هل تخلت روسيا عن حليفتها بمعرفتها بموعد «هجوم الشعيرات»؟

صورة من الديلي ميل
صورة من الديلي ميل
أكد موقع «وول ستريت جورنال» أن الجيش الأمريكي أبلغ عدد من المسئولين الروس بالعملية العسكرية التي قاموا بتنفيذها على مطار الشعيرات قبل تنفيذها بعدة ساعات، إلا إن السلطات الروسية لم تقم بالاستجابة لهم.
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن السفير الروسي بالأمم المتحدة قوله إن بلاده علمت بإطلاق الولايات المتحدة ما يقرب من 50 صاروخ «توماهوك» من قواعدهم العسكرية في اتجاه مطار الشعيرات قبل حدوث الهجمة الجوية بحوالي 30دقيقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا كان يمكنها أن تستغل الـ30 دقيقة لإبلاغ حليفتها سوريا بالضربات الصاروخية الأمريكية، إلا أن المسئولين سواء الروس أو الأمريكيين لم يقوموا بنفي أو تأكيد تلك التصريحات وفقًا للصحيفة البريطانية.
ويعتبر مطار الشعيرات الذي قامت الولايات المتحدة بقصفة في الساعات الأولى من فجر الجمعة 7 ابريل، من أهم المطارات والقواعد الجوية التابعة للحكومة السورية، وتم الاعتماد عليه في أكثر من مرة أثناء الهجمات التي تم شنها على تنظيم "داعش" الإرهابي، بالإضافة إلى أنه يضم قاعدة عسكرية روسية تم إخلائها قبل القصف وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية.
ووفقًا للحصيلة الرسمية النهائية فإنه الضربة الصاروخية الأمريكية أسفرت عن مقتل 9 مدنيين بينهم 4 أطفال، بينما أكد ممثل البعثة الدبلوماسية الروسية في سوريا لوكالة أنباء "سبوتنيك " أنه لا توجد أي معلومات بوقوع ضحايا روس جراء الضربة الصاروخية الأمريكية لقاعدة الشعيرات.
وكانت الحكومة الروسية أول الحكومات إدانة للعملية العسكرية الأمريكية معتبرة إياها «عمل عدواني لا يستند إلى أساس حقيقي ويهدف إلى تقويض العملية السياسية وإطاحة الرئيس الأسد»، وفقًا لتصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في المؤتمر الصحفي الذي عقده للتعقيب على الهجمات.
وأكد لافروف أن التدخل الأمريكي «يذكرنا بعام 2003 عندما تدخلت الولايات المتحدة وبريطانيا في العراق»، مطالبًا إدارة ترامب بكشف مزيد من المعلومات و التفاصيل حول أسباب الهجمة.
كما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الهجوم الأمريكي على مطار الشعيرات «عدوان ضار للعلاقات الروسية-الأمريكية، والمعركة المشتركة ضد الإرهاب».
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أمر بشن هجمات جوية على مطار الشعيرات السوري، الجمعة 7 ابريل، وقال في خطاب له أن تلك الهجمة تأتي كرد على هجمات بلدة خان شيخون بإدلب، والتي استخدم فيها نظام الأسد أسلحة كيماوية أدت لمقتل الكثير من المدنيين الأبرياء.
وفي تقرير نشره موقع «الإيكونومست»، أكد أن تلك الهجمة تعتبر تحول شديد في سياسة الولايات المتحدة الخارجية والتصريحات السابقة للرئيس ترامب خاصة فيما يخص النظام السوري، إلا إنه من الممكن أن يستمر في مفاجأة الجميع باتخاذ مزيد من الخطوات خلال الفترة القادمة.