أصلها يعود إلى الفراعنة.. ومهرجانها الأول ينطلق غدا

«الخيامية» .. خيوط لها تاريخ

ارتبط التاريخ المصري بالعديد من الصناعات اليدوية التى تحولت بمرور الزمن إلى فنون حقيقية صنعت شهرة الحضارة المصرية عبر قرون.

 ومن تلك الصناعات الفنية »الخيامية« التي تعد فنا مصريا عريقا، ويمتد تاريخ هذه المهنة إلى العصر الفرعوني، لكنها ازدهرت فى العصر الإسلامى ولاسيما العصر المملوكي، وقد اشتق اسمها من كلمة خيام، وكانت ترتبط الخيامية قديماً بكسوة الكعبة المزينة بخيوط الذهب والفضة، والتى كانت تقوم مصر بتصنيعها حتى ستينيات القرن الماضى وإرسالها للحجاز في موكب مهيب يعرف باسم المحمل.

ورغم تراجع الاهتمام بهذه الصناعة، وتأثير التقنيات الحديثة فى انتاج الأقمشة على ورش الخيامية، إلا أن شارع الخيامية بالقاهرة الفاطمية لا يزال واحدا من المواقع التى تحمل عبق التاريخ، وتجتذب الآلاف من عشاق هذا الفن الجميل، حيث تصطف ورش الخيامية على الجانبين، ويرجع وجود هذا الشارع إلى العصر الفاطمي.

 وستكون الخيامية واحدة من اهم الصناعات التى يحتفى بها «مهرجان التراث المصرى الاول» الذى ينطلق ، الأحد 30 إبريل ، وينظمه متحف النسيج المصرى بشارع «المعز لدين الله الفاطمي»، بالتعاون مع الادارة العامة للقاهرة التاريخية، وهيئة قصور الثقافة، ومركز توثيق التراث الحضارى والطبيعي.
وأكد الأثرى محمد عبد العزيز المُشرف العام على القاهرة التاريخية، أن هذا المهرجان يُسلط الضوء على أهمية الحرف التراثية فى الحفاظ على الهوية المصرية، كما أنه يُساعد على إحياء هذه الحرف وإعادتها للحياة مرة اخري، والحفاظ عليها من الاندثار، دعماً للجهود التى يبذلها الحرفيون من أجل الحفاظ على ثروتهم الفنية ونقلها إلى الاجيال القادمة.

 وأوضح الأثرى أشرف أبو اليزيد مدير عام متحف النسيج أن المهرجان يتضمن تقديم عروض حية أمام الجمهور لمختلف أنواع الحرف التراثية مثل الخيامية وصناعة السجاد والنسيج اليدوي وغيرها ، وذلك فى محاولة لتعريف الزائرين بفنون تلك الحرف بطريقة مباشرة وعملية، كما سيتم عرض«ديوراما القاهرة التاريخية»، موضحا أنه تم اختيار «النوبة»، ضيف شرف المهرجان هذا العام.