانات لحماية الشركة من عمليات الغش والاحتيال؛ إذ مكنت هذه الأنظمة شركة الاتصالات من تسريع وتيرة عمليات التحليل الآنية للبيانات المتعلقة بتحديد عمليات الاحتيال التي تتم من خلال المكالمات والاستخدام غير المصرح به للإنترنت.

الدور الذي تلعبه شركة IBM في العصر الإدراكي تلعب شركة IBM دورًا مميزًا في العصر الأدراكي الجديد والذي تطرقنا بالفعل إلى بعض جوانبه، إذ تمتلك شركتنا أنظمة مميزة تناسب جميع القطاعات كما نعمل على مواصلة بناء علاقات شراكة تعاونية في مختلف أرجاء المنطقة. على سبيل المثال، خادم لينكس (Linux Server) والذي يتيح لك حرية اختيار المنصة التي تناسب أولويات أعمالك وأعبائه، والذي يعمل في الوقت نفسه على تلبية المطالب المتزايدة لتقديم نتائج أدراكية من خلال بنية تحتية عالية الأداء وهو ما نشرع فعليًا في تنفيذه، وفي هذا الصدد، نعمل على تنصيب أنظمة البنية التحتية خاصتنا مثل أجهزة التخزين الآمنة باستخدام قواعد بيانات مفتوحة المصدر لتكون بمثابة أداة لتمكين الشركات والمؤسسات من الأستفادة من بيانتها.

وفي إطار العروض الادراكية التي تُقدمها شركة IBM لدعم جهود التحول الرقمي في المنطقة، يأتي اقتراح تقنية البلوك تشين Blockchain وهي تكنولوجيا عُرفت بقدرتها على إعادة تصميم الأنظمة ،مما دفع مجلة هارفارد بزنس ريفيو لعقد مقارنة بين تقنية بلوك تشين والأنترنت، و توفر تقنية «بلوك تشين» حلولًا موثوق بها لإدارة النظم التنظيمية والأطراف الوسيطة عبرنظم سلاسل التوريد المُعقدة، التي قد تتسبب في ضياع الكثير من الوقت والنفقات بالإضافة إلى ما تحتويه من احتمالات للخطأ أو التلاعب. فتعمد تقنية البلوك تشين على سد هذه الثغرات من خلال تقديم سجلات واضحة ومتزامنة يصعب تزويرها أو التلاعب فيها لجميع الأطراف المعنية.

ومن منطلق سعي الحكومات إلى مواكبة العصر المعرفي، أعلنت شركة IBMمؤخرًا مبادرة لاعتماد تقنية "بلوك تشين" مع هيئة الجمارك ودائرة التجارة في دبي وذلك لتعزيز استراتيجية حكومة دبي المتعلقة باعتماد هذه التقنية المتقدمة بالإضافة إلى التعاون مع عدد من الشركات الرائدة والتي تضم على سبيل المثال بنك الأمارات دبي الوطني وشركة دو للاتصالات وأرامكس بانكو سانتاندير.

ويهدف هذا التعاون إلى استكشاف استخدام البلوك تشين في أغراض التجارة والتمويل والخدمات اللوجستية لعمليات استيراد السلع وإعادة تصديرها داخل وخارج دبي. فباستخدام تقنيات هايبرليدجر فابريك (Hyperledger Farbric) وسُحب IBM ، تقوم حلول البلوك تشين على نقل بيانات الشحن مما يتيح لأصحاب المصالح الرئيسين تلقي معلومات في الوقت الحقيقي حول حالة البضائع ووضع عملية الشحن. وفي المستقبل، يتوقع أن يصبح الاتجاه نحو التحول الرقمي أكثر حدة بالإضافة إلى تزايد الحاجة إلى ابتكارات جديدة ولا سيما من واقع ما تشهده الشركات مما يحدثه الاتجاه الادراكي من ثورة في مجال نماذج الأعمال تعمل على إطلاق العنان لنطاق لا نهائي من الاحتمالات.

ويمثل العمل على بناء قنوات تواصل مؤسسية وعلاقات شراكة استراتيجية مع الغير واحدًا من الأهداف الرئيسية التي تسعى IBM لتحقيقها في عام 2017، حيث تتطلع الشركة إلى التعاون مع عملائها وشركائها للتوصل إلى ابتكارات جديدة في المجالات الرقمية للتفكير الادراكي وذلك من خلال استقطاب المبتكرين واستخدام أعلى الكفاءات والمواهب بالإضافة إلى الاستفادة من مراكز تطوير المواهب التابعة للشركة.