العناني يفتتح معرض أبوسمبل في الذكرى السنوية الـ 200 لوفاة "بوركهارت"

افتتح وزير الآثار الدكتور خالد العناني وسفير سويسرا لدى القاهرة ماركوس لايتنر، اليوم الأحد، فعاليات معرض "أبو سمبل 200 عما بعد رحيل الشيخ إبراهيم بوركهارت"، والذي انطلقت أعماله بالمتحف المصري بالتحرير بالقاهرة وينظمه المتحف بالتعاون مع سفارة سويسرا وجامعة بازل السويسرية، ويستمر حتى 20 يونيو.
حضر الاحتفالية سفراء كوريا الجنوبية وجنوب السودان وصربيا ووزير الآثار ووزيرة التضامن الاجتماعي وصباح عبد الرازق مدير المتحف المصري وعالمة الآثار السويسرية سوزان بيكيل أستاذ المصريات بجامعة بازل.
وأكد العناني أن المعرض يأتي احتفالا بالذكرى السنوية الـ 200 على وفاة الرحالة المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بوركهارت، الذي اكتشف أحد أشهر المعالم المصرية القديمة هو معابد أبو سمبل بأسوان، لافتا إلى أن المعرض يضم عدة قطع أثرية تم اكتشافها في الأماكن التي زارها الشيخ إبراهيم أثناء سفره للنوبة ، مثل فيله، أبو سمبل، قصر إبريم، وهي جزء من مجموعات المتحف المصري، والتي تعرض على الجمهور للمرة الأولى ، فضلا عن قطعتين من لوحة حائط بالحرم الصخري في وادي السباع من عصر الملك أمنحتب الثالث.
ومن جانب أخر ، قال السفير السويسري بالقاهرة، ماركوس لايتنر، إن هذه الاحتفالية تأتي تخليدا لذكرى هذا الرحالة السويسري إبراهيم بوركهارد والذي كرس حياته لآثار الشرق الأوسط حيث أعاد اكتشاف آثار بترا، كما اكتشف معبد أبو سمبل، ولكنه توفى قبل أن يرى كامل المعبد بعد إزاحة الرمال عنه.
وتابع السفير أن الرحالة الشيخ إبراهيم أصبح معروفا في العالم كله بسبب اكتشافاته وبسبب إخلاصه في العمل على أن تخدم هذه الاكتشافات الشعوب التي اكتشفت فيها.مشيرا إلى أن الاكتشافات الأخيرة في مصر التي تتم الآن تبعث على الفخر والتفاؤل وهو نفس الإحساس الذي شعر به المستكشف ابراهيم بوركهارد والذي نشأ في مدينة بازل.
وأوضح السفير، أن إبراهيم بوركهارد كان يبحث عن استكشاف الأراضي والعالم وانضم للجمعية الأفريقية وبعد رحلته في إفريقيا، سافر لسوريا ثم إلى الأردن ثم أعلن إسلامه ثم بعد ذلك في طريقه إلى فازان في ليبيا توجه إلى النوبة ثم أرشد عن اكتشاف معبد أبو سمبل، ولكنه توفي ودفن في مصر قبل أن تزاح الرمال عن المعبد العظيم.
وأعرب السفير السويسرى بالقاهرة، عن سعادته بالمعرض الذي يؤكد الصلة التاريخية والثقافية المهمة بين سويسرا ومصر، مؤكدا أن المعرض يبعث برسالة إيجابية إلى السويسريين ويشجع على السياحة للتعرف على تاريخ مصر المميز.
وعلى هامش المعرض، يقدم التعليم المتحفي بالمتحف المصري أنشطة تعليمية خاصة للزائرين طوال فترة إقامته بالمتحف.
يذكر أن يوهان لودفيج بوركهارت ولد عام 1784 بمدينة لوزان ، ونشأ في مدينة بازل بسويسرا، وبعد أن أتم دراسته بألمانيا عينته جمعية تستكشف شمال أفريقيا للقيام ببعثة استكشافية ترحل مع قافلة الحجاج من القاهرة عبر فزان (جنوبي ليبيا) حتى تصل إلى مدينة تمبكتو في مالي. ودرس بوركهارت اللغة العربية، وفي عام 1809 استقر في مدينة حلب السورية بعد أن غمر نفسه في ثقافة المنطقة وأصبح معروفا باسم الشيخ إبراهيم بن عبد الله.
وفي عام 1812 ، وفي طريقه من سوريا إلى القاهرة، أعاد بوركهارت اكتشاف مدينة البتراء القديمة في الأردن، وفي وقت لاحق، لدى وصوله إلى القاهرة، أثناء انتظار قافلة إلى فزان، قرر السفر إلى أقصى جنوب مصر، حيث اكتشف معابد أبو سمبل عام 1813، التي كانت مغطاة بالرمال إلى حد كبير، وقام بوركهارت بإبلاغ المستكشف الإيطالي جيوفاني بلزوني عن اكتشافه، واستنادا إلى وصف بوركهارت، سافر بلزوني إلى أبو سمبل، وبدأ في إزالة الرمال ودخل المعبد قبل 200 عام، في عام 1817، وفي نفس العام توفي بوركهارت في القاهرة ودفن في مقبرة باب النصر في القاهرة.