في ذكرى ميلاده الـ 102.. ماذا قال «الأعور» موشيه ديان بعد «علقة» السادات له

الرئيس أنور السادات ورئيس الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان
الرئيس أنور السادات ورئيس الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان
«ضربوا الأعور على عينه .. قال ما هي خربانة خربانة»،  أنطبق هذا المثل المصري على رئيس الدفاع للجيش الإسرائيلي موشيه ديان، بعد أن لقنه الرئيس الراحل أنور السادات درساً لم ينساه طوال فترة حياته السياسية، بعد خوضه حرب 6 أكتوبر 1973، وفكر أنه من الممكن أن يقهر المصريين كما قال في حرب 1967، ولكن استطاع الجيش المصري هزيمة «الجيش الذي لا يُقهر». 

غرور وكبرياء ديان: 
قال ديان بثقة كبيرة قبل حرب 1967 «النكسة»، من خلال فيلم تسجيلي له :" أن الجيوش العربية المتجمعة أكبر بكثير من جيشنا الإسرائيلي، ومع ذلك أتمنى أن ننتصر، ولكن النتيجة تعتمد بشكل كبير على أين ستكون المعركة".

وبالفعل هجم الجيش الإسرائيلي على الجيوش العربية، وهزمتها، ولم تهتم القوات الأردنية للتح1ذيرات الإسرائيلية وانضمت للقوات المصرية السورية وحاصروا القدس، ولكنهم هزموا في 6 أيام، وأصبحت القدس تحت السيطرة الإسرائيلية، علماً بأن إسرائيل صرحت أن هذا وقت مؤقت آنذاك، لكنهم أسرعوا إلى القدس في تحدي للقانون الدولي، باحتلالهم للضفة الغربية، وغزة وسيناء ومرتفعات الجولان، زادت مساحات إسرائيل 3 أضعاف". 

وأضاف ديان بكل فخر وغرور بعد استيلائه على كل هذه الأراضي في نكسة 1967 بـ :" نحن في انتظار اتصال زعماء العرب بنا لمحاولة إيجاد حل لمشكلة الشرق الأوسط، فأنا أرى أن وضعنا الحالي جيد، ولا أرى سبباً لأن نتصل نحن بهم، ونحن سعداء بما حققناه، وإذا كانو هم أيضاً سعداء فلا يوجد مشكلة، ولكنهم ليسوا سعداء بالمرة، إذاً فليتصلوا بنا". 

تمسك ديان بقناة السويس في مصر وجزيرة سيناء، موضحاً أن :"إذا قرر الحاكم المصري الجديد أن يخوض الحرب ضدنا فلا أتمني أن أكون على الجانب المصري من القناة، وإذا تواجدت هناك فسوف أكون مع قواتي".  

تحذيرات مصرية: 
انضمت القوات السورية إلى القوات المصرية من أجل المطالبة بمرتفعات الجولان التي استولت عليها إسرائيل بعد حرب 1967، وقام الرئيس الراحل أنور السادات بتحذير ديان في إحدى خطاباته، قائلاً :" لن أقبل في التفريط في شبر واحد من أرضنا، أو التنازل عن حبة رمل واحدة". 

رد ديان على هذه التحذيرات بحالة من الغرور والتحدي قائلاً:" إذا كنت سأختار لحكومتي بين اختيار المطالب المصرية بالانسحاب عن طريق الحوار أو خوض الحرب .. فاختياري سيكوت الحرب". 

حرب 6 أكتوبر 1973 «العلقة الساخنة لموشيه ديان»: 

اندلعت الحرب بين القوات المصرية والجيش الإسرائيلي، في الـ 6 من أكتوبر 1973، وكان اليوم الغير متوقع بمثابة «العلقة الساخنة»، التي لم يتوقعها أحد، ولا وزير الدفاع المغرور موشيه ديان، كانت الحرب قد انطلقت من قبل القوات المصرية السورية، في يوم الغفران لليهود، وكانت مفاجأة لإسرائيل، وبالفعل استطاعت القوات المصرية بعبور قناة السويس، وتدمير النقاط الحصينة لإسرائيل، وكانت هزيمة نفسية قاسية، وخسرت إسرائيل أكثر من 1000 قتيل في أول يومين من المعركة، وتحطمت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر". 

تحول 180 درجة من الغرور والكبرياء إلى «ذُل وقهر وكسرة نفسية» لديان بعد الحرب:

تحدث «الأعور»، موشيه ديان، في أول ظهور له بعد حرب أكتوبر وهو في حالة كسرة وذُل قائلاً:" إنها حرب صعبة للغاية، والمواجهات قوية ومريرة بالنسبة لقواتنا البرية والجوية، هذه الحرب ثقيلة بأيامها وبدمائها، في حرب الستة أيام".

وأضاف ديان :"أبلغنا عائلات الضحايا بعد الحرب، وتمكنا من الحداد على أرواح شهدائنا، ونحن الآن في خضم المعركة، ونعجز تماماً عن التعبير، عن مدى حزننا لفقدنا شهدائنا، ولابد أن نستمر في القتال بمنتهى الشجاعة، وبمنتهى الجرأة والتحدي، وكأننا نُقاتل من أجل بقاءنا، لأننا بالفعل نُقاتل من أجل بقاءنا". 

وبعد الحرب، قامت اللجنة المسئولة بإعداد تقرير حرب 1973 بإعفاء الكادر السياسي الإسرائيلي من المسؤولية في تكبّد الخسائر في الأيام الأولى من الحرب إلا أن الغضب والاحتجاج الشعبي الإسرائيلي أدّى إلى استقالة كل من دايان وجولدا مائير.

يذكر أن توفي موشيه ديان في 16 أكتوبر 1981، متأثراً بسرطان القولون في مدينة تل أبيب ودفن في "ناهال" حيث نشأ.