المتحدث باسم الخارجية: زيارة «السيسي» وضعت أسس جديدة للعلاقات مع أمريكا

قال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إنه بلا شك إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن، كانت هامة للغاية من حيث وضعها لأسس جديدة للعلاقات المصرية الأمريكية في ظل وجود إدارة  أمريكية جديدة.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الزيارة اتسمت بقدر كبير من التشعب والتنوع، حيث استطاع الرئيس من خلال تنوع المقابلات واللقاءات علي مختلف المستويات من نقل صورة حقيقية لما تشهده مصر من تطورات وما تواجهه من تحديات، وتم النجاح في ذلك، لافتا إلى أنه في الوقت ذاته تم التأكيد على الشراكة الاستراتيجية المصرية الأمريكية وإعادة تلك العلاقة إلي وضعها الطبيعي والتاريخي.
وأوضح أنه من أهم جوانب الزيارة شمولها للقاءات مع المسئولين بالإدارة والكونجرس بلجانه المعنية بالعلاقات مع مصر مثل لجان العلاقات الخارجية والاعتمادات والاستخبارات والدفاع والعمليات العسكرية، وبالتالي كل الفريق الذي يعمل علي إدارة العلاقات مع مصر قد التقى بهم الرئيس.
ونوه إلى أن الشق الثالث للزيارة قد شمل الاقتصاد والاستثمار والتجارة، حيث شملت لقاءات موسعة مع رؤساء كبريات الشركات والمستثمرين الأمريكيين العاملين بمصر أو الراغبين في الاستثمار بمصر، مشيرا إلى أن الرئيس قد أعطى صورة كاملة للوضع الاقتصادي ومناخ الاستثمار الأجنبي وإجراءات الإصلاح الاقتصادي والمالي، وأجاب على كافة الاستفسارات والأسئلة، وذلك لتشجيع المستثمرين والشركات لضخ المزيد من الاستثمارات إلي مصر.
وتابع أن هناك شق مهم للزيارة، حيث شهدت لقاءات مع مراكز البحث وقادة الفكر والشخصيات المؤثرة في المجتمع الأمريكي من المثقفين والسياسيين والدبلوماسيين والمسئولين السابقين ورؤساء البرامج البحثية، وكان الهدف الإحاطة بتفاصيل الأوضاع بمصر ورؤية القاهرة تجاه قضايا المنطقة، مضيفا أن هناك شق إقليمي للزيارة، جري فيه مناقشة جوانب القضايا المختلفة في المنطقة التي تهم مصر وأمريكا، والحرب على الإرهاب ومكافحته لأنه يحظي بأولوية هامة لدي البلدين خاصة في ظل إدارة الرئيس ترامب، موضحا أن القضية الفلسطينية كانت في ضوء ما يشهده الملف الفلسطيني من حوار مكثف بين مصر والسلطة الفلسطينية ولقاء الرئيس مع الملك الأردني عبد الله على هامش القمة العربية بالبحر الميت وفي واشنطن كذلك.
وقال أبو زيد، إن هناك اهتمام متزايد من الإدارة الأمريكية بهذا الملف وتنشيطه، حيث حظيت القضية الفلسطينية بقدر كبير من النقاش، إلى جانب الوضع في ليبيا في ضوء جهود مصر لدعم القضية الليبية ودفع الأشقاء الليبيين وتشجيعهم للتوصل إلي التوافق المطلوب، مشيرا إلى حرص الرئيس السيسي علي إحاطة الدوائر الأمريكية وفي مقدمتها الرئيس ترامب ومسئولي إدارته بجهود مصر في هذا الإطار، إلى جانب الوضع بسوريا وتبادل الآراء والتقييمات حول كيفية معالجة الأوضاع بسوريا.
بالنسبة للحوار الإستراتيچي المصري الأمريكي، قال إنه من أهم مخرجات هذه الزيارة المهمة الاتفاق على تفعيل هذا الحوار باعتباره الإطار الأشمل لتبادل كافة جوانب العلاقات الثنائية بكافة قطاعاتها، وإعادة تفعيل آليته التي يترأسها وزيري خارجية البلدين، والتي تصب نتائجها للقيادتين السياسيتين المصرية والأمريكية.
وأشار إلى أن من أبرز نتائج هذه الزيارة، الزيارة المقبلة لوزير الدفاع الأمريكي للقاهرة لمتابعة التعاون العسكري الذي يتسم بالتميز والعلاقة الخاصة على مدي عقود طويلة ويجيء حرص وزارة الدفاع الأمريكية علي التواصل مع نظيرتها بمصر لبحث التعاون الثنائي وتقييم الوضع الأمني بالمنطقة والتنسيق المصري الأمريكي.
وأشار أيضا، إلى أن الفترة القادمة ستشهد أيضا زيارات لوفود من الكونجرس لمصر في إطار التواصل المستمر، خاصة وأن الكونجرس يتعامل مع ملفات مهمة لمصر كبرامج المساعدات الاقتصادية والعسكرية والمشروعات الأمريكية في مصر، وبالتالي يحرص أعضاء الكونجرس على التواصل مع مسئولينا بشأنها والاستماع لشرح للأوضاع بمصر اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، وجهودها لمواجهة الإرهاب ودعم جهود مصر والنقاش حول الوضع الإقليمي وتعزيز قدرة مصر لأنها من أهم عناصر الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
وعن تأثير  تنشيط التعاون المصري الأمريكي على العلاقات المصرية الروسية، قال أبو زيد إن العلاقات مع روسيا قوية، ولمصر علاقات مهمة مع العديد من الشركاء أيضا، مشيرا إلى أن تطوير العلاقات المصرية الأمريكية لا ينتقص من العلاقات الإستراتجية مع روسيا والمصالح المشتركة معها، فالسياسة الخارجية لمصر منذ تولي الرئيس السيسي تتسم بالتنوع والانفتاح والاستفادة من تجارب الدول المختلفة، وهي سياسة تقوم على المباديء الثابتة التي لا تتجزأ أو تختلف باختلاف الوقت.